سر الثروات الطائلة.. ما هو الرقم السحري في بناء المليارات؟
(البيان)-28/10/2025
لا يحتاج طريق الثراء إلى الفوز باليانصيب أو إنشاء تطبيق عالمي أو الدخول في مغامرات استثمارية ضخمة، بل يبدأ ببساطة من عتبة مالية محددة يعتبرها الخبراء نقطة التحول الحقيقية في حياة أي شخص يسعى لتحقيق الاستقلال المالي.
في رؤية استثنائية لعالم المال والاستثمار، شدد الراحل شارلي مونغر، الشريك الطويل الأمد لوارن بافيت في إمبراطورية “بيركشاير هاثاوي”، على أن بداية الثروة الحقيقية لا تبدأ بالملايين ولا بالمليارات، بل بالوصول لأول 100 ألف دولار.
وخلال اجتماع المساهمين السنوي لشركة “بيركشاير هاثاوي” عام 1999، سُئل وارن بافيت عن كيفية جني 30 مليار دولار، فأجاب مازحا: “ابدأ مبكرا”، موضحا أن الثروة تشبه كرة ثلجية تتدحرج على منحدر طويل وتزداد حجما بفعل الفائدة المركبة. لكن مونغر، المعروف بصراحته ووضوحه، اختصر الطريق وأوضح أن التحدي الأكبر لمعظم الناس هو جمع أول 100 ألف دولار. وقال: “من نقطة الصفر، جمع هذا المبلغ يمثل كفاحا طويلا لمعظم الناس”، وفقا لـ benzinga.
وبحسب مونغر، فإن الأشخاص الذين يصلون إلى هذا الرقم بسرعة نسبية يشتركون في ثلاث صفات رئيسية: الشغف بالعقلانية، والانتهازية الإيجابية، والتحكم الصارم في المصروفات مقارنة بالدخل.
وأوضح أن العقلانيين لا ينجرون وراء الصيحات أو القرارات المالية العاطفية، بينما الانتهازيون يرصدون الفرص التي يغفل عنها الآخرون، ويستفيد المدخرون المتطرفون من تراكم الأموال بينما ينشغل الآخرون بالترقيات التكنولوجية والرفاهيات اليومية.
ويبرز سبب أهمية هذا المبلغ ليس فقط في الحد ذاته، بل في الزخم الذي يمنحه. بمجرد امتلاك 100 ألف دولار واستثمارها بعائد سنوي قدره 7%، يتحقق دخل سلبي يقدر بـ7 آلاف دولار سنويا. ومع مرور الوقت، يتضاعف هذا المبلغ بفعل الفائدة المركبة؛ بعد عشر سنوات يصل إلى نحو 197 ألف دولار، وبعد عشرين عاما إلى حوالي 386 ألف دولار، حتى بدون أي إضافات جديدة. وإذا أُضيف الادخار المنتظم، فإن محرك الثروة يكتسب قوة هائلة وينحدر بثبات نحو نمو مالي مستدام.
ويشبه مونغر هذه العملية بمعادلة الزخم في الفيزياء، حيث تصبح كتلة الأموال مضاعفة بسرعة الاستثمار، وكلما زاد أي من المكونين، ارتفع زخم الثروة بشكل ملحوظ.
ويؤكد مونغر أن السر الحقيقي في بناء الثروة يكمن في تجاوز أول حاجز مالي، وهو 100 ألف دولار، قبل أن يبدأ أي تأثير للفائدة المركبة في العمل. ولهذا شدد بافيت على أهمية البدء مبكرا، حيث يعد الوقت العامل المضاعف، لكنه يبقى بلا قيمة إذا لم يتمكن الشخص من اجتياز أول عتبة مالية.
مونغر كان يرى أن الثراء ليس مسألة حظ أو استثمار ضخم في مشروع ضخم، بل هو نتيجة الالتزام بالصبر، والعقلانية، والانتهازية الإيجابية، والادخار المنضبط، الذي يبدأ دائما بالخطوة الأولى: الوصول لأول 100 ألف دولار.
