صندوق النقد: هبوط الدولار طبيعي ضمن تصحيح اقتصادي عالمي
(العربية)-24/04/2025
قال المستشار الاقتصادي ومدير إدارة البحوث في صندوق النقد الدولي “بيير–أوليفييه غورينشا – Pierre-Olivier Gourinchas” إن الولايات المتحدة لا تتعمد خفض الدولار، وأن ما يحدث ما هو إلا إعادة للتوازن الاقتصادي.
وأضاف غوريينشا في مقابلة مع “العربية Business “على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، “حسنًا، أعتقد أنه عادةً عندما تُفرض رسوم جمركية من قبل الولايات المتحدة، فإن الدولار يميل إلى الارتفاع ويمكننا العودة إلى ما حدث في عام 2018 لنرى ذلك فقد كانت هذه توقعات منطقية جدًا في ذلك الوقت وهذا ما تقترحه النظرية الاقتصادية أيضًا حيث أن العملة الخاصة بالبلد الذي يفرض الرسوم الجمركية تميل إلى التقدّم”.
وتابع “لكن هناك جانب آخر لهذا الموضوع وكان هذا الجانب مهمًا في تلك الحالة المعينة وهو انخفاض آفاق النمو في الولايات المتحدة بشكل كبير حيث انخفضت التوقعات من 2.7% إلى 1.8%، هذا يعني تقليصًا يقارب نقطة مئوية واحدة في النمو وهو أمر بالغ الأهمية”.
وأشار إلى أنه نتيجة لذلك فإن المستثمرين الدوليين أعادوا التفكير في كيفية تخصيص محافظهم الاستثمارية كما أن عدم اليقين حول السياسة التجارية ساهم في زيادة قلق الأسواق مما دفعهم أيضًا إلى تعديل مزيج محافظهم، و النقطة الأخيرة هي أن هذا يأتي بعد فترة شهدت خلالها الأسواق رغبة هائلة في الأصول بالدولار، ليس فقط في أسواق السندات، ولكن أيضًا في الأسهم هناك تدفقات ضخمة نحو أسواق الأسهم الأميركية،خصوصًا في قطاع التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي”.
قوة الاقتصاد الأميركي
وقال “هناك حماسة كبيرة تجاه قوة الاقتصاد الأميركي في تلك الفترة، وهو ما دعم الدولار والأسواق ذات المخاطر الأخرى في الولايات المتحدة، وما نراه الآن هو إعادة توازن مقارنة بتلك التوقعات والتوقعات الذاتية، بعيدًا بعض الشيء عن الأصول القائمة على الدولار في الولايات المتحدة، وبالتالي أدى ذلك إلى انخفاض الدولار، وإعادة تقييم التقييمات في أسواق الأسهم والسندات الأميركية”.
وأضاف “كل هذا يحدث، أود أن أقول، بطريقة منظمة بالطبع، كانت هناك تقلبات وجيوب من التوترات لكن لا شيء مقلق للغاية لذا فإن هذا التوازن الجديد، أقول إنه شيء منطقي جدًا في هذه المرحلة”.
تعديل توقعات التضخم في أميركا
و قال المستشار الاقتصادي ومدير إدارة البحوث في صندوق النقد الدولي Pierre-Olivier Gourinchas بيير–أوليفييه غورينشا إن التضخم في الولايات المتحدة مستمر بالتراجع لكنه سيتباطأ، والفيدرالي سيخفض الفائدة مرتين خلال 2025.
وأضاف أنه على الرغم من تعديل توقعات التضخم بالزيادة إلى 3% هذا العام، مازال من المتوقع أن ينخفض التضخم بين هذا العام والعام المقبل ،ونحن نتوقع أن يصل معدل التضخم إلى 2.5% في 2026، لذا لا يزال هناك مسار نحو انخفاض التضخم لكنه تأخر فقط، ولم يتوقف وتوقعاتنا لشهر يناير كانت بأن نعود إلى 2% هذا العام، والآن لن يحدث ذلك إلا في نهاية العام المقبل،لذا فإن مسار انخفاض التضخم قد تأجل، لكنه لا يزال قائمًا”.
التوترات التجارية والرسوم الجمركية
وتابع “من هذا المنظور، نرى أنه من المناسب أن يراقب الفيدرالي الأميركي تطور الأمور والتوترات التجارية والرسوم الجمركية من المفترض أن تظهر في شكل تغير بمستوى الأسعار، وبالتالي سيكون لها تأثير مؤقت على التضخم ،لكن هناك الكثير من المخاطر المحيطة بذلك ومن بين المخاوف التي لدينا والتي من المؤكد أن الاحتياطي الفيدرالي يشاركنا فيها هو ما قد يحدث لتوقعات التضخم”.
وقال غورينشا “الجميع في الولايات المتحدة، وفي أجزاء كثيرة من العالم عاشوا تجربة التضخم المرتفع مع قفزة وصلت لمستويات من رقمين لم تُشهد منذ أكثر من 40 عامًا ولذلك أصبح الجميع الآن مدركًا أنه إذا عاد التضخم للارتفاع فقد يكون رد الفعل أسرع، سواء من قبل العمال بطلب زيادات في الأجور أو من قبل الشركات برفع الأسعار وبالتالي قد نشهد تحركًا في توقعات التضخم وهذا ما يُعد أسوأ سيناريو للفيدرالي الأميركي”.
توقعات خفض الفائدة
وأكد ضرورة أن يكون “الفيدرالي” الأميركي يقظًا للغاية حيال التضخم ولهذا السبب، وعلى الرغم من أننا ما زلنا نتوقع أن يكون هناك نوع من التيسير في السياسة النقدية وفقًا لتوقعاتنا إلا أنه قد يتم تأجيل هذا التيسير إلى أن يتمكن الفيدرالي من تقييم الأوضاع خلال الفترة المقبلة”.
“ولا ننسى أيضًا أن السياسة النقدية ما زالت انكماشية، فأسعار الفائدة لا تزال عند مستوى أعلى من المعدل الحيادي حتى بعد تعديل التضخم بالزيادة، وبالتالي فهي توفر درجة من الانكماش للاقتصاد الأميركي و ستساعد على إعادة التضخم إلى هدفه في الربع الثالث Q3.
وقال إن سيناريو التوقعات المرجعي لدى صندوق النقد الدولي ما زال يتوقع خفضين في أسعار الفائدة خلال عام 2025.