ظواهر مهمة بأسواق المال العالمية والتمويل خلال 2025
(البيان)-23/12/2025
مع اقتراب العام من نهايته، نستعرض هنا مجموعة من المحطات المهمة التي شهدها عام 2025. خلال العام، برزت مجموعة من المواضيع الرئيسة. بالطبع، هناك مواضيع نتناولها سنوياً: النمو الاقتصادي، والتضخم، وتحركات سوق الأسهم، وأسعار الفائدة، وما إلى ذلك، لكن ثمانية مواضيع خاصة بعام 2025 فرضت نفسها على تغطيتنا، هي:
– السباق المحتدم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تواصل شركات التكنولوجيا الكبرى إنفاق مليارات الدولارات على مراكز البيانات ونماذج الذكاء الاصطناعي. ولا تتغاضى أسواق الأسهم والسندات عن هذا الإنفاق، بل تفرق بوضوح بين الشركات بناء على حجم الإنفاق ومصادر التمويل ونماذج أعمال الذكاء الاصطناعي (الافتراضية). وقد صب هذا في صالح شركة «ألفابت» ولم يكن في صالح شركتي «أوراكل» و«ميتا». ولعل كثيرين يذكرون عندما أصاب الذعر الجميع بشأن شركة ديب سيك؟ لقد أظهرت أدوات الذكاء الاصطناعي للشركة الصينية بجلاء أنه من غير الواضح تماماً ما إذا كان أي شخص، مهما أنفق من أموال، سيتمكن من بناء ريادة تكنولوجية لا تضاهى في هذا المجال. ولعل البعض يفضلون تجاهل هذه الفكرة المخيفة.
– التقييم، وتركيز السوق، والفقاعات: هنا يبرز سؤال مهم: هل من الممكن أن تكون أسواق الأسهم القوية مدفوعة بشكل مستدام بعدد قليل من الأسهم؟ على حد علمنا، نعم. لكن هل تُشير التقييمات المرتفعة إلى أي شيء بخصوص احتمالية انخفاض أسعار الأسهم في العامين المقبلين؟ الإجابة لا. وهل يُعزى النمو الاقتصادي الأمريكي برمته إلى التوسع في بناء مراكز البيانات؟ بالطبع لا. وإذا كانت هناك فقاعة، فهل تقتصر على أسهم الذكاء الاصطناعي؟ كلا، فالسوق بأكمله مُبالغ في تقييمه. وأخيرا، هل من ملاذ آمن في الأسهم؟ على الأرجح لا.
– انتعاش الأسهم العالمية: إن علاوة سعر الأسهم الأمريكية مُبررة جزئيًا، ولكن ليس كليًا، وقد بدأت أخيراً في الانكماش. فهل كان انعزالية ترامب وفوضى سياساته هما المحفز؟ أم هي المرونة المالية من جانب الاتحاد الأوروبي واليابان؟ أم الإنفاق الهائل على الذكاء الاصطناعي – تضخم الأصول التي أشعلت مراكز التصنيع التكنولوجي في آسيا؟ أم تحسن الحوكمة في الاقتصادات الناشئة الرئيسية؟ أم هي مجرد عودة التقييمات إلى متوسطها الطبيعي؟ مهما كان السبب، يبدو أن كل سوق من أسواق الأسهم عالمياً قد تفوق على السوق الأمريكية هذا العام – حتى بالعملات المحلية.
– الذهب: من المفترض أن يتفوق الذهب فقط عندما تسوء الأمور، لكن ليس هذا العام، حين كان الطلب مدعومًا في البداية بعمليات شراء احتياطيات البنوك المركزية، ثم من قبل صناديق التحوط والمستثمرين الأفراد الذين يسعون وراء زخم السوق. لكن الآن، وبعد أن أصبح الذهب خياراً استثمارياً يستغل حالة «الخوف من فوات الفرصة»، فلماذا لا يزال متماسكاً بينما تتراجع البيتكوين؟ هل يستخدم متداولو البيتكوين رافعة مالية أكبر؟
– الرسوم الجمركية: كانت قصة الرسوم الجمركية هذا العام أقل تأثيراً مما توقعه معظم الناس- تأثير أقل على التجارة، والعجز التجاري، والأرباح، والتضخم. صحيح أن التأثير طال معظم هذه الأمور، لكن بشكل طفيف. لقد اتضح أن الرسوم الجمركية هي ضريبة، يدفعها في الغالب المستوردون وتجار الجملة الأمريكيون، ويمكن للنظام العالمي تحملها – على الأقل حتى الآن. أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أنه كلما كان للرسوم الجمركية تأثير سلبي كبير على شيء ما، كانت إدارة ترامب تتراجع. والسؤال الآن: هل يمكن أن تظهر آثار الرسوم الجمركية على المدى الطويل دون أن نشعر؟
– أسهم القيمة والسلع الأساسية: لقد ركزنا على الأسهم التي لم تحقق أداء جيداً في الأسواق، ولاحظنا أيضاً أن أسهم القيمة حققت أداء رائعاً في الخارج هذا العام، وليس في الولايات المتحدة. كذلك، يبدو أن أسهم السلع الأساسية الآمنة، سواء كانت المنظفات أو رقائق الذرة، لا تجد متنفسًا، فمتى ستحظى هذه الفئات المكروهة أخيراً بفرصة للظهور؟
– الأصول الخاصة: انشغلنا كثيراً خلال العام بمصدر العائد الإضافي المعدل حسب المخاطر من امتلاك الأصول الخاصة، وما إذا كان بإمكانها الصمود أمام تدفق الأموال الهائل إلى هذا القطاع. وتسعى هذه الصناعة إلى زيادة سيولة منتجاتها، ودفعها إلى محافظ المستثمرين الأفراد. ويبدو أن هذا من شأنه أن يُضعف على الأرجح أي خصائص فريدة لا تزال تتمتع بها هذه الفئة من الأصول. وبالنسبة للاستثمار في الأسهم الخاصة تحديدًا، فإن أسعار الفائدة لا يمكن أن تنخفض بالسرعة الكافية، فماذا يخبئ لنا المستقبل؟ عوائد أقل، تقلبات أعلى، أم مزيجاً من الاثنين؟
– الوضع الاقتصادي العام: أكدنا هنا أن الاقتصاد لا يزال بخير. سوق العمل متذبذب بعض الشيء لكنه ليس على وشك الانهيار. كما أن الإنفاق الاستهلاكي متماسك بشكل جيد، والاستثمار التجاري جيد، والأرباح قوية. رغم ذلك كله يشعر الناس بالسوء. وحقيقة أن الأسواق قوية لا تزيد الأمر إلا غموضاً. يعود جزء من هذا إلى الرئيس الأمريكي الذي لايزال يثير الكثير من الجدل، وجزء آخر إلى التضخم، وربما جزء ثالث إلى عدم المساواة. لكننا نعتقد أن هناك جوانب أخرى لهذه القصة لم ندركها بعد، وما زالت تتكشف.
