غورغييفا: «التكيف السريع» مفتاح النجاح في الاقتصاد العالمي
(الشرق الاوسط)-12/02/2025
أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، أن الاقتصاد العالمي يشهد تحولات عميقة مدفوعة بالتغيرات التكنولوجية والجيوسياسية، مشيرة إلى أن «التكيف السريع» هو العامل الحاسم للدول والشركات في هذا العصر المتغير.
وقالت غورغييفا خلال مشاركتها في جلسة نقاشية ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي: «ما نشهده اليوم هو اقتصاد عالمي يتطور بسرعة، حيث نواجه مجموعة من السياسات والتوجهات التي لم تتضح معالمها بعد، مثل سياسات الضرائب والإنفاق العام وإصلاح الهجرة وتنظيم الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية. الأهم من ذلك هو أننا لا نعرف بعد كيف ستتفاعل الأسواق والمستهلكون مع هذه التغيرات».
وأوضحت أن الأداء الاقتصادي يختلف من منطقة إلى أخرى، حيث تشهد بعض الاقتصادات نمواً قوياً، مثل الولايات المتحدة التي تفوقت على بقية دول «مجموعة العشرين» في استعادة زخمها بعد الجائحة، بينما تعاني مناطق أخرى، مثل أوروبا وبعض الأسواق الناشئة، تباطؤاً ملحوظاً.
وأضافت غورغييفا: «دول الخليج تواصل تحقيق أداء اقتصادي قوي»، مشيدة بدور دولة الإمارات في دعم الاستقرار الاقتصادي في الدول الأكثر هشاشة، وقالت: «اليوم، يدعم صندوق النقد الدولي أكثر من 50 دولة معرضة للخطر، نصفها في أفريقيا جنوب الصحراء، ليس فقط من خلال التمويل، ولكن أيضاً من خلال مساعدتها على بناء أسس اقتصادية أكثر استدامة».
وأكدت أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية لضمان النجاح في الاقتصاد الجديد، التي أطلقت عليها «ثلاثية الأبعاد»، يتضمن العامل الأول إلغاء القيود التنظيمية لتعزيز بيئة الأعمال، والثاني الرقمنة لتعزيز الكفاءة والإنتاجية، والثالث التنويع سواء في الاقتصاد أو في الشراكات الدولية.
كما حذَّرت من التأثيرات العميقة للذكاء الاصطناعي على سوق العمل، موضحة أن 60 في المائة من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة ستتأثر خلال الفترة المقبلة، إما عبر تحسين إنتاجيتها أو تحولها أو حتى اختفائها. وأشارت إلى أن الاقتصادات الناشئة والدول منخفضة الدخل قد تواجه تحديات كبيرة بسبب محدودية استفادتها من هذه التحولات التكنولوجية.
واختتمت غورغييفا حديثها بالتأكيد على أهمية التعاون الدولي في عالم متعدد الأقطاب، مشددة على أن «التواصل بين الاقتصادات الناشئة والمتقدمة سيكون حاسماً لمستقبل الاقتصاد العالمي».