فقاعة إنفاق الذكاء الاصطناعي تهز عرش “السبعة الكبار”
(العربية)-12/02/2025
تحولت أسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية “السبعة الكبار” – ميتا، أمازون، غوغل، أبل، إنفيديا، مايكروسوفت، وتسلا – إلى أداء باهت مع بداية 2025، حيث سجلت معظمها تراجعات وسط مخاوف المستثمرين بشأن تكاليف بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
ورغم أن هذه الشركات كانت الرهان الأكثر أمانًا في السوق خلال السنوات الماضية، بدأ هذا الزخم في التلاشي. إذ لم تنجح سوى شركة “ميتا” في تحقيق مكاسب مزدوجة الرقم، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 20% منذ بداية العام، مسجلة 15 جلسة صعود متتالية حتى يوم الاثنين، بحسب ما ذكره موقع “Yahoo Finance” واطلعت عليه “العربية Business”.
وكانت “أمازون” بين القلائل التي حققت مكاسب، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 5.9%، متفوقة بشكل طفيف على ارتفاع مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بنسبة 3.4%.
في المقابل، شهدت “أبل”، “إنفيديا”، “مايكروسوفت”، “ألفابت” و”تسلا” تراجعات ملحوظة، بمتوسط انخفاض 3% حتى الآن هذا العام.
وكانت “تسلا” الأسوأ أداءً، حيث فقدت 6% من قيمتها متأثرة بأخبار مبيعات مخيبة للآمال عالميًا، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتي أثرت أيضًا على أسهم شركات السيارات مثل “جنرال موتورز” و”فورد “.
تكمن المخاوف الأساسية للمستثمرين في الإنفاق الرأسمالي الضخم لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي. فوفقًا لتقديرات “Yahoo Finance”، من المتوقع أن تنفق “ميتا”، “مايكروسوفت”، “أمازون” و”ألفابت” معًا حوالي 325 مليار دولار على النفقات الرأسمالية والاستثمارات خلال 2025، بزيادة 46% مقارنة بالعام الماضي.
وخصصت “أمازون” وحدها 104 مليارات دولار، متجاوزة تقديرات المحللين السابقة التي تراوحت بين 80 و85 مليار دولار.
وأثارت هذه البيانات قلق المستثمرين بشأن قدرة هذه الشركات على تحقيق هوامش أرباح قوية، ما أدى إلى تراجع أسهم معظمها عقب إعلان نتائج الربع الرابع. وكانت “ألفابت” الأكثر تأثرًا، حيث هبط سهمها بنسبة 10.4%، بعد تقديم توقعات غير مشجعة لعام 2025.
ويحذر المحللون من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤثر على السوق الأوسع نطاقًا، لا سيما مع تزايد المخاوف بشأن التضخم والتعريفات الجمركية. ففي ظل ارتفاع الوزن النسبي لأسهم “السبعة الكبار” داخل مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” من 21.9% في 2020 إلى أكثر من 30% في 2024 – وهي أعلى نسبة تركيز مسجلة – قد يؤدي ضعف هذه الشركات إلى تقليص مكاسب المؤشر على المدى القريب.
سيكون الاختبار القادم لمعنويات المستثمرين في 26 فبراير/شباط، عند إعلان نتائج “إنفيديا”، حيث ستترقب الأسواق ما إذا كانت هذه الشركة الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي ستتمكن من طمأنة المستثمرين أم ستزيد من الضغوط على القطاع.