“كوروم”: تحركات البنوك المركزية تعيد رسم خريطة السيولة عالمياً
(العربية)-10/12/2025
قال الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، طارق الرفاعي، إن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لن يحمل أي مفاجآت للأسواق، إذ تترقب الأسواق خفضاً جديداً للفائدة بواقع 25 نقطة أساس، في خطوة منسجمة مع مسار السياسة النقدية خلال الأشهر الماضية.
وأوضح الرفاعي، في مقابلة مع “العربية Business”، أن تحركات البنوك المركزية الكبرى – مثل المركزي الأوروبي والبريطاني والياباني – تلعب دوراً مؤثراً في مستويات السيولة العالمية، سواء في أسواق السندات الأميركية أو في تدفقات رؤوس الأموال عبر مختلف الأصول.
وأشار إلى أن الاقتصاد الأوروبي ما زال يعاني ضعفاً في التعافي، رغم بعض المؤشرات الإيجابية مؤخراً في ألمانيا، سواء على مستوى الإنتاج أو التجارة الخارجية. لكن تبقى معدلات التضخم متباينة بين دول منطقة اليورو، إذ شهدت ألمانيا ارتفاعاً نسبياً، بينما ما زالت فرنسا وإيطاليا عند مستويات تضخم دون 1%، ما يجعل أي رفع للفائدة في 2025 ذا تأثير مباشر على مستويات الأسعار ووتيرة التعافي.
وفيما يخص اليابان، أكد رفاعي أن التضخم بلغ أعلى مستوياته منذ عقود، وأن ارتفاع عوائد السندات اليابانية يمهد لتحرك مرتقب من بنك اليابان، متوقعاً رفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس رغم بقائها أقل بكثير من نظيراتها العالمية.
وأضاف أن ضعف الين الياباني مستمر مع اقترابه من مستويات 160 يناً للدولار، مرجحاً اختراقها في الأشهر المقبلة.
وفي أسواق السلع، أوضح رفاعي أن الصين تواصل شراء الذهب بكميات كبيرة منذ سنوات، ما يدعم الاتجاه الصعودي للمعدن. أما الفضة، فإنها تشهد طلباً متزايداً من قطاع الطاقة الشمسية للمرة الأولى باعتباره أكبر مستهلك للمعادن البيضاء، في وقت يعاني فيه السوق من نقص هيكلي في المعروض، ما عزز الأسعار مؤخراً ودفع المستثمرين إلى زيادة مراكزهم في الفضة باعتبارها سوقاً أقل استقراراً من الذهب وأكثر حساسية للطلب الصناعي.
