محيي الدين: السياسات الداخلية للولايات المتحدة أكبر ما يهدد الدولار
(العربية)-21/07/2025
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية الدكتور محمود محيي الدين، إن التهديدات التي يواجهها الدولار الأميركي نتيجة سياسات من الداخل في الولايات المتحدة، وليس محاولات الدول الأخرى أو التجمعات الدولية البحث عن بدائل تقلل تكلفة المعاملات أو تحد من الإفراط في الاعتماد على الدولار.
وأوضح محيي الدين في مقابلة مع “العربيةBusiness” أن تجمع دول “بريكس” منذ نشأته كانت فكرة رددها عدد من بنوك الاستثمار، ثم التقطتها المجموعة التي تضم البرازيل والصين والهند وروسيا ثم انضمت لهم بعد ذلك جنوب أفريقيا. ثم توسعت بدخول دول جديدة منذ نحو 18 شهرا.
وتابع “المسألة ليست تجمع بريكس ضد الآخرين ولكن الفكرة أن ثمة اتجاها للتعاون الإقليمي خارج الدوائر التقليدية على مستويات جغرافية في أفريقيا وحتى أوروبا تحاول استعادة عافيتها، كتجمع إقليمي، ونرى تجمع الآسيان كما في القمة الأخيرة التي دعيت إليها عدد من دول مجلس التعاون الخليجي وأيضا الصين”.
وأشار إلى أن هذه التجمعات لزيادة التعاون الإقليمي الداخلي ولا يجب النظر إليها باعتبارها أنها مهدد لكيانات قائمة، ولكن الطريقة التي يتبعها الرئيس ترامب وإدارته ترى في أي نوع من التعاون أو النمو أو التطور أو البحث عن بديل تهديدا مباشرا للمصالح قصيرة الأجل للولايات المتحدة.
واستبعد محيي الدين أن يثني تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على دول بريكس عزائم هذه الدول عن تغير مواقفها، ولكن في ذات الوقت يجب عدم المبالغة فيما يمكن أن يترتب على تجمع البريكس فيما يتجاوز علاقات تجارية أو تكنولوجية جيدة أو زيادة الاستثمار فيما بينها.
وأضاف أن ما يهدد مكانة الدولار ليس البحث عن بدائل له في التجارة الدولية بقدر ما يهدده داخليا من سياسات تقلل الثقة في الإطار القانوني المساند للعملة الدولية الرئيسية حتى الآن بنسبة 60% من الاحتياط الدولي، وفتحت المجال للكثيرين ليس فقط من مجموعة البريكس للحديث عن دور في التجارة الدولية.
وأشار إلى تصريحات رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، التي ذكرت فيها ” آن الأوان أن يكون لليورو مكانة أيضا، ولأول مرة الصين تؤكد على أن هناك مجال كبير لليوان لكي يكون له دور دولي، والعبرة ليس بما يهدد الدولار من خارجه ولكن المهددات من الداخل.
وذكر أنه في مجالات التجارة الدولية ما زال الدولار يسيطر على أكثر من 90% من تسوية المعاملات التجارية، والتسويات التي يمكن أن تتم من خلاله قد تقل ولكنها لن تهدد عرش الدولار في مجال الاحتياطي.
وأضاف “يجب أن نفرق بين أمرين، الأول هو دور العملة الدولية في تسوية معاملات ومنها ما يستند حتى للدولار في التقييم، والأمر الثاني هو دور العملة الدولية باعتبارها عملة الاحتياطي ومن الوارد، أن حدوث تسويات بين الدول بعملاتها المحلية، وحدثت في أكثر من مناسبة، وبدأت مع التهديد الأول بما يعرف بتسليح الدولار بعد الغزو الأول من روسيا لشبه جزيرة القرم من عدة سنوات ومنعها من استخدام، السويفت بدأ التفكير على مدار سنوات في إيجاد البدائل”.