هل تتواصل الخسائر الكبيرة في شتاء العملات المشفرة؟
(البيان)-05/12/2025
خسرت «أميركان بيتكوين»، وهي منصة تعدين مدعومة من أبناء ترامب، حوالي مليار دولار، أي ما يزيد على 40 % من قيمتها السوقية، بعدما اختار المستثمرون سحب استثماراتهم. وعائلة ترامب ليست الوحيدة التي تضررت من الموجة الأوسع نطاقاً لبيع البيتكوين.
وخلال الشهر الماضي، عندما كتبنا آخر مرة عن العملات المشفرة، شهدت البيتكوين انخفاضاً حاداً، وكان سعر تداولها أعلى بقليل من 90,000 دولار. منذ ذلك الحين، ارتفعت، ثم عادت وانخفضت إلى نطاق 80,000 دولار، ثم ارتدت إلى حوالي 92,000 دولار، في رحلة ذهاب وعودة استمرت أسبوعين.
وكما هي الحال دائماً، لا توجد نظرية قاطعة حول ما يحفز هذه التحركات. وخلال التراجع الذي شهده سعر صرف البيتكوين قبل أسبوعين، كانت هناك حجة شائعة، مفادها أن تراجع توقعات خفض سعر الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي – وبالتالي انخفاض السيولة – كان مسؤولاً عن انخفاض السعر.
لكن «الأساسيات» بقيت على حالها (قبل أن تسأل: أساسيات البيتكوين، نظرياً، تتعلق بالندرة، ونحن أيضاً لا نفهمها).
ومؤخراً، طُرحت نظرية جديدة، مفادها أن رفع سعر الفائدة المتوقع من قِبَل بنك اليابان، وانهيار تجارة الفائدة على الين، كانا عاملاً محفزاً لعمليات البيع المكثفة، لكن مايكل هاول من شركة «جي إل إنديكسيز»، الذي يتابع تدفقات السيولة عن كثب، غير مقتنع بهذه النظرية. وقال في هذا السياق:
«إنّ حُجة تجارة الفائدة على الين، التي تحوم حول «البيتكوين»، هي مجرد هراء، فعادةً ما ترتفع عملات التمويل خلال فترات التوتر، لكن الين يبدو ضعيفاً.
والمشكلة الأكبر بالنسبة للبيتكوين، هي اتفاقيات إعادة الشراء الأمريكية، وانخفاض سيولة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي»، فيما يرى مارك بالمر من شركة «بنشمارك»، أن ما نشهده هو الأثر المتبقي للانهيار المفاجئ في 10 أكتوبر، والذي خسرت خلاله شركات «خزانة العملات المشفرة» حوالي 77 مليار دولار من قيمتها السوقية (من ذروة بلغت 176 مليار دولار في يوليو).
لقد انفجرت فروق أسعار العملات المشفرة (العرض والطلب) بشكل كبير، وأصبح اكتشاف الأسعار أكثر صعوبة، واضطر بعض صناع السوق من التصنيف المتوسط إلى تصفية مخزوناتهم، ما أدى إلى طرح العملات المشفرة في السوق بأسعار غير مواتية. لذلك، أصبحت السيولة أكثر هشاشة، وقد حدث ذلك في الوقت الذي ساهمت فيه بعض العوامل الكلية في تعزيز التقلبات. ولم يُعِد السوق بناء عمقه من حيث السيولة، منذ أن حدث ذلك.
وهذا يعني أنه حتى ضغط البيع المتواضع، يمكن أن يدفع الأسعار إلى الانخفاض بشكل غير متناسب. وربما تكون شركة استراتيجي، أكبر شركات إدارة خزينة للبيتكوين، أكثر أماناً من منافسيها الأصغر حجماً، نظراً لحجمها الهائل، على الرغم من الصعوبات الأخيرة التي عانت منها.
وطبقاً لحسابات حسب بالمر، فإنه يجب أن تنخفض أسعار البيتكوين إلى أقل من 12,700 دولار، حتى تصبح قيمة ممتلكات الشركة أقل من ديونها. لكن قد يستمر أصحاب الشركات الأصغر (الذين يحتفظون بأسهمهم)، في التأثير سلباً في السوق. وقد يكون الدمج استراتيجية النجاة لهم.
وغياب «استراتيجي» عن السوق كمشترٍ كبير، قد يكون كافياً لإبقاء سعر البيتكوين تحت الضغط، فالتزاماتها بتوزيع الأرباح، تعني أن طريقتها القديمة في إصدار الأسهم بعلاوة على صافي قيمة الأصول لشراء البيتكوين، لم تعد فعّالة.
كما أن الاستحواذ على شركة إدارة خزينة بيتكوين أخرى، ليس أيضاً خياراً جذاباً. ويقول بالمر: «لقد أكد مايكل سايلور الرئيس التنفيذي لشركة «استراتيجي»، أن الشركة منذ اعتمادها استراتيجية الاستحواذ على البيتكوين في عام 2020، حرصت على الشفافية، لذا، ستُقدّر تماماً ما تملكه إذا كنت تمتلك أسهماً في استراتيجي، أما شراء شركة أخرى فقد يُربك الأمور».
وهكذا، هناك سؤالان مترابطان الآن. ما حجم الملكيات الموجودة للبيتكوين ذات الرافعة المالية العالية؟ وهل سيكون هناك تقلب كافٍ في سعر البيتكوين لإخراج هذه الملكيات من السوق؟ كلما زادت الرافعة المالية، زاد احتمال التقلب، وكلما زادت التقلبات، زاد احتمال حدوث هزة أخرى.
