وزيرة المالية السويسرية: ديون أمريكا وأوروبا «قنبلة موقوتة»
(البيان)-26/08/2024
أعربت وزيرة المالية السويسرية كارين كيلر-سوتر عن قلقها الكبير بشأن مستويات الديون المتزايدة في الولايات المتحدة وأوروبا، ووصفتها بأنها «قنبلة موقوتة» قد تهدد الاستقرار المالي العالمي.
وفي يوليو الماضي، تجاوز الدين الحكومي في الولايات المتحدة 35 تريليون دولار لأول مرة على الإطلاق، ليواصل النمو بوتيرة قوية، حيث بلغ نحو 907 مليارات دولار قبل أربعة عقود فقط، فيما أنفقت الحكومة على مدى الأشهر الـ12 الماضية تريليوني دولار، أو 7.2% من الناتج المحلي الإجمالي، أي أكثر مما جمعته من الضرائب، وهذا يعني أنها ستضطر لتعويض ذلك عبر المزيد من الديون والتوسع في سياسة الاقتراض.
وأشارت – في مقابلة مع صحيفة «بليك» السويسرية – إلى أن انضباط سويسرا المالي ساعدها على التعامل مع التحديات الاقتصادية الأخيرة مثل جائحة كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا، في حين أن دولاً مثل الولايات المتحدة وفرنسا تواجه أعباء ديون هائلة تعيق قدرتها على اتخاذ إجراءات فعالة.
ونقلت وكالة «رويترز» تأكيد كيلر-سوتر أن هذه الدول أصبحت مثقلة بالديون إلى حد يجعل من الصعب عليها التحرك. وركزت بشكل خاص على الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الانخفاض السريع في أسواق الأسهم بداية أغسطس الجاري كان بمثابة «إنذار» واضح يشير إلى تصاعد مخاوف المستثمرين من حدوث ركود.
وحذرت الوزيرة السويسرية من أن هذه المستويات العالية من الديون تشكل خطراً كبيراً على استقرار الأسواق العالمية، كما أن لها تأثيراً سلبياً على بلدها.
وتأتي هذه المخاوف في ظل تفاقم أزمة الديون العالمية، ووفق صندوق النقد، بلغت الديون العالمية مبلغاً تاريخياً قدره 315 تريليون دولار في مايو من العام الحالي، وهو مستوى يعادل تقريباً 3.7 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي العالمي وفق «سي إن بي سي» الأمريكية. وقد تفاقمت هذه الديون بسبب الاقتراض غير المسبوق خلال جائحة كورونا.
وفي الولايات المتحدة، ارتفع الدين الفيدرالي إلى أكثر من 35.2 تريليون دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 46% خلال 5 سنوات فقط. وقد تجاوزت نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي الآن 129%، مما يشير لمستوى القلق الكبير بشأن حجم الديون مقارنة بحجم الاقتصاد.
ولا يقل الوضع في أوروبا خطورة، حيث ارتفعت مستويات الديون في دول مثل فرنسا، حيث تجاوزت الديون الوطنية 112.3% من الناتج المحلي الإجمالي على ما قدره صندوق النقد الدولي في وقت سابق من هذا العام. وتكافح العديد من الدول الأوروبية للسيطرة على عجز ميزانياتها، رغم الضغوط المتزايدة لدعم البرامج الاجتماعية والإنفاق الدفاعي.
وشددت كيلر-سوتر على أهمية الانضباط المالي في سويسرا، الذي ساعدها على الحفاظ على الاستقرار حتى في الأوقات الصعبة. وأكدت أن هذا النهج المنضبط ضروري لحماية النظام المالي السويسري من المخاطر التي يسببها الاقتراض المفرط في أجزاء أخرى من العالم. كما ناقشت اقتراح الحكومة الأخير الذي يفرض على بنك «يو بي إس» الاحتفاظ برأس مال أكبر بعد استحواذه على «كريدي سويس» وبررت هذه الخطوة بأنها ضرورية للحماية من أزمة مصرفية محتملة.