«المركز»: متفائلون بالمشهد الاقتصادي في الكويت
(القبس)-09/12/2025
نظم المركز المالي الكويتي «المركز» مؤتمره السنوي بعنوان «نظرة المركز المستقبلية لعام 2026: الاتجاهات والفرص الاستثمارية»، بحضور نخبة من خبراء «المركز» إلى جانب متحدثين دوليين بارزين من القطاع المالي لمناقشة تطورات الأسواق العالمية والإقليمية والعوامل التي تُشكّل ملامح الفرص الاستثمارية خلال العام المقبل.
واستهل المؤتمر علي خليل، الرئيس التنفيذي في «المركز»، بكلمة ترحيبية قال فيها: «مع تطلعنا لعام 2026، نشهد تغيرات واضحة ومؤثرة في البيئة الاقتصادية العالمية، حيث أصبحت التطورات التكنولوجية والتحولات في السياسات والمتغيرات الجيوسياسية من أهم العوامل التي تشكل القرارات الاستثمارية. ولا شك أن الاقتصادات القادرة على مواكبة هذه التحولات هي الأقدر على النمو واستثمار هذا التحول لصالحها. وعلى مستوى المنطقة، وبالأخص الكويت، نرى زخماً متزايداً للإصلاحات وتطوراً في تبني معايير الحوكمة، وتحديداً أكثر دقة لأولويات الاستثمار، بما يدعم آفاقاً اقتصادية أكثر استقراراً وقدرة على الصمود. وينعكس ذلك أيضاً في أداء السوق، حيث سجل المؤشر المحلي نمواً يتجاوز %25، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في مسار الإصلاح الاقتصادي».
وأضاف: «وتعد أسواقنا دورية بطبيعتها، وغالباً ما تظهر الفرص خلال فترات التقلبات، مما يجعل إدارة السيولة والمخاطر بشكل منضبط أمراً أساسياً. وعلى مستوى المنطقة، قمنا بتوسيع حضورنا في السعودية، ثقة منا بآفاق نمو السوق السعودي. ونحن متفائلون بالمشهد الاقتصادي في الكويت، حيث تتمتع الدولة بفرص حقيقية وسوق رأسمالية قوية، تدعمها مشاريع قابلة للتنفيذ، وانخفاض مستوى الدين العام، وقدرة إقراض مرتفعة لدى القطاع المصرفي. كما تستعد الكويت لضخ ما يقارب 40 مليار دينار في قطاعات الإسكان واللوجستيات والطاقة والنفط والغاز خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، وهو استثمار يحمل أثراً مضاعفاً مهماً على الاقتصاد الكلي. ومع استمرار الإصلاحات الحوكمية والتنظيمية والمالية، والاستثمار في قطاع الإسكان واللوجستيات والبنية التحتية وقطاع النفط والتكنولوجيا، تضع الكويت أسساً متينة لعوائد مستدامة ولنمو قطاعات وأعمال جديدة. وبفضل قدراتنا المتنوعة، وخبرتنا العميقة، ومنصتنا الاستثمارية الموثوقة، فإن «المركز» يسخر إمكاناته لدعم عملائه في مواكبة التغيّر بثقة واقتناص الفرص في الكويت والمنطقة والأسواق العالمية».
حلول واقعية
من جانبه، صرّح عبداللطيف وليد النصف، العضو المنتدب لإدارة الثروات وتطوير الأعمال في «المركز»، قائلاً: «في «المركز»، نؤمن بأن القرارات الاستثمارية السليمة تقوم على رؤية واضحة تستوعب تحولات الأسواق وتُدرك الفرص والتحديات المصاحبة لها. وبحكم دورنا شريكاً في إدارة الثروات، نعمل على تحويل هذه الرؤى إلى حلول واقعية تدعم تطلعات الأفراد والعائلات وخططهم الطويلة المدى. وتؤكد نقاشات المؤتمر على أهمية الاستراتيجيات المبنية على التحليل والاستشراف. كما تعكس التزامنا تزويد عملائنا بالأدوات والمعرفة التي تعينهم على اتخاذ قرارات مدروسة في بيئة مالية متغيّرة».
التوجهات الاقتصادية
افتُتحت فعاليات المؤتمر بعرض تقديمي قدمه جيوفاني ليوناردو، رئيس إدارة الاستثمار وعضو مجلس الإدارة التنفيذي في شركة شرودرز، استعرض خلاله أبرز ملامح التوجهات الاقتصادية العالمية لعام 2026. وتناول العرض توقعات أسعار الفائدة، والنمو العالمي، ومستويات التضخم، وتحركات رؤوس الأموال، إلى جانب التأثير المتنامي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الأسواق العالمية.
وأدارت دينا الرفاعي، نائبة الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات وتطوير الأعمال في «المركز»، جلسة نقاشية بعنوان «الفرص في الأسهم والعقار والدخل الثابت» شارك فيها عدد من الخبراء المتخصصين في «المركز»، حيث ناقشوا أبرز اتجاهات أسواق الأسهم الإقليمية، والعقار، والدخل الثابت.
وأكدت رشا عثمان، نائبة الرئيس التنفيذي – للخدمات المصرفية الاستثمارية (أسواق المال والدخل الثابت) في «المركز»، قائلة: «شهدت أسواق الدخل الثابت في عام 2025 أداءً قويًا مدعومة بخفض الفائدة وارتفاع أسعار السندات. وسجّل مؤشر الدخل الثابت في الخليج نحو %9 منذ بداية العام. وتواصل الحكومات الخليجية، ولا سيما السعودية والكويت وعُمان، تعزيز أسواق الدين ضمن جهود تنويع مصادر التمويل، مع استمرار الإصدارات السيادية التي ساهمت في تشكيل منحنى عوائد أكثر نضجًا. وفي عام 2026، نتوقع استمرار انخفاض الفائدة.كما تبقى السندات الخليجية جاذبة بعوائد أعلى من الأسواق الأمريكية والأوروبية، إضافة إلى تنامي اهتمام المنطقة بالسندات الخضراء واستقطابها للمستثمرين الأجانب. ونرى أن التقلبات ستخلق فرصًا استثمارية.
فرص واعدة
قدّم ميلاد إيليا، نائب رئيس تنفيذي – الاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في «المركز»، قراءة حول القطاع العقاري قائلاً: «يشهد القطاع العقاري بعض الفرص الواعدة في قطاع الإسكان في الكويت، وفي قطاع المستودعات في الكويت والسعودية، مدفوعة بالاستثمارات المتنامية في البنية التحتية والتطورات الهيكلية التي تعيد تشكيل هذه القطاعات. وخلال الأعوام المقبلة، سيبرز محور رئيسي للمستثمرين من المؤسسات والشركات العائلية ذات المحافظ العقارية الضخمة، يتمثل في إعادة هيكلة محافظهم بحيث تكون أكثر استعداداً للمستقبل، وتحقيق القيمة عبر إعادة التنظيم وفصل دور المستثمر عن دور مدير الأصول.
وقالت ليسا أمين، رئيسة تطوير أعمال العقار الدولي: «يدخل القطاع العقاري الدولي ضمن دورته الحالية مرحلة أكثر انتقائية، الامر الذي يتطلب دراسة دقيقة للأصول والشراكة مع مطورين ومشغلين على مستوى عالي. في الولايات المتحدة، وعبر الأسواق الأوروبية الرئيسية، لا يزال الطلب الطويل الأجل في القطاع اللوجستي والسكني والأصول ذات الاستخدامات الخاصة، مدعوماً بتغيرات هيكلية وبمحدودية في العرض.
خبراء من شركات مالية عالمية
شهد المؤتمر جلسة نقاشية بعنوان «الأسواق الخاصة – آفاق جديدة للنمو» قدمها كاشيش تاندون، نائب رئيس تنفيذي، إدارة الاستشارات الاستثمارية، «المركز»، وشارك فيها خبراء من شركات مالية عالمية رائدة شملت بلاكستون، بلاك روك، غولدمان ساكس، وماكواري، حيث تناول المتحدثون الدور المتنامي لفئة الأسواق الخاصة والائتمان الخاص ضمن المحافظ الاستثمارية المتنوعة.
وقدّم أندرو بارك، المدير العام – بلاكستون كريدت آند إنشورنس (BXCI)، نيويورك، رؤيته حول مسار الائتمان الخاص، قائلا: أصبح تخصيص جزء من المحافظ نحو الأسواق الخاصة قرارًا أساسيًا للعملاء من ذوي الثروات، مدفوعًا باتساع فرص الاستثمار عبر فئات الأصول المختلفة، مثل الائتمان الخاص والأسهم الخاصة والبنية التحتية والعقار، الأمر الذي يزيد من إقبال المستثمرين المؤهلين الأفراد على هذه الفئة من الأصول.
كما تناولت هانا واليس، رئيسة استراتيجية الاستثمارات البديلة المتعددة، منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بلاك روك، آفاق نمو القطاع ضمن فئة الأدوات البديلة، قائلةً: «ندخل اليوم عصرًا جديدًا لم تعد فيه الاستثمارات البديلة خيارًا ثانويًا للعملاء، حيث يتجه القطاع نحو تجاوز 32 تريليون دولار من الأصول تحت الإدارة بحلول نهاية هذا العقد».
وقالت فيكتوريا بيكر-دولي، عضوة منتدبة لتنمية رأس المال في الملكيات الخاصة – أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، غولدمان ساكس: مع ارتفاع نشاط الصفقات في الأسواق الخاصة، سيحصل المستثمرون على بيانات أوسع لتقييم سجل أداء مديري الأصول عند ضخ رؤوس أموال جديدة في شراكات قائمة أو جديدة.
كما استعرض د إلياس بنجلون، إستراتيجية المحافظ، صندوق ماكواري للبنية التحتية، التوجهات العالمية في تمويل الأصول والاستراتيجيات المرتبطة بالائتمان الخاص.
الأسواق الدولية
قدّم عبدالعزيز الهاجري، محلل أول – إدارة العقار الدولية، «المركز»، عرضاً متخصصًا حول دورة القطاع العقاري العالمية، مستعرضًا مواقع الأسواق الدولية ضمن مراحل الدورة الحالية، وانعكاس ذلك على مستويات العائد والمخاطر وقرارات تخصيص الأصول. وأوضح الهاجري أن فهم موقع السوق ضمن الدورة العقارية يعد عاملًا حاسمًا في تحديد الفرص الاستثمارية، ولا سيما تلك المدعومة بأساسيات تشغيلية واضحة وتوازنات طلب طويلة الأمد.
محركات النمو
قال محمد العبدالقادر، نائب رئيس أول – إدارة استثمارات الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في «المركز»: «تواصل أسواق الأسهم الخليجية الاستفادة من محركات النمو الهيكلية المدعومة بالطلب الديموغرافي والإصلاحات التنظيمية واستقرار مستويات السيولة وتطوير المشاريع الكبرى والعوامل الإسكانية واللوجستية.
توجهات الشركات
قدّم أحمد الفلاح، العضو المنتدب، الخدمات المصرفية الاستثمارية، «المركز»، وفيّ البدر، مديرة في إدارة الخدمات المصرفية الاستثمارية (الاستشارات والاندماج والاستحواذ) في «المركز»، عرضًا مشتركًا تناول أبرز الاتجاهات التي تُعيد تشكيل توجهات الشركات في المنطقة. واستعرض المتحدثان الزيادة الملحوظة في نشاط الاكتتابات الأولية خلال الفترة الأخيرة، وتنامي توسّع الشركات عبر الحدود، إلى جانب الأثر المتسارع للتقنيات الحديثة وعلى وجه الخصوص الذكاء الاصطناعي على نماذج الأعمال، وأساليب جمع التمويل، وتعزيز القدرة التنافسية.
