«الذكاء الاصطناعي» يساعد الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية لكنه يهدد مناصبهم
(البيان)-20/06/2024
كشفت دراسة أخيرة أجرتها «إس إيه بي كونكر» عن تنامي مستويات اعتماد الذكاء الاصطناعي في المجال المالي من قبل الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية، إذ امتدح غالبيتهم (82%) الذكاء الاصطناعي بسبب قدرته على تبسيط عمليات الأعمال. بالإضافة إلى ذلك أشار 28% منهم إلى فعالية الذكاء الاصطناعي في توليد بيانات ورؤى مالية نوعية، في حين أشار 24% منهم إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين دقة التوقعات المالية.
وأوضح جواو كارفاليو، المدير التنفيذي لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى «إس إيه بي» أن الحماس حول الذكاء الاصطناعي يشهد بعض التراجع بسبب المخاوف المتعلقة بالتأثير طويل الأمد للذكاء الاصطناعي على المختصين في الشؤون المالية، إذ يرى ثلثا الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية (68%) أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديداً لمناصبهم، فيما يرى 31% منهم أنه يشكل خطراً على فرق عملهم.
وقال كارفاليو: «يجب أن يتم تغيير هذا المنظور وبسرعة، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي في حال استخدامه بطريقة صحيحة ومسؤولة تأخذ خصوصية البيانات بعين الاعتبار، أن يكون أداة مهمة وحيوية في مواجهة التحديات المالية ويساعد على إحداث تحول في دور قادة الشؤون المالية في المؤسسات، ويمنح تلك المؤسسات ميزات تنافسية».
وأشار كارفاليو إلى حالة عدم اليقين بأنها أكبر التحديات التي تواجه الرؤساء التنفيذيين في الوقت الحالي، وقال: «تعكس الدراسة هذا الأمر حيث اتفق تسعة من أصل عشرة من قادة الشؤون المالية على أن مهمتهم الأساسية تتمثل في الاستعداد للأمور غير المتوقعة».
وبالإضافة إلى ذلك، أوضح كارفاليو أن التوقعات لا تزال تشكل عقبة كبيرة بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالأسواق، والمخاطر المرتبطة بالتسعير، والبيانات القديمة، وقال في هذا الإطار: «يتجه الرؤساء التنفيذيون للشؤون المالية نتيجة لذلك إلى التكنولوجيا، فمنهم من يقوم بتعزيز أدوات رصد السوق (57%) والاستثمار في الابتكار (40%)، كما يستخدم أكثر من نصفهم تحليلات البيانات، الأمر الذي يسلط الضوء على الكيفية التي يمكن من خلالها للذكاء الاصطناعي أن يقدم إضافة قوية لهذا المزيج. ويمكن للرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي أن يصبحوا مرشدين فنيين قادرين على التعامل مع تحدي حالة عدم اليقين السائدة وتقديم أفكار ورؤى قيّمة».
وقال كارفاليو: «تقضي الفرق المالية ما بين 40 – 70% من وقتها في معالجة البيانات، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة عبر أتمتة المهام مثل معالجة الفواتير، ما يترك متسعاً كافياً من الوقت للاستفادة منه في أداء أعمال أخرى».
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيد من سهولة تحسين مطابقة الفواتير ووضع استراتيجية التسديد والتحصيل. يرى 47% من الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية أن الذكاء الاصطناعي يحسن الوظيفة الضريبية إلى حد بعيد.