مرحلة حرجة للاستثمار التكنولوجي في المنطقة
(القبس)-22/07/2024
يستمر انزلاق استثمارات الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في الشرق الأوسط، مع تراجع التمويل خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024 إلى مستويات لم نشهدها منذ ما قبل ازدهار الاقتصادات الرقمية المحلية خلال جائحة كوفيد 19.
وقال تقرير حديث إن الشركات الناشئة الإقليمية جمعت 116 مليون دولار في يونيو، ليصل إجمالي النصف الأول من عام 2024 إلى 882 مليون دولار، بتراجع حوالي %62 عن 2.3 مليار دولار تم جمعها في النصف الثاني من عام 2023 و%45 عن 1.6 مليار دولار في النصف الأول من عام 2023، وفق «المونيتور».
وكشف التقرير أن تمويل المشاريع الإقليمية تراجع في النصف الأول من العام بنسبة %34 على أساس سنوي عند 768 مليون دولار. ومع ذلك، ارتفعت مشاركة المستثمرين بنسبة %30 في النصف الأول، مما يشير إلى الاهتمام بالجولات في المراحل المبكرة.
خبرة محدودة
وأفاد تقرير «المونيتور» بأن المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يزالون يتمتعون بخبرة محدودة في التعامل مع الشركات الناشئة، حيث برزت الفرص في فئات الأصول الأكثر تقليدية، وتأتي نتائج النصف الأول من عام 2024 بعد أن جمعت الشركات الناشئة الإقليمية 4 مليارات دولار في عام 2023، بزيادة %1.7 عن عام 2022. ومع ذلك، تم ضخ هذا الإجمالي من خلال 10 صفقات تمويل بالدين بقيمة 1.77 مليار دولار، بزيادة %256 عن عام 2022.
وأضاف التقرير: «كانت السعودية هي الدولة الوحيدة التي حققت نمواً كبيراً في عام 2023، حيث ارتفع الاستثمار بنسبة %159 ليصل إلى 2.3 مليار دولار متجاوزة الإمارات لأول مرة، وهو إنجاز مهم لطموحات المملكة لتصبح مركزاً للتكنولوجيا».
ركود مستمر
وذكر التقرير أن الركود المستمر أجبر الشركات على الحد من الإنفاق وجعل رأس المال يدوم لفترة أطول، إذ تجنبت الشركات الناشئة في المنطقة إلى حد كبير العناوين الرئيسية السيئة، حيث لم تشهد موجة من الإخفاقات في عام 2023. ومع ذلك، فمن المرجَّح أن العديد من الشركات تكافح وغير قادرة على النمو حالياً.
وتابع: «باستثناء بعض الحالات الشاذة، فإن معظم الشركات الناشئة التي حصلت على استثمارات بين عامي 2021 و2022 أصبحت هادئة إلى حد كبير منذ ذلك الحين. وهذا يشير إلى أن بعضها تجنب جمع الأموال مع تآكل التقييمات، لأنها لا تريد اللجوء إلى «جولة هبوطية» (أي بيع أسهم إضافية بسعر أقل من الجولات السابقة)».
علامات مشجعة
وأوضح التقرير أن هناك بعض العلامات المشجعة في المنطقة. على سبيل المثال، تحرص العديد من الحكومات الإقليمية على دعم القطاع، مثل قطر، التي أعلنت في فبراير 2024 عن برنامج صندوق رأس المال الاستثماري الذي يخطط لاستثمار أكثر من مليار دولار في مستثمرين ناشئين دوليين وإقليميين. كما تظهر جولات واعدة أيضا: على سبيل المثال، أعلنت شركة OneOrder الناشئة في مجال الخدمات اللوجستية ومقرها مصر عن جولة تمويلية من الفئة A بقيمة 16 مليون دولار في مايو 2024 لمساعدتها على التوسع في الخليج».
عام مليء بالتحديات
يرى التقرير أن عام 2024 يثبت أنه عام مليء بالتحديات للشركات الناشئة في المنطقة، حيث يظل الاستثمار نادراً وتظل التقييمات منخفضة في النصف الثاني، مما يتسبب في المزيد من الألم قبل إعادة ضبط السوق بالكامل، إذ كانت الشركات الناشئة تعاني دائماً من معدلات فشل عالية، لكن الفترة المقبلة قد تنتج ارتفاعاً في الخسائر وإعادة الهيكلة. وقد تكافح شركات رأس المال الاستثماري الإقليمية أيضاً لإغلاق صناديق جديدة. وبغض النظر عن ذلك، يجب أن تستمر الشركات في المراحل المبكرة في جذب الاهتمام، في حين ستنجو الشركات الأكثر نضجاً التي أظهرت إمكانات.