صناديق سيادية خليجية تجبر «وول ستريت» على تقديم تنازلات
(القبس)-14/08/2024
قالت وكالة بلومبيرغ إن صناديق الثروة السيادية الخليجية، التي تمتلك أصولاً بأكثر من 4 تريليونات دولار، أصبحت تدرك أهميتها الاستثمارية لأسواق رأس المال الغربية، وتسأل بشكل متزايد مديري الأصول عما سيفعلونه مقابل الاستثمار في الدول الغربية، لافتة إلى أن بعض دول الخليج تحث شركات إدارة الأصول، أو تطلب منها، فتح مكاتب تمثيلية لها في المنطقة، وجذب مزيد من الناس للعيش فيها.
وقالت الوكالة، في تقريرها، إن شركة أبولو غلوبال مانجمنت قد قامت بنقل 200 موظف فيها الى العاصمة ابوظبي في وقت مبكر هذا العام، وعقدت فعاليات واجتماعات مع شركات محلية في الامارات.
واضافت: ان شركات استثمارية عريقة، مثل «أبولو غلوبال مانجمنت»، وغيرها من الشركات الكبيرة لإدارة الأصول، تعمل على اعادة تشكيل ممارسات استثمارية راسخة منذ فترة طويلة، وذلك بهدف الفوز بجزء من ثروات الخليج السيادية، التي تزيد على 4 تريليونات دولار.
قوة مالية
وأشارت في مقابلات مع أكثر من 10 مستثمرين دوليين ومحامين ووسطاء استثمار أجانب في منطقة الخليج، الى ان مجموعة من صناديق الثروة السيادية في دول خليجية عدة تتباهى بقوتها المالية بطريقة لم يسبق لها مثيل، موضحاً أن كبرى الصناديق السيادية الخليجية تركز على عدد اقل من مديري الأصول، وقد يكون ذلك جيداً لممولين عالميين بارزين يملكون علاقات دولية طويلة الأمد.
وأضافت: ومع تقديرات بوصول إجمالي أصول صناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الاوسط الى 7.6 تريليونات دولار بحلول 2030، فإن تلك الصناديق تهدف الى الاستثمارات المشتركة، والحصول على حصة أكبر من أرباح صفقاتها، والأهم من كل ذلك، تعزيز اقتصاداتها المعتمدة بشكل أساسي على إيرادات النفط.
مقرات إقليمية
وتابعت «بلومبيرغ»: في حين لا يوجد لدى أي من أكبر مديري الأصول في العالم مقر إقليمي في السعودية، فإن المغريات تتزايد للقيام بذلك. وقد حصلت مؤخرا مجموعة «غولدن ساكس» على ترخيص في المملكة، وفتحت شركة مويليس أند كو و«لازارد» و«جي بي مورغان» مكاتب في السعودية، أو اضافت موظفين لها هناك.
وكشفت ان صناديق سيادية خليجية تضغط أيضاً على مديري الأصول، لخفض رسوم الصفقات، حتى تجد تلك الصناديق حافزاً لاستثمار أموالها، بدلاً من ادخال الاموال فقط خلال هذه الفترة من الاسعار المرتفعة.
تنويع اقتصادات الخليج
أشارت «بلومبيرغ» إلى ان دول الخليج تستثمر أموالها في الصناديق الامريكية لسبب واحد فقط هو تنويع اقتصاداتها، موضحة أن صندوق «مبادلة» للاستثمار يركز على استثمارات جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم الحياة والتكنولوجيا الطبية، ويتوقع مسؤولو الصندوق احتياجات ضخمة للطاقة القادمة من طفرة الذكاء الاصطناعي، ويخططون لجذب المزيد من الشركات، من خلال توفير الوصول الى الطاقة المتجددة الرخيصة التكاليف في الإمارة.