بمشاركة الأمين العام لإتحاد المصارف العربية د. وسام فتوح
«المركزي الأردني»: التمويل الأخضر ضرورة إستراتيجية للمستقبل المصرفي
محافظ البنك المركزي الأردني د. عادل شركس متحدثاً و بدا جانب من الحضور المصرفي الأردني والعربي
برعاية وحضور محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور عادل شركس، إنعقدت فعّاليات النسخة الثانية من منتدى التمويل الأخضر «جريفن 2024» بعنوان «التمويل الأخضر: ضرورة ملحة لمستقبل القطاع المصرفي»، وذلك برعاية ذهبية من ثمانية بنوك هي: الأردن، والإسلامي الأردني، والأهلي الأردني، والقاهرة عمان، والإسكان للتجارة والتمويل، والأردني الكويتي، والاتحاد، والعربي الإسلامي الدولي، في حضور الأمين العام لإتحاد المصارف العربية د. وسام فتوح، ونائب رئيس جمعية البنوك في الأردن، عمار الصفدي، ومدير عام الجمعية، الدكتور ماهر المحروق، وقيادات مصرفية، وبمشاركة ما يزيد عن 180 مشاركاً من البنوك ومن مختلف القطاعات المصرفية والإقتصادية، والجهات الحكومية والمؤسسات والمنظمات الدولية التي تُعنى بالتمويل الأخضر.
محافظ البنك المركزي الأردني د. عادل شركس:
هدفنا الحفاظ على البيئة وتشجيع الطاقة المتجدّدة
أكد محافظ البنك المركزي الأردني د. عادل شركس «أن التغيُّر المناخي أصبح من أهم القضايا على المستوى العالمي نظراً إلى ما ينطوي عليه من مخاطر إجتماعية وبيئية وإقتصادية، وأن المنتدى يهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون داخل القطاع المصرفي ومع الجهات الأخرى ذات العلاقة لتطوير وتفعيل مبادرات التمويل الأخضر في المملكة».
وأوضح د. شركس «أن البنك المركزي أدرك مبكّراً أهمية الحفاظ على البيئة وتشجيع الطاقة المتجددة، حيث شمل قطاع الطاقة المتجددة ومشاريع كفاءة الطاقة ضمن برنامجه التمويلي لدعم وتمويل القطاعات الإقتصادية في العام 2013، إيماناً منه بأهمية هذا القطاع في المحافظة على البيئة وتوسيع نطاق استخدام الطاقة النظيفة في الأردن، والتخفيف من أثر تغيُّر المناخ».
وأضاف د. شركس «أن البنك المركزي قام في العام 2023 بإطلاق إستراتيجية التمويل الأخضر (2023-2028) التي تم إعدادها بالتعاون مع البنك الدولي وبالتنسيق والشراكة مع جمعية البنوك والقطاع المصرفي والمالي والأطراف ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص. وتُعتبر هذه الإستراتيجية بمثابة خارطة طريق لتمكين البنك المركزي والقطاع المالي من تعزيز التمويل الأخضر والحدّ من مخاطر تغيُّر المناخ، وتغطي قطاع البنوك
وشركات التأمين وشركات التمويل الأصغر، كما تمتاز هذه الإستراتيجية بأنها الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، مشيراً إلى «أن البنك المركزي إنضم في العام 2021 إلى شبكة تخضير النظام المالي العالمية، التي تهدف إلى تعزيز الإستجابة العالمية المطلوبة لتحقيق أهداف الإتفاقيات الدولية المتعلقة بالمناخ وتعزيز دور النظام المالي في إدارة مخاطر تغيُّر المناخ وتوجيه رأس المال للإستثمارات الخضراء ومنخفضة الكربون».
الأمين العام لإتحاد المصارف العربية د. وسام فتوح:
الأردن يلتزم مبادرات التمويل الأخضر الذي يمثل وسيلة حاسمة لتحقيق النمو المستدام ومعالجة تحديات تغيُّر المناخ
بدوره قال الأمين العام لإتحاد المصارف العربية د. وسام فتوح: «إن الجامع المشترك بين الحضور هو تعزيز التنمية المستدامة التي تلبي إحتياجات الحاضر دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية إحتياجاتها»، موضحاً «أن هذا المؤتمر يناقش قضية بالغة الأهمية، تتمثل في تقاطع بين التمويل والإستدامة، والتنمية في عصر أصبحت فيه عواقب تغيُّر المناخ والتدهور البيئي واضحة بشكل متزايد». وأشار د. فتوح إلى «أن دور المؤسسات المالية في تعزيز مستقبل مستدام أصبح بالغ الأهمية،»، موضحاً «أن التمويل الأخضر يمثل وسيلة حاسمة لتحقيق النمو المستدام ومعالجة التحديات الملحة التي يفرضها تغيُّر المناخ». وأشاد بـ «إلتزام الأردن مبادرات التمويل الأخضر»، مشيراً إلى «الخطة الوطنية للنمو الأخضر التي تم إطلاقها في العام 2017، ومشاريع الطاقة المتجددة، والسندات الخضراء، والصندوق الأردني للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص»، معرباً عن أمله في «أن تُسهم هذه الجهود في بناء مستقبل مرن ومزدهر للأجيال المقبلة».
الصفدي: المنتدى يهدف إلى تعزيز أطر الحوار والتعاون
لدعم مبادرات التمويل الأخضر والإستدامة في المملكة
من جهته، قال نائب رئيس جمعية البنوك في الأردن، عمار الصفدي «إن منتدى التمويل الأخضر «جريفن»، هو منتدى سنوي أطلقته الجمعية في العام 2023، ويسلّطُ الضوء على التمويل الأخضر، ويهدف إلى تعزيز أطر الحوارِ والتعاونِ بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والقطاع المصرفي لدعم وتعزيز مبادرات التمويل الأخضر والإستدامة في المملكة»، موضحاً «أن التوجُّه نحو الإستدامة والتمويل الأخضر أصبح إحدى الضرورات الملحة لبناء مستقبل القطاع المصرفي، والذي يتوافق أيضاً مع رؤية التحديث الإقتصادي. كما أوضح مواصلة المؤشرات المصرفية الرئيسية تحقيق معدلات نموٍ مستدامة وحفاظ القطاع المصرفي على عناصر قوته ومتانته المالية من خلال الإشارة إلى مؤشرات المتانة المالية».
جلسات متخصصة عن طبيعة التمويل الأخضر والمستدام
والتحول إلى نهج الاستدامة في القطاع المصرفي
تضمّن المنتدى مجموعة من الجلسات المتخصّصة التي بحثت طبيعة التمويل الأخضر والمستدام والتحوُّل إلى نهج الإستدامة في القطاع المصرفي. وجاءت الجلسة الإفتتاحية بعنوان «التمويل الأخضر: الأهمية والإتجاهات»، والتي تحدث فيها جاسون شانيل رئيس التمويل المستدام في سيتي العالمية، عن أهمية التمويل الأخضر والإتجاهات العالمية حوله، وإتجاهات الأسواق في جانب التمويل الأخضر، ووجود إرتفاع ملحوظ للطلب عالمياً على الحلول المالية المستدامة، وخصوصاً إرتباط الحلول البيئية مع بيئة الأعمال المصرفية.
الجلسة الأولى
بحثت الجلسة الأولى، في تكامل التمويل الأخضر في العمليات المصرفية، وأدارتها المهندسة ربى الزعبي مسؤولة
الطاقة والمناخ والتنمية في وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، حيث ركّز المتحدثون خلالها على العناصر المؤثرة على عملية التحول.
وتحدث أندريوس سكارنوليس، الخبير الاقتصادي المالي الأول في شؤون المالية والقدرة التنافسية والإبتكار في البنك الدولي، عن النظرة الشمولية للتمويل الأخضر على مستوى المنطقة والعالم، فيما تحدث يان إننباخ، مستشار تطوير الأنظمة المالية في مجموعة GFA الاستشارية، وشدى الشريف، خبير سياسات الاقتصاد الأخضر ونائب رئيس الفريق في GIZ الأردن، عن مجموعة الأدوات والآليات المتعلقة بتصميم وتطوير أدوات التمويل والقروض المصرفية الخضراء، والفرص الإستثمارية، وأهمية تعزيز سلوك المستهلك للدفع نحو التكنولوجيات الخضراء.
أما فنسنت دوينهاور، المدير المساعد ورئيس النظام المالي الأخضر لجنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، فقد عرض التجارب الدولية وسبل تسريع وتيرة التمويل الأخضر من خلال عرض قصص النجاح وتوضيح العمليات المصرفية لنجاحها.
وتضمن المنتدى جلسة فرعية مخصّصة للقطاع الصناعي في الأردن، والتي تحدث فيها المهندس معن عياصرة عن فرص التمويل الأخضر في القطاع الصناعي.
الجلسة الثانية
وتناولت الجلسة الثانية، ممارسات إدارة مخاطر التمويل الأخضر، وأدارها الدكتور رسمي حمزة، المدير التنفيذي لصندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة JREEF.
وتحدث في الجلسة ميرت ديديباس، المدير الإقليمي لمكتب مدرسة فرانكفورت للتمويل والإدارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن الجوانب الفنية المتعلقة بالتمويل الأخضر في القطاع المصرفي، وعناصر تقييم المخاطر البيئية وإدماجها في نماذج التحليل الإئتماني لتعزيز القرارات الإئتمانية وإستدامة المحافظ المالية والحد من فرص الغسيل الأخضر للأموال«Green Washing» .
وتناول محمد عمايرة مدير دائرة الإستقرار المالي في البنك المركزي الأردني، توجُّهات البنك في تطبيق إستراتيجية التمويل الأخضر، وسبل تعزيز هيكل حوكمة المخاطر المتعلقة بالتمويل الأخضر في القطاع المصرفي.
البيان الختامي: تعزيز التحوُّل نحو الإستدامة في القطاع المصرفي
في ختام أعمال المنتدى، قدم مدير عام جمعية البنوك، الدكتور ماهر المحروق، البيان الختامي للمنتدى، مشيراً إلى دور الجمعية في تعزيز وبناء أُطر التواصل والتشابك مع كافة الجهات، لتعزيز التحوُّل نحو الإستدامة في القطاع المصرفي، وجهود الجمعية في تطوير وبناء القدرات والتعمق في مواضيع الإستدامة والتمويل الأخضر لتعزيز القيادات المصرفية لقيادة هذا التحوُّل، موضحاً «أن تخضير القطاع المصرفي عملية مستمرة، وترتبط مع تطبيق إستراتيجية البنك المركزي للتمويل الأخضر للأعوام 2023-2028 ورؤية التحديث الإقتصادي والتي إتخذت من الإستدامة إحدى الركائز الأساسية للرؤية».