فاتورة باهظة.. تكلفة إعادة إعمار سوريا تصل لـ300 مليار دولار
(العربية)-10/12/2024
قال الأستاذ المساعد في كلية الاقتصاد لدى جامعة قطر، الدكتور جلال قناص، إنه من الصعب خلال الفترة الحالية تقييم الاقتصاد السوري ووضع العملة المحلية الليرة، لأن البلاد تعيش حالة أمنية نوعاً ما غير مستقرة مع عدم يقين بما سيحدث خلال الفترة المقبلة.
“الوضع الاقتصادي نوعا ما منهار حيث مؤسسات اقتصادية منهارة منذ بداية فترة الحرب، ومن قبل أيضاً كانت هناك مشاكل اقتصادية مرتبطة بالفساد في النظام وتوزيع الدخل والفقر والبطالة وغيرها” وكان هناك انهيار بكل مؤسسات الدولة سواء المالية أو الاقتصادية وحتى القطاعات الزراعية والصناعية وغيرها، وفقاً للدكتور جلال قناص.
وتابع قناص في مقابلة مع “العربية Business”: “الفترة الحالية هي فترة لإعادة الثقة في الاقتصاد السوري، عبر إعادة الاستقرار الأمني والسياسي، وهذا سيكون عنوان المرحلة الحالية مع إعادة تكوين الثقة بالنسبة لنسيج المجتمع السوري وإعادة مؤسسات الدولة الأساسية المرتبطة بالتعليم والصحة والبنية التحتية”.
وأوضح أن الحديث عن الليرة السورية وإعادة الثقة بالاقتصاد السوري يجب أن يكون بعد إعادة الاستقرار الأمني والسياسي.
وبشأن تقديرات إعادة أعمار سوريا، قال الدكتور جلال قناص، إن التقديرات بين 200 مليار و300 مليار دولار، وقد يزيد عن ذلك، والفترة المطلوبة لإعادة الإعمار ترتبط بإعادة الأمن وعودة الاقتصاد إلى حالته وعودة الأدمغة واليد العاملة.
وأشار إلى أهمية إعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي والمؤسسات المالية العالمية لإعادة بناء البنية التحتية والقطاعات الأساسية في الاقتصاد مثل الزراعة والصناعة والمؤسسات المالية.
وأكد على أهمية إعادة الاستثمارات والعقول السورية من الخارج لأنه سيكون لها دور كبير في تأسيس سوريا من الداخل حتى تعيد بناء الثقة مع المجتمع الدولي والمؤسسات المالية، حيث سيكون الدور الداخلي والمواطنين لهم دور جداً كبير بإعادة تشكيل سوريا الحديثة.
كان تقرير للبنك الدولي قد أظهر أن قطاع الكبتاغون الأكثر مساهمة في الاقتصاد السوري والأكثر مساهمة في جلب العملات الأجنبية، فيما قال الأستاذ المساعد في كلية الاقتصاد لدى جامعة قطر، إن النظام الجديد سيحارب هذه الظاهرة بشكل كبير لإعادة بناء الثقة بالدولة.
وتابع: “أعتقد سيكون هناك حرب على هذا القطاع وعودة القطاعات الأساسية مثل الزراعة والصناعة والتجارة”.
وأوضح أن ما يميز الفترة القادمة هو وجود جالية سورية في الخارج أصبحت متعلمة ولديها مهارات عالية يمكن عودتها لإعادة الإعمار، لا سيما في المجال التكنولوجي “لدينا فرصة ذهبية للمستقبل”.