«البنك الدولي»: صدمات غير مسبوقة تضرب الاقتصاد الفلسطيني
(الدستور)-27/02/2024
أعلنت مجموعة البنك الدولي عن تقديم منحة بقيمة 30 مليون دولار للمساعدة في ضمان استمرارية التعليم الحيوي للأطفال للفلسطينين.
وقد أدى الانخفاض الحاد في النشاط الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك التجارة، إلى جانب نقص إيرادات المقاصة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى تفاقم أزمة المالية العامة الحادة بالفعل، ما أثر بشدة على تقديم الخدمات العامة. ستسهم هذه المنحة في ضمان عدم تفويت الطلاب التعليم الأساسي. ونظرا لأن 40 % من السكان تقل أعمارهم عن 15 عاما، فإن التعليم يعد أحد أكبر بنود إنفاق القطاع العام في الضفة الغربية.
وأدى الانخفاض الحاد في الإيرادات إلى خفض أو تأجيل أجور موظفي القطاع العام. وانخفضت رواتب المعلمين بمقدار النصف تقريبا منذ أكتوبر/تشرين الأول. أصدرت مجموعة البنك الدولي أحدث تحليلاتها عن الآثار الاقتصادية للصراع على الاقتصاد الفلسطيني، والتي تغطي الضفة الغربية وقطاع غزة.
شهد الاقتصاد الفلسطيني واحدة من أكبر الصدمات المسجلة في التاريخ الاقتصادي الحديث، حيث انخفض إجمالي الناتج المحلي في غزة بأكثر من 80 % في الربع الرابع من عام 2023، وبنسبة 22 % في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها. وكان الفقر مرتفعاً بالفعل في غزة قبل اندلاع الصراع، حيث كان أكثر من نصف الأسر يعتمد على المعونة كمصدر رئيس للدخل.
وفي الوقت الحاضر، يعيش، تقريباً، جميع المقيمين في غزة في فقر مدقع ويواجهون نقصاً حاداً في الأمن الغذائي. كما إن مستويات الفقر آخذة في الارتفاع أيضا في الضفة الغربية بسبب التباطؤ الاقتصادي الملحوظ وتقييد قدرات المالية العامة، ما يؤثر على فعالية برامج الحماية الاجتماعية. وبشكل عام، من المتوقع أن تتجاوز مستويات الفقر في الأراضي الفلسطينية في نهاية عام 2023 المستويات المسجلة في عام 2020، خلال ذروة القيود المرتبطة بجائحة كورونا.
وبالإضافة إلى منحة بقيمة 30 مليون دولار للتعليم في الضفة الغربية، أعلنت مجموعة البنك الدولي في ديسمبر/كانون الأول 2023 عن منح بقيمة 35 مليون دولار لدعم تقديم الغذاء والماء والخدمات الصحية في حالات الطوارئ لسكان غزة المتضررين. يخضع التمويل المقدم من مجموعة البنك الدولي لإجراءات مالية وتعاقدية قوية تضمن وصول الموارد إلى الناس واستخدامها في الأغراض المخصصة لها. يتسق عمل مجموعة البنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة مع رسالته المتمثلة في مواصلة العمل بنشاط في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات، ومساندة الناس في أشد الظروف صعوبة مع بناء أسس التنمية الضرورية لإنهاء الفقر على كوكب صالح للعيش فيه.