إيلون ماسك وترامب يثيران الشكوك .. هل اختفى ذهب فورت نوكس بـ 434 مليار دولار؟
(البيان)-21/02/2025
أثار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وأغنى رجل في العالم، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تساؤلات حول مصداقية احتياطيات الذهب الأمريكية المخزنة في منشأة فورت نوكس، والتي تقدر قيمتها بحوالي 434 مليار دولار، وقد أعاد الاثنان إحياء نظريات المؤامرة التي تدور منذ عقود حول ما إذا كان الذهب الموجود في فورت نوكس لا يزال موجودًا بالفعل.
بدأت القصة عندما نشر ماسك عدة تغريدات على منصته “إكس” (المعروفة سابقًا بتويتر)، يتساءل فيها عن حالة الذهب المخزن في فورت نوكس، متسائلاً عما إذا كان “لا يزال هناك” أو “اختفى”، ودعا إلى إجراء “جولة فيديو مباشرة” داخل المنشأة شديدة الحراسة، وقد لاقت تغريداته تفاعلًا كبيرًا، بما في ذلك رد من السيناتور راند بول، الذي أيد فكرة إجراء عمليات تدقيق سنوية لفورت نوكس، وفقا لموقع فوربس.
وانضم ترامب إلى النقاش في وقت لاحق، حيث صرح للصحفيين بأنه يأمل أن يكون كل شيء على ما يرام في فورت نوكس، لكنه أضاف: “سنذهب إلى فورت نوكس… للتأكد من وجود الذهب هناك”، وأكد أنه إذا تبين أن الذهب غير موجود، فسيكون ذلك مصدر قلق كبير.
من جهتها، نفت الحكومة الأمريكية أي شكوك حول وجود الذهب في فورت نوكس. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت في مقابلة مع بلومبرغ: “نقوم بالتدقيق كل عام. يمكنني أن أقول للأمريكيين… كل الذهب موجود هناك”. وأشار إلى أن آخر تدقيق تم في سبتمبر الماضي.
يُذكر أن فورت نوكس، الواقعة في ولاية كنتاكي، تحتوي على 147.3 مليون أونصة تروي من الذهب، أي ما يعادل حوالي 59% من إجمالي احتياطيات الذهب التي تمتلكها وزارة الخزانة الأمريكية.
وبحسب أسعار الذهب الحالية، التي تتجاوز 2940 دولارًا للأونصة، فإن قيمة الذهب المخزن في فورت نوكس تصل إلى 434 مليار دولار. ومع ذلك، تقدر الحكومة قيمة هذا الذهب بحوالي 6 مليارات دولار فقط، بناءً على القيمة الدفترية التي حددتها للأونصة الواحدة (42.22 دولارا).
وقد زار ماسك فورت نوكس سابقًا في عام 2017، برفقة وفد ضم السناتور ميتش ماكونيل ووزير الخزانة آنذاك ستيفن منوشين. وقال حاكم كنتاكي السابق مات بيفين بعد الزيارة: “إنه مؤمن بشكل جيد بشكل غريب”، مؤكدًا أن الذهب آمن.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر احتياطي ذهب في العالم، حيث تبلغ كمية الذهب التي تمتلكها 8133 طنًا، أي ما يعادل نحو 4% من إجمالي المعروض العالمي من الذهب، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
يأتي هذا الجدل في وقت يشهد فيه الذهب ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، حيث ارتفع بنسبة 40% خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، وبنسبة 10% منذ بداية العام الحالي، متجاوزًا أداء العديد من المؤشرات الرئيسية في وول ستريت. ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى مخاوف المستثمرين من التضخم وارتفاع ديون الحكومة الأمريكية.