بنوك الخليج قادرة على استيعاب أي تأثير في بيئة تشغيلها
(القبس)-16/04/2025
توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني ان تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية بشكل مباشر في البيئة التشغيلية للبنوك الخليجية، الا ان الآثار غير المباشرة لانخفاض اسعار النفط، وضعف نشاط الاقتصاد العالمي، وانخفاض الانفاق الحكومي، ستكون عاملا رئيسيا لعمل بنوك المنطقة، مشيرة الى ان بنوك المنطقة تتمتع بوضع جيد لاستيعاب اي تدهور في بيئتها التشغيلية. وأكدّت «فيتش» ان البيئة التشغيلية لبنوك السعودية والإمارات والكويت وقطر تتمتع بتوقعات مستقبلية مستقرة وايجابية، لافتة الى ان تلك الدول تتمتع بسجلات ائتمانية قوية وتصنيفات مرتفعة، مما يعمل مرونة مالية جيدة واحتياطيات قوية، وبالتالي قدرة أفضل على مواجهة الصدمات، والحفاظ على الإنفاق المرتفع لتحفيز النشاط الاقتصادي فيها.
وقالت الوكالة، في تقرير حديث، ان معظم صادرات دول الخليج الى الولايات المتحدة نفطية، وهي معفاة من الرسوم الجمركية. اما الصادرات غير النفطية، والتي ستواجه رسوما بـ%10، فهي منخفضة نسبيا الى أمريكا من دول المنطقة، مما يحد من التأثير المباشر للرسوم الجمركية الأمريكية في الاقتصادات الخليجية وبيئة عمل بنوكها.
تكاليف التشغيل والتضخم
وأشارت الوكالة الى ان انخفاض أسعار النفط، وضعف الطلب العالمي على الخام، من المخاطر الرئيسية لبيئة عمل البنوك الخليجية، وقد تؤدي اي زيادة اضافية في اسعار النفط الى اضعاف توقعات الوكالة لنمو الاقراض في المنطقة، مقارنة بتوقعات ديسمبر 2024، والتي كانت في معظم الحالات قريبة من مستويات العام الماضي.
وأبدت «فيتش» اعتقادها بأن توازن سوق النفط (العرض والطلب) سيتحدد من خلال الأداء الاقتصادي العالمي، وإدارة منظمة «أوبك+» للإمدادات، مذكرة بأنه كانت لدى المنظمة مخزونات كبيرة تتجاوز الـ6 ملايين برميل يومياً في يناير، وبدأت بتنفيذ خطط للبدء في تخفيف تخفيضات الانتاج اعتباراً من ابريل.
وأضافت ان الاوضاع الائتمانية للبنوك الخليجية قد تتدهور ايضا، في حال شهدت الشركات العاملة في القطاعات المتأثرة بالرسوم الجمركية ضعفاً في ربحيتها والتدفقات النقدية، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف التشغيل والتضخم. كما قد تواجه تلك الشركات ديوناً أعلى بسبب حالة عدم اليقين المتعلقة بأسعار الفائدة واحتمال تأخير خفضها. وقد يؤدي الضغط على الشركات الى إضعاف الطلب الاجمالي على الائتمان، ويؤدي في النهاية الى ارتفاع مخاطر الائتمان للبنوك الخليجية وزيادة القروض المتعثرة.
رساميل قوية
وتابعت «فيتش»: ومع ذلك، تتمتع البنوك الخليجية عموماً بوضع جيد لاستيعاب أي تدهور في بيئة تشغيلها نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية. وقد عززت العديد من بنوك المنطقة احتياطياتها الرأسمالية في السنوات الأخيرة، مدعومة بأرباح قوية نتيجة ارتفاع أسعار النفط وأسعار الفائدة، وتتمتع تلك البنوك بمستوى جيد للسيولة، ونشاط اقتصادي قوي وظروف ائتمانية مؤاتية.