الذكاء الاصطناعي وتأثيره في حياتنا
(القبس)-04/03/2024
*سهلة المدني
لم تعد الحياة بالصورة التي نراها عليها فيما مضى وكأنها حرب وبحر نغرق فيه، وكأن الوقت واللحظات فيها تجعلنا ندرك أنها ليست جزءاً مما نشعر به، الحياة وكأنها لؤلؤة لا نرى جمالها ولا نشعر ببريقها، كل ذلك يجعلنا ندرك أننا نبكي فوق دمارها دون أن نشعر بذلك، وعندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره في حياتنا، سنجد أنه يمكن أن يساهم في القضاء على الكثير من الوظائف، ومن ضمنها الكاتب الصحافي والمحامي والطيار والسائق والطبيب والقاضي، ويمكن أن يستولي على هذه القطاعات وجميع القطاعات، وذلك لقدرته على التحدث بلغات كثيرة وسرعته في الحصول على المعلومة في كل قطاع وبمجالات مختلفة، وبذلك ويجعل منا وكأننا رماد لا يراه غيرنا، نعم، لأن قدراتنا أمامه ضعيفة جداً، وعندما نستعيد الأعوام الماضية من عمرنا نجد أنه قبل 25 عاماً كانت هناك قلوب تناضل من أجل الحب، وكأن الإنسان عندما يسافر أو يختفي أو ينشغل نشعر بغيابه، ولكن الهاتف المحمول أصبح الصديق المقرب، وهو من تشاركه أسرارك وحزنك وشغفك، وتعيش فيه عالمك بأكمله، ولا تشارك أي صديق أو أي إنسان مقرب منك، فهو أصبح قلبك وكل شيء في حياتك، ولذلك تجد كل إنسان يحمل هاتفه، ولا يشاركك الحديث، ويهتم بك فقط إذا كان في جعبتك خبر جديد لا يعرفه ولم يخبره أحد به، لذلك نحن نعيش دون أن نشعر بغياب أحد، وكأننا في عزلة، ولا نريد الخروج منها مهما حدث، ونجد أن الخطر الذي يشكله الذكاء الاصطناعي هو أن بعض القطاعات المختلفة أو جميعها بدأت تستخدمه، وذلك يمكن أن يجعله البديل المناسب في كل الشركات ذات الدخل المحدود، أو القطاعات التي تريد السرية في عملها، ولا تريد تسريب أسرار عملها، لأن ذلك يشكل خطراً على قوتها في سوق العمل، وذلك يمكن أن يجعل الإنسان يفقد قيمته، ولا يكون له وجود في المستقبل القريب، وكأن وجوده هو مجرد رقم لا أكثر، ولكن مع ذلك نجد أن البشر، بعضهم أو جميعهم، بدأ يشعر بالخوف ومشاركة أسرار عمله مع موظف لا يعرف إن كان أهلاً لذلك أم لا؟ وأيضاً تقليل الموظفين لديه، وذلك من أجل إنفاق أقل عدد ممكن من الميزانية المالية للشركة، حتى وإن كانت متوسطة أو كبيرة أو صغيرة، وذلك لأن الإنسان تصعب السيطرة عليه ويصعب فهم طباعه، ولأن كل من يملك شركة أو يريد تأسيسها لديه طباع وعقول يطمح أن تكون عاملة في شركته، والإنسان بسبب طموحه وحبه للحياة، وصعوبة الحياة، جعلت منه سلبياً في مشاعره، ولا يؤدي عمله بشغف وحب، لأنه يشعر بالقهر والظلم، لأنه في مكان لا يريده، أو أنه لم يجد حقوقه في العمل الذي يحبه، وهذا يؤدي إلى علاقة غير مكتملة مع الموظف وصاحب العمل، وبذلك يكون الذكاء الاصطناعي هو البديل، وهو الذي يمكن أن يستغل هذه الثغرة، ويكون هو المسيطر على جميع القطاعات، لذلك نحن بحاجة إلى فهم عقولنا المختلفة، والشعور بأن أول ما يوضع في الميزان هو حسن الخلق، ونحن بعدم تقبلنا لعقولنا المختلفة، يدفعنا إلى حمل الهاتف المحمول وجعله صديقاً لنا، يشاركنا أجمل اللحظات وأصعبها في حياتنا، والآن نقترف الخطأ نفسه، إذ بدأنا نجعل الذكاء الاصطناعي يتفوق علينا، ويمكن أن يساهم في جعلنا نموت ونحن ما زلنا على قيد الحياة في جميع القطاعات، والذي أخاف منه أن يصل إلى مناصب كبيرة، مثل الوصول إلى مناصب كبيرة وحساسة، وكل ذلك يقودنا إلى القضاء عليه وتقبّل الاختلاف الذي في عقولنا وقلوبنا، ونرى الحياة ليست قلماً نكتب به ما نريده، فهي تحوي الألم لكي نتعلم منه، وتحوي الفرح لكي نشكر الله عليه، ونتقبل اختلاف الأديان والمذاهب والمعتقدات والدول والعقول والقلوب، ونحترم بعضنا، لأننا إن لم نفعل ذلك فنحن يمكن أن نخسر كل شيء، ونحن لا نعلم متى يحدث ذلك.