الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يكسران جمود مفاوضات التعريفات
(العربية)-19/05/2025
بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مفاوضات تجارية جادة، في محاولة لتفادي التداعيات الأسوأ بتعريفات دونالد ترامب الجمركية، وهو ما وضع حداً لحالة الجمود، التي جعلت التكتل الأوروبي في مؤخرة الدول الساعية للتفاوض مع فريق الرئيس الأمريكي.
وبحسب أربعة مصادر مطلعة، إضافة إلى مذكرة إحاطة صادرة عن الاتحاد الأوروبي اطلعت عليها «فاينانشال تايمز»، فقد تبادل الطرفان وثائق تفاوض رسمية للمرة الأولى خلال الأيام الأخيرة، حُدّدت فيها مجالات التفاوض، بما يشمل التعريفات الجمركية، والتجارة الرقمية، وفرص الاستثمار.
وصرحت سابين وياند، كبيرة المسؤولين التجاريين في المفوضية الأوروبية، لسفراء الدول الأعضاء، بأن التكتل كان لزاماً عليه التصرّف بهدوء، وألا ينصاع لرغبات الولايات المتحدة من أجل تحقيق «مكاسب سريعة»، وفق ما ذكرته مذكرة الإحاطة.
وحذرت وياند مع ذلك من أن بعض التعريفات الأمريكية ستظل قائمة، لا سيما تلك التي تشمل قطاعات تسعى الولايات المتحدة إلى إعادتها للبلاد، مثل الصلب وتصنيع السيارات.
ولم يتمكن الاتحاد الأوروبي، وهو التكتل المكون من 27 دولة عضوة، واتهمه ترامب بـ«نهب» الولايات المتحدة، من تحقيق تقدم كبير مع المسؤولين الأمريكيين يماثل ذلك الذي حققته دول أخرى مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وفيتنام، والمملكة المتحدة.
وأسهم جاميسون غرير، الممثل التجاري لترامب، في تسريع وتيرة المفاوضات بعدما حذر دبلوماسيين أوروبيين من ازدياد إحباط المسؤولين الأمريكيين من رفض الاتحاد الأوروبي تقديم أي مقترحات مكتوبة، وفق شخصين على اطلاع بالمفاوضات.
ودون تحرك مبدئي من جانب بروكسل قال غرير: «إن الاتحاد الأوروبي يحب عليه توقع إعادة ترامب فرض التعريفات الجمركية التي أعلنها في 2 أبريل كاملة.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم خفض التعريفات الجمركية «التبادلية» وقدرها 20 % على الاتحاد الأوروبي بمقدار النصف حتى 8 يوليو المقبل لإتاحة المجال أمام المفاوضات».
ومع ذلك فقد أبقى ترامب على رسوم إضافية قدرها 25 % على الصلب، والألومنيوم، والسيارات، وهدد بفرض المزيد من الرسوم على المستحضرات الدوائية، وأشباه الموصلات، والنحاس، والأخشاب، والمعادن الحيوية، وكذلك قطع غيار الطائرات.
وتحدث ماروش سيفكوفيتش، المفوض التجاري الأوروبي، إلى غرير الخميس الماضي، وأعرب عن أمنياته بلقائه في اجتماع وزاري، تعقده منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في باريس خلال الشهر المقبل.
وأكد سيفكوفيتش لـ«فاينانشال تايمز» رغبته في خفض العجز التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن طريق شراء المزيد من الغاز، والأسلحة، والمنتجات الزراعية الأمريكية.
ومع ذلك فقد أعربت الولايات المتحدة، بصورة متكررة، عن مخاوفها من ضريبة القيمة المضافة المعمول بها بأوروبا، وكذلك القواعد التنظيمية ذات الصلة بالخدمات الرقمية، ومعايير الأغذية، والتعريفات على بضائع أمريكية بعينها.
ويرى دانيال مولاني، الممثل التجاري الأمريكي السابق للاتحاد الأوروبي، أن الولايات المتحدة من المرجح أن تركز على القواعد التنظيمية الحاكمة للمستحضرات الدوائية، وعلى فتح أبواب أوروبا أمام المنتجات الزراعية الأمريكية في المفاوضات المرتقبة.
وأوضح وزراء تجارة الاتحاد الأوروبي بجلاء أن الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والذي أبقى على تعريفات جمركية بنسبة 10 %، ليس نموذجاً سيحدد ماهية الاتفاقيات، التي قد يجريها التكتل.
ولفت بنجامين دوسا، وزير التجارة السويدي: «لن نكون مسرورين بمثل هذا الشكل من الاتفاقيات»، مشدداً على أن الولايات المتحدة يجب «أن تتوقع إجراءات مضادة».
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: «إن 10 % ليست اتفاقاً».
وأوقف الاتحاد الأوروبي مؤقتاً تعريفاته الجمركية الانتقامية وقدرها 21 مليار يورو بسبب المفاوضات، لكن المفوضية الأوروبية اقترحت منذ أيام حزمة إضافية قدرها 95 مليار يورو، تشمل طائرات «بوينغ»، والسيارات.
كما أشار سيفكوفيتش إلى أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل بمطالبات الولايات المتحدة بالتخلي عن ضريبة القيمة المضافة أو إضعاف القواعد التنظيمية الرقمية والضرائب.
ومع ذلك فإن الاتحاد الأوروبي منفتح على تقليص اعتماده على الصين في الحصول على المعادن الأساسية والأدوية، وكذلك زيادة التعريفات الجمركية على الصادرات الصينية، التي يعتقد حصولها على الدعم.
ونوهت سابين وياند، التي زارت واشنطن في أوائل الشهر الجاري، بأن اتفاق المملكة المتحدة أظهر رغبة الولايات المتحدة في استخدام الاتفاقيات للسيطرة على سلاسل التوريد وإقصاء المنتجات الصينية، بحسب الوثيقة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي.