صناديق التحوط تستعيد بريقها.. أكبر مدير أصول في العالم يدعو لضخ المزيد من الأموال
(العربية)-25/08/2025
أكد استراتيجيون في “بلاك روك” أن على المستثمرين المؤسسيين ضخ المزيد من الأموال في صناديق التحوط لتحقيق عوائد أعلى، في ظل تحذيرات من استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، وتقلبات التضخم، وعدم الاستقرار الجيوسياسي.
وكتب معهد بلاك روك للاستثمار، اليوم الخميس: “نعتقد أن بإمكان المستثمرين اليوم ضخ ما يصل إلى 5% إضافية في صناديق التحوط مقارنة بما كانوا عليه قبل عام 2020”. وتُعد هذه أكبر زيادة في مخصصات هذا القطاع يوصي بها المعهد على الإطلاق، وهو جزء من أكبر مؤسسة لإدارة الأصول في العالم، وفقاً لما ذكرته صحيفة “فاينانشال تايمز”.
هناك مؤشرات أولية على أن قطاع صناديق التحوط بدأ يتعافى من فترة من الأداء الضعيف، حيث فضّل العديد من المستثمرين المؤسسيين تخصيص أموالهم لصناديق الأسهم الخاصة والائتمان الخاص.
لكن استراتيجيي “بلاك روك” قالوا إنهم رأوا “ظهور صناديق التحوط كأداة رئيسية في بناء المحافظ نتيجةً لذلك”، مما “يبرر زيادة المخصصات لاستراتيجيات صناديق التحوط في المحافظ”.
وأضافوا: “إحدى طرق تمويل الزيادة في صناديق التحوط تتمثل في تقليص سندات وأسهم حكومات الأسواق المتقدمة… دون أي تغيير في مخصصات السوق الخاصة”.
وأضاف الاستراتيجيون أن صناديق التحوط ذات الأداء الأفضل حققت عوائد أعلى من السوق منذ جائحة فيروس كورونا، مقارنةً بالفترة التي أعقبت الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وأضافوا أن صناديق التحوط الكلية، التي تهدف إلى الاستفادة من التقلبات الكبيرة في السوق الناجمة عن عدم الاستقرار، قد عززت بشكل كبير العوائد الزائدة.
ارتفعت أسهم شركة “روكوس كابيتال مانجمنت” (آر سي إم)، ومقرها لندن، وهي أحد أشهر صناديق التحوط الكلية في العالم، بنسبة 13.7% حتى نهاية يوليو، بحسب الصحيفة.
مع ذلك، شهدت شركة “بريفان هوارد”، أحد أبرز منافسي “آر سي إم” في صناديق التحوط الكلية، عاماً متبايناً حتى الآن. فبينما انخفض صندوقها الرئيسي بنسبة 1% تقريباً حتى 15 أغسطس، ارتفع صندوق “ألفا ستراتيجيز” التابع لها بنسبة 6%، وفقاً لـ “فاينانشال تايمز”.
وأشار المعهد إلى أن “فقدان ركائز الاقتصاد الكلي طويلة الأجل”، مثل النمو المستقر، والتضخم المُحتوى، والانضباط المالي، أدى إلى زيادة تقلبات السوق وزيادة الفرص أمام خبراء اختيار الأسهم، بما في ذلك صناديق التحوط الكلية.
ويتراوح متوسط تخصيص استثمارات صناديق التحوط لدى جميع المستثمرين المؤسسيين، من 4% لصناديق التقاعد الأوروبية إلى 17% لمديري الثروات الأميركيين، وفقاً لشركة بريكين، وهي شركة مزودة للبيانات مملوكة لشركة بلاك روك.
وأضاف أن زيادة التعرض بنسبة تصل إلى 5% “مبلغٌ لا يستهان به”، مشيراً إلى أن “صناديق التحوط المحايدة للاقتصاد الكلي والسوقية ينبغي أن تنجح في هذه البيئة”.