العملة السورية الجديدة.. خطوة لتعزيز الثقة وضبط الأسواق
(العربية)-31/12/2025
قال عضو جمعية المحللين الماليين في سوريا د. فراس حداد، إن العملة الوطنية تمثل رمزاً جامعاً للوحدة الوطنية، معرباً عن أمله في أن تكون الإصدار الجديد للعملة السورية موحداً على كامل الجغرافيا السورية، وأن يشكل خطوة إيجابية في مسار تحسين الاقتصاد السوري.
وأوضح حداد في مقابلة مع “العربية Business”، أن إصدار العملة الجديدة يُنظر إليه كخطوة فنية ضمن مسار أوسع من الإصلاح الاقتصادي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ضرورية في المرحلة الحالية، لكونها منسجمة مع توصيات المنظمات الدولية، وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والتي دعت إلى ضبط الأسواق نقدياً ومعرفة حجم الكتلة النقدية الفعلية في البلاد.
وأشار إلى أن عملية الاستبدال لا يمكن الحكم عليها بشكل نهائي في الوقت الراهن، لافتاً إلى وجود العديد من العوامل التي لا تزال قيد الانتظار لتقييم نجاحها الكامل.
وبيّن أن إزالة الرموز المرتبطة بالنظام السابق من العملة الجديدة تُعد خطوة إيجابية، مؤكداً صعوبة الاستمرار باستخدام رموز قديمة لا تعبّر عن المرحلة الحالية.
42 تريليون ليرة سورية
وفي ما يتعلق بالجانب النقدي، كشف حداد أن حجم الكتلة النقدية المسجلة في قيود مصرف سوريا المركزي يبلغ نحو 42 تريليون ليرة سورية، إلا أن توجهات هذه الكتلة كانت غير واضحة، سواء داخل الأسواق المحلية أو خارج البلاد، أو ضمن اقتصاد الظل غير المسجل رسمياً.
وأكد أن تحديد الكتلة النقدية واستبدال الكتل القديمة بأخرى جديدة يُعد إجراءً اقتصادياً أساسياً، يهدف إلى تمكين البنك المركزي من استخدام أدوات السياسة النقدية للتدخل في الأسواق وضبط السيولة.
كشف الرئيس السوري أحمد الشرع وحاكم مصرف سوريا المركزي عبدالقادر الحصرية، أمس الاثنين، عن العملة السورية الجديدة.
وقال الرئيس السوري إن هناك الكثير من المفاهيم التي يجب توضيحها خلال مرحلة تبديل العملة، أولها أن تعديل الأصفار ونزع صفرين من العملة القديمة إلى العملة الجديدة لا يعني تحسين الاقتصاد وإنما هو سهولة التعامل بالعملة.
وأضاف الشرع، خلال جلسة حوارية في حفل إطلاق الليرة السورية الجديدة: تبديل العملة عنوان لأفول مرحلة سابقة لا مأسوف عليها، وبداية مرحلة جديدة يطمح لها الشعب السوري وشعوب المنطقة المتأملة بالواقع السوري الحديث.
وأوضح الشرع أن قرار استبدال الليرة استغرق نقاشات طويلة وهناك تجارب متعددة لاستبدال العملة ونزع الأصفار، وعلى مستوى العالم هناك ست تجارب نصفها نجح ونصفها لم ينجح، والعملية دقيقة جداً في تحول الحالة النقدية.
وقال الشرع إن تحسين الاقتصاد يرتكز على زيادة معدلات الإنتاج وانخفاض معدلات البطالة في سوريا، وأحد أساسيات تحقيق النمو الاقتصادي تحسين الحالة المصرفية لأن المصارف كالشرايين بالنسبة للاقتصاد.
وأضاف أن هوية العملة الجديدة تركز على كامل الجغرافيا السورية، مؤكداً أنه يجب إفساح المجال للقطاع الخاص للنمو الاقتصادي.
وتابع الرئيس السوري: “نحتاج حالة من الهدوء في استبدال العملة، والمصرف المركزي أوضح أن ذلك سيتم وفق جدول زمني محدد”.
وأشار إلى أن ثقة المواطن بالليرة السورية جزء من الثقة بالاقتصاد السوري الذي تعرض لضرر خلال السنوات الماضية، فهو يعاني من الانهيار في عدة قطاعات منها القطاع المصرفي، كما أن ارتفاع سعر الصرف الكبير تسبب بفقدان الثقة بالليرة السورية ولجأ الناس لاكتنازها في البيوت بعيداً عن المصارف.
وأضاف: “شكل العملة الجديدة تعبير عن الهوية الوطنية الجديدة والابتعاد عن تقديس الأشخاص، حيث ذهبنا إلى حالات رمزية ذات صلة بالواقع السوري، فالأشخاص يذهبون ويأتون”.
وأوضح أن العملة الجديدة ستسهل عمليات التداول في البيع والشراء وتقلل الاعتماد على الدولار وتعزز الثقة بالاقتصاد على المدى الاستراتيجي.
أكد حاكم مصرف سوريا المركزي عبدالقادر الحصرية، أن تبديل الليرة السورية لن يؤثر على سعر الصرف، مشيراً إلى أنه سيكون هناك حملة إعلامية تواكب تبديل العملة وتشرح التفاصيل في الأيام القادمة.
وقال الحصرية، خلال جلسة حوارية في حفل إطلاق العملة السورية الجديدة: “رؤيتنا أن يكون المصرف الركيزة الوطنية للاستقرار وضمن هذه الرؤية أتى قرار استبدال العملة، وهو عملية تقنية لا تغير من قيمة العملة بل هي حذف أصفار فقط”.
