المدير العام للبنك العربي الإسلامي الدولي إياد العسلي:
المصرفية الإسلامية تشهد تطوّراً على المستوى التشريعي
الطلب على منتجات التمويل الإسلامي كان معتمدا بالأساس على رغبة العملاء
بالحصول على منتجات مصرفية تتفق وأحكام الشريعة
قال المدير العام للبنك العربي الإسلامي الدولي إياد العسلي: «لقد شهد قطاع المصرفية الإسلامية تطوراً على المستوى التشريعي، من حيث إقرار جملة من التشريعات التي صبّت في صالح القطاع ككل، ومنها قانون صكوك التمويل الإسلامي، وصندوق ضمان ودائع البنوك الإسلامية»، مشيراً إلى «أن البنك العربي الإسلامي الدولي، مؤسسة مالية وطنية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، ويهدف في المقام الأول إلى تقديم الأثر الإيجابي على عناصر التنمية المستدامة، وتحديداً المجتمع، الإقتصاد، والبيئة من خلال خدماته المصرفية».
في ما يلي الحوار مع المدير العام للبنك العربي الإسلامي الدولي إياد العسلي:
* البنك العربي الإسلامي الدولي تبنّى مفاهيم متطوّرة للتمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية، ومن ضمنها مفهوم المسؤولية الإجتماعية الفاعلة، ما هو هذا المفهوم وكيف يؤثر على أعمال البنك؟
– إن البنك العربي الإسلامي الدولي مؤسسة مالية وطنية متوافقة مع الشريعة الإسلامية ويهدف في المقام الأول إلى تقديم الأثر الإيجابي على عناصر التنمية المستدامة، وتحديداً المجتمع، الإقتصاد، والبيئة من خلال خدماته المصرفية، ولهذا فقد ركّز البنك خلال السنوات الماضية على تقديم نموذج عمل خاص يستند إلى المسؤولية الإجتماعية الفاعلة والتي تُعنى بتقديم الحلول المصرفية في الشكل الذي يُحقق مصلحة العملاء وقيمة مضافة للإقتصاد، ومن دون الإضرار بالبيئة، علاوة على ذلك الحرص بأن تكون خدمات البنك مستدامة ومسؤولة.
* هل ترون أن هناك نضوجاً في السوق لجهة «الفهم الأعمق» لمزايا التمويل الإسلامي، وإنعكاس ذلك على الطلب؟
– يُمكن القول، إن الطلب على منتجات التمويل الإسلامي كان معتمداً بالأساس على رغبة العملاء بالحصول على منتجات مصرفية تتفق وأحكام الشريعة الإسلامية، ولكن مع تطوُّر الصناعة المصرفية الإسلامية وتحديداً في صيغ المنتجات وتكيُّفها مع التطوُّرات الإقتصادية أصبحت الصناعة تقدم مزايا جديدة تفوق في بعض جوانبها ما تقدمه المصرفية التقليدية وبهذا فإن الطلب يزداد على منتجات التمويل الإسلامي، سواء لتمويل الشركات والمشاريع الكبرى أو لتمويل إحتياجات الأفراد.
* هل إكتملت المتطلبات التشريعية التي تدعم التمويل الإسلامي، أم أن السوق بحاجة إلى تشريعات جديدة؟
– خلال السنوات الماضية شهد قطاع المصرفية الإسلامية تطوراً على المستوى التشريعي، من حيث إقرار جملة من التشريعات التي صبّت في صالح القطاع ككل، ومنها قانون صكوك التمويل الإسلامي، صندوق ضمان ودائع البنوك الإسلامية، ولا يسعني في هذا الصدد إلاّ أن أشير إلى جهود البنك المركزي الأردني الذي ساهم من خلال إدارته الحصيفة وتشريعاته التي تراعي خصوصية البنوك الإسلامية في تطوير الإطار التنظيمي الخاص بها الذي إنعكس إيجاباً على المنتجات والخدمات المقدمة من خلال تلك البنوك.
* كيف تُقيّم وضع البنك العربي الإسلامي الدولي في السوق المحلية؟ وماهي فرص النمو في السوق في ظل الظروف الإقتصادية التي يمر فيها العالم؟
– يُعتبر البنك العربي الإسلامي الدولي من البنوك الرائدة في القطاع المصرفي بحجم أصول يتجاوز 4 مليارات دولار، وبقاعدة عملاء قوية تشمل كافة المحافظات في المملكة في مختلف الفئات العمرية وفئات الدخل، كما يفخر البنك بدوره في تقديم الحلول المصرفية للمشاريع والأنشطة الإقتصادية في كافة أحجامها سواء الصغير والمتوسطة منها أو المشاريع الكبرى وغيرها. وأرى بأن السوق المحلية في الأردن يُعتبر من الأسواق الواعدة، من حيث تنوع الفرص ومجالات النمو وخصوصاً مع زيادة الشمول المالي لدى كافة شرائح المجتمع، بالإضافة إلى فرص التمويل الأخضر وخصوصاً لحلول الطاقة الشمسية، والتي تُعد فرصاً كبيرة لتحقيق منافع إقتصادية وبيئية في الوقت عينه.
* هل واجه البنك تحدّيات حيال إرتفاع أسعار الفائدة؟
– إن تشديد السياسات النقدية لدى البنوك المركزية حول العالم، كان هدفه الأول هو كبح جماح التضخُّم الذي وصل إلى أرقام قياسية في الكثير من الدول، الأمر الذي أدى بدوره إلى إرتفاع تكاليف التمويل المقدم من كافة البنوك، ولا أستطيع القول إن البنك العربي الإسلامي كان بمعزل عن هذا المشهد، ولكن الإجراءات الحصيفة التي إتخذها البنك جعلته يتعامل مع هذه المعطيات بشكل متوازن مع العملاء، سواء أصحاب الودائع أو المتموّلين، كذلك زيادة الإستفادة من برامج البنك المركزي الأردني التي ساهمت في تقديم تمويل مخفض التكاليف، وبعائد ثابت وتحديداً للمشاريع ذات القيمة المضافة للإقتصاد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
* ماهي الرسالة التي توجّهها للمستثمرين والمتعاملين مع البنوك حول عمليات التمويل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية؟
– إن تطوُّر الصناعة المصرفية الإسلامية، قد جاء بناء على عقود من تراكم الخبرات، وأنها قد أثبتت نفسها من حيث قدرتها على توفير الحلول المالية، سواء للإحتياجات الحالية والمستقبلية، بل وأنها قادرة على تقديم خدمات تواكب التحوُّلات الرقمية.
* ما هي خطط البنك لمواكبة الطلب على التطبيقات التي يحتاجها المتعاملون مع البنوك؟
– منذ أعوام عدة، بدأ البنك العربي الإسلامي الدولي في خطته الإستراتيجية الطموحة للتحوُّل الرقمي، والتي تستند إلى محاور عدة، ومنها تقديم الخدمات الرقمية، تحسين تجربة العملاء، والإستفادة من قدرات الذكاء الصناعي في تقديم الحلول والخدمات مصرفية، والتي بدأ العملاء يلمسون أثارها بشكل ملموس من حيث تطوُّر العمليات، وتقديم مستوى خدمات يفوق توقعاتهم.
* كون البنك العربي الإسلامي الدولي شركة إنبثقت من البنك العربي، أقدم المؤسسات المالية العربية، ماذا يعني ذلك للبنك وإدارته؟
– إننا نفخر في البنك العربي الإسلامي الدولي بأن نكون إمتداداً لمسيرة النجاح التي يحققها البنك العربي منذ عقود طويلة، ليكون مؤسسة مالية رائدة ومرموقة على المستوى الإقليمي والعالمي، والذي يجعلنا دائماً تواقين لتقديم الأفضل، لنكون دائماً من المؤسسات المالية الإسلامية الرائدة في المنطقة والعالم العربي.