اتحاد مصارف الكويت يؤكد مواصلة تعزيز منظومة الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الرقمي
(القبس)-10/11/2025
أكد اتحاد مصارف الكويت التزام القطاع المصرفي الكويتي بمواصلة جهوده في تعزيز منظومة الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الرقمية، وذلك خلال مشاركة الاتحاد في المؤتمر والمعرض الخليجي السادس لتحديات الأمن السيبراني، والذي أقيم في الفترة 4 ــ 5 نوفمبر 2025، تحت رعاية الشيخ فهد يوسف الصباح النائب، الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبحضور العميد أنور اليتامى ممثلاً الوزير، بمشاركة استراتيجية من المجلس الوطني للأمن السيبراني، وتمثله المهندسة عبير أنور العوضي رئيس المجلس الوطني للأمن السيبراني، وبحضورمسؤولين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، ونخبة من الخبراء وصنّاع القرار في مجال أمن المعلومات بالمنطقة.
وأعرب الأمين العام لاتحاد مصارف الكويت، أ.د. يعقوب السيد يوسف الرفاعي، خلال كلمته في المؤتمر، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الإقليمي المهم، مشيداً باهتمام القيادة الكويتية بأمن المعلومات وحماية البنية الرقمية في ظل التحديات المتسارعة، التي تواجهها المنطقة والعالم.
وأوضح الرفاعي أن القطاع المصرفي يُعد من أكثر القطاعات استهدافاً للهجمات الإلكترونية نظراً لطبيعة بياناته الحساسة، مؤكداً أن المصارف الكويتية أثبتت ريادتها في هذا المجال عبر استثمارات استراتيجية متقدمة، أسهمت في بناء منظومة أمنية متكاملة، تعتمد على أنظمة حماية حديثة وسياسات صارمة لإدارة المخاطر السيبرانية، إلى جانب توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات للكشف المبكر عن التهديدات، والاستجابة السريعة لها.
وأشار إلى أن اتحاد مصارف الكويت يعمل ضمن توجيهات، وبالتعاون الوثيق مع بنك الكويت المركزي، لتنفيذ خطط استراتيجية شاملة، تهدف إلى رفع مستوى الجاهزية، والتصدي الفعّال للتهديدات السيبرانية، من أبرزها منصة «أمان» الإلكترونية، التي تُعد مبادرة وطنية تجمع جهود القطاع المصرفي والجهات الرسمية، بما في ذلك وزارة الداخلية والنيابة العامة، للتصدي لمحاولات الاحتيال المالي وتعزيز ثقة العملاء.
كما استعرض الرفاعي جهود الاتحاد والبنوك الكويتية، في حملة «لنكن على دراية»، التي تُنفذ بتوجيهات من بنك الكويت المركزي، بهدف نشر الوعي المجتمعي بمخاطر الاحتيال المالي وأساليب الوقاية منه، تعزيزاً للحماية الرقمية في المجتمع.
واختتم الرفاعي كلمته بالتأكيد على أهمية هذا المؤتمر كمنصة لتبادل الخبرات واستكشاف الحلول المبتكرة، مجدداً التزام اتحاد مصارف الكويت، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، لبناء بيئة رقمية آمنة ومستقرة، تعزز الثقة في النظام المالي، وتدعم مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة في دولة الكويت والمنطقة.
الجلسات النقاشية
الجدير بالذكر أن الاتحاد شارك في جلستين نقاشيتين ضمن فعاليات المؤتمر، حيث كانت الاولى تحمل عنوان «تحديات الأمن السيبراني في الجرائم الإلكترونية»،
وشاركت فيها مجموعة من القيادات والخبراء في مجال مكافحة الاحتيال من البنوك الكويتية، وذلك بهدف تسليط الضوء على أبرز التحديات المتزايدة في مجال الاحتيال الإلكتروني، وسبل تطوير منظومة الحماية في القطاع المصرفي، ترأسها أحمد الزمامي، المدير التنفيذي لمخاطر الاحتيال في بيت التمويل الكويتي. وشارك في الجلسة كل من محمد الصرّاف مدير مكافحة الاحتيال في بنك الكويت الدولي (KIB)، وهنوف المسلماني المدير التنفيذي لإدارة عمليات البطاقات في بنك بوبيان، ونور الباقر مدير مراقبة الاحتيال واسترجاع المبالغ في بنك برقان، وحسين الصرّاف مدير أول البطاقات والتجّار في البنك التجاري الكويتي.
وتناول المتحدثون أحدث أساليب الاحتيال الإلكتروني والتحديات المرتبطة بها، إضافة إلى أهمية تعزيز التعاون بين البنوك، وتطوير أدوات الرصد والوقاية لمواجهة التهديدات المتنامية في المشهد السيبراني.
ومع تسارع التحوّل الرقمي في القطاع البنكي، تتزايد أساليب الاحتيال الإلكتروني، مستغلة القنوات الرقمية وتطبيقات الموبايل، مما يفرض على البنوك تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل السلوكي لرصد التهديدات مبكراً.
مثلث الاحتيال
تطرّقت الجلسة الاولى إلى الاحتيال الداخلي وآليات منعه والإبلاغ عنه، مع شرح تفصيلي لمفهوم مثلث الاحتيال، الذي يقوم على ثلاثة عناصر: الضغط، الفرصة، والتبرير، وأهمية الحدّ من هذه العوامل عبر رقابة داخلية فعّالة. وشدّد المتحدثون كذلك على أن التعاون بين البنوك المحلية ووزارة الداخلية بتوجيهات من بنك الكويت المركزي، وتبادل المعلومات بشكل آمن، يشكّل خط الدفاع المشترك في مواجهة المخاطر، في ظل ضرورة الموازنة بين الأنظمة الآلية والتقييم البشري لتعزيز فعالية مكافحة الاحتيال.
مستقبل رقمي أكثر أمناً
حملت الجلسة الثانية، التي شارك فيها اتحاد مصارف الكويت خلال فعاليات المؤتمر، حملت عنوان «تعزيز الأمن السيبراني في القطاع المالي والمصرفي». وهدفت الجلسة إلى رفع مستوى الوعي بالمشهد المتسارع للتحديات السيبرانية، مع التأكيد على أهمية تبنّي ممارسات التطوير الآمن، وتعزيز اليقظة في سلاسل التوريد، والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في مجالات استخبارات التهديدات.
ودعا المتحدثون المشاركون إلى ترسيخ مفهوم أن الأمن السيبراني مسؤولية مشتركة تتكامل في جميع مراحل التحول الرقمي. وترأس الجلسة السيد داوود بهبهاني، مساعد مدير عام إدارة أمن المعلومات والخصوصية ومكافحة الاحتيال في بنك الكويت الدولي (KIB)، وشارك فيها كل من: علي العنزي خبير هندسة أمن المعلومات في بنك الكويت الوطني، وخالد شيخ رئيس أمن المعلومات في إدارة المخاطر بالبنك الأهلي الكويتي، وناصر القديري مدير تنفيذي في إدارة المخاطر في بيت التمويل الكويتي.
واختُتمت المناقشات بالتأكيد على أن بناء مستقبل رقمي أكثر أمناً يبدأ بالوعي والتعاون، وتبنّي عقلية استباقية تجاه الأمن السيبراني.
