ارتفاع صفقات الدمج والاستحواذ بالمنطقة إلى 46 مليار دولار
(القبس)-02/06/2025
سجّلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أداءً قوياً في أسواق الدمج والاستحواذ خلال الربع الأول من عام 2025، بإجمالي 225 صفقة بلغت قيمتها 46 مليار دولار، وفقاً لتقرير صادر عن شركة «إرنست ويونغ» (EY). ويمثل هذا الرقم ارتفاعاً بنسبة %31 في عدد الصفقات و%66 في القيمة مقارنة بالربع الأول من عام 2024.
وشكّلت الصفقات العابرة للحدود المحرك الرئيسي لنشاط الدمج والاستحواذ في المنطقة، حيث سجلت 117 صفقة بقيمة 37.3 مليار دولار، أي ما يعادل %52 من إجمالي عدد الصفقات و%81 من القيمة الإجمالية، وهو أعلى مستوى لها خلال خمسة أعوام، مدفوعة برغبة الشركات في التوسع خارج أسواقها المحلية وتنويع مصادر دخلها.
وأوضح براد واتسون، رئيس قسم «EY-Parthenon» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن «المنطقة تواصل جذب نشاط قوي في مجال الدمج والاستحواذ بدعم من الإصلاحات التنظيمية وتغير السياسات، إلى جانب تحسّن التوقعات الاقتصادية وانخفاض أسعار الفائدة وتحسن ثقة المستثمرين».
وأشار إلى أن نمو الصفقات المحلية، التي مثّلت %48 من عدد الصفقات خلال الربع، يتماشى مع توقعات صندوق النقد الدولي لنمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بنسبة %3.6 هذا العام، مع توجه الشركات نحو التحول الرقمي والتكامل مع التقنيات الحديثة.
الإمارات تتصدر
حافظت الإمارات على صدارتها كأكبر دولة مستهدفة بالصفقات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بـ63 صفقة بلغت قيمتها 20.3 مليار دولار، تلتها الكويت بـ2.3 مليار دولار مدعومة بصفقتين كبيرتين في قطاعات المنتجات الصناعية والطاقة والمرافق.
من ناحية أخرى، كانت كندا الوجهة الأكبر للاستثمارات الخارجية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث القيمة (6.4 مليارات دولار)، في حين كانت الولايات المتحدة الأكثر جذباً من حيث عدد الصفقات.
الكيانات السيادية
واستمرت الصناديق السيادية مثل «جهاز أبوظبي للاستثمار» و«مبادلة» و«صندوق الاستثمارات العامة» في لعب دور محوري في الصفقات، بما يتماشى مع إستراتيجيات التنويع الاقتصادي الوطني.
وشهدت الصفقات المحلية نمواً بنسبة %20 في العدد، وقفزت قيمتها إلى 8.7 مليارات دولار مقارنة بـ1.69 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وقاد قطاع التكنولوجيا النشاط المحلي، بمساهمته بـ%37 من إجمالي القيمة و%27 من عدد الصفقات، في حين كانت صفقة استحواذ شركة «G42» في أبوظبي على %40 من «خزنة داتا سنترز» مقابل 2.2 مليار دولار هي الأضخم.
وتركّزت %83 من القيمة و%56 من عدد الصفقات المحلية في صفقات داخلية بين الإمارات والسعودية والكويت، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والصناعة والعقارات.
الاستثمارات الأجنبية تسجل قفزة
وارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة، حيث زاد عدد الصفقات الواردة بنسبة %21 وبلغت قيمتها 17.6 مليار دولار مقارنة بـ2.5 مليار فقط قبل عام.
واستحوذت الإمارات على %53 من عدد الصفقات و%99 من القيمة، فيما جاءت النمسا في صدارة الدول المستثمرة بفضل صفقة كبرى في قطاع الكيماويات.
وسجّلت صفقات الاستحواذ الخارجية ارتفاعاً بنسبة %63 في عدد الصفقات لتبلغ قيمتها 19.7 مليار دولار، مدفوعة باستثمارات من الإمارات والسعودية اللتين مثلتا معاً %77 من عدد الصفقات و%94 من قيمتها.
وكانت أبرز القطاعات من حيث القيمة هي الكيماويات والنفط والغاز، بينما تركز العدد الأكبر من الصفقات في التكنولوجيا والصناعات والخدمات المهنية.
وشملت أبرز الصفقات الخارجية استحواذ «أدنوك» الإماراتية و«OMV» النمساوية على شركة «نوفا كيميكالز» الكندية مقابل 6.3 مليارات دولار، من خلال كيان جديد يحمل اسم «Borouge International Group».
توقعات مستقبلية متفائلة
قال أنيل مينون، رئيس قسم الدمج والاستحواذ وأسواق رأس المال في EY، إن السوق أظهر مرونة رغم الضبابية المحيطة بتأثير السياسات النقدية والمفاوضات التجارية، متوقعاً نشاطاً متزايداً في قطاعات المستهلكين والتكنولوجيا والطاقة.
وأضاف: «مع التوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولات جوهرية في القيم السوقية، من المرجح أن تشهد التكنولوجيا استثمارات ضخمة خلال الفترة المقبلة».