اقتصادات الخليج قد تستفيد من حروب ترامب التجارية.. مرحلياً
(القبس)-05/02/2025
أشار محللون الى أن اقتصادات الخليج قد تستفيد مرحلياً من الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كندا والمكسيك والاتحاد الاوروبي، الا انهم حذروا من ان دول الخليج قد تواجه مخاطر في الأمد البعيد بسبب انخفاض اسعار النفط ووضع ضرائب جمركية على الصادرات غير النفطية وارتفاع اسعار الفائدة.
وقال تقرير لموقع «أرابيان غلف بزنس إنسايت»: رغم أن ترامب أرجأ فرض الضرائب الجمركية على كندا والمكسيك في اللحظات الاخيرة يوم الاثنين الماضي، الا ان حالة عدم اليقين لا تزال قائمة خصوصا اسعار النفط التي تذبذبت أمس.
ونقل عن نادر حبيبي استاذ قسم الشرق الاوسط في جامعة «برانديز» الأمريكية في ولاية ماساتشوستس: ان حالة عدم اليقين الاقتصادي تتجاوز سلوكيات ترامب غير المتوقعة، والاقتصاد العالمي يتحرك نحو خطر الحروب التجارية، ويزيد ذلك من خطر الركود العالمي في الأمد القريب.
واضاف: وكما رأينا في الماضي فإن فترات ركود الاقتصاد العالمي تميل الى إحداث تأثيرات سلبية على اقتصادات الخليجية، لأن اسعار النفط قد تنخفض. وقد تنشأ في الأمد القريب، فرص كبيرة لمصدري النفط الخليجيين لاسغلال تأثير الضرائب الجمركية الأميركية على كندا مثلا.
وتابع حبيبي: اذا كانت امريكا تريد حقاً استخدام هذه الضرائب لحماية صناعاتها المحلية فقد تلجأ الى هذا السلاح على نطاق واسع عالميا، وبالتالي فان التأثير الايجابي على دول الخليج من زيادة صادراتها سيكون معتدلاً. وكان البيت الأبيض قال ان الضرائب الجمركية على واردات كندا من النفط والغاز الطبيعي التي تشكل أكبر حصة من واردات الطاقة الأمريكية ستكون %10.
ارتفاع الأسعار
من جهته، رأى جاستن ألكسندر مدير معهد الخليج للاستشارات، إن هذه الضرائب الجمركية قد تدفع اسعار النفط العالمية الى الارتفاع في الامد القريب، وتخلق فرصة كبيرة لدول الخليج لتعظيم ايراداتها.
واوضح الموقع أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية قد تستفيد من ارتفاع اسعار المواد الكيماوية، في حين قد تستفيد البحرين والامارات من تصدير الالمنيوم الى الولايات المتحدة.
وقال تيم كالين، الاستاذ الزائر في معهد دول الخليج في واشنطن: هناك فرصة لدول الخليج من فرض الضرائب الجمركية الأمريكية على دول معينة، لأنها ترفع تكاليف المصدرين الاخرين الذين يوردون الى الاسواق الامريكية.
واضاف: وتعد كندا مورّداً كبيراً للمواد الكيماوية لأمريكا، لذا قد يكون هذا السبب الأكثر تشجيعا لدول خليجية لاستبدال الواردات الكندية بالخليجية.
تأثيرات متوقعة
ولفت تقرير «أرابيان غلف بزنس إنسايت» الى انه من المؤكد ان قطاع السيارات سيتأثر أيضا بفرض أي ضرائب جمركية أمريكية على كندا والمكسيك، حيث ترتبط الدول الثلاث في سلاسل توريد متشابكة في أميركا الشمالية.
وقال: ان التحدي الأكبر الذي يواجه الاقتصادات العربية، خصوصا تلك المرتبطة عملاتها بالدولار الأمريكي، يتمثل بأسعار الفائدة المستدامة. وفي حال ادت الضرائب الجمركية المفروضة من ترامب الى ارتفاع التضخم محليا، فقد يمنع ذلك البنك الفدرالي من خفض اسعار الفائدة او حتى إجباره على رفعها، ما قد ينعكس على دول الخليج والاردن التي جميعها تربط عملاتها بالعملة الامريكية.
وقال جيمس سوانتسون، الخبير الاقتصادي في «كابيتال ايكونومكس»: في حال بقيت أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول فقد يؤدي ذلك الى هبوط الطلب على الائتمان في دول الخليج، ما قد يثقل كاهل النمو الاقتصادي، كما قد يؤثر سلباً على آمالها في التنويع الاقتصادات الخليجية.