اقتصاد الإمارات يتخطى توقعات النمو في 2025
(البيان)-03/03/2025
تصاحب اقتصاد الإمارات توقعات إيجابية واسعة من المستثمرين والشركات والمؤسسات المالية بتحقيق نتائج قوية ومعدل نمو مرتفع خلال العام الجاري قد تتخطى ما حققه الاقتصاد من معدلات إيجابية خلال عام 2024، ويتجاوز معدلات النمو المخططة لعام 2025.
وأوضح استبيان لآراء شريحة مختلفة من البنوك والشركات الاستثمارية الأجنبية التي تدير أنشطة ووحدات لها بالسوق المحلي بأن الاقتصاد المحلي يتمتع بالعديد من العوامل الداعمة للنمو تتعدد ما بين الملاءة والفوائض المالية، وتنويع القطاعات والتشريعات المتطورة إلى جانب الزخم السوقي الواضح والطلب والإنفاق من قبل المستهلكين.
وتعزز توقعات النمو من أداء الشركات ويزيد من نيتها نحو خطط توسيع أنشطتها، وطرح المزيد من الاستثمارات أو الحلول والخدمات في السوق المحلية للاستفادة من الطلب المتوقع وارتفاع معدلات الإنفاق المحلي.
وبشكل عام أجمعت 100% من الآراء بأن اقتصاد الإمارات الوطني سيواصل مسيرة النمو التي يمر بها على مدار السنوات السابقة بشكل قوى وتنافسي خلال العام الجاري.
وتوقع 50% بأن معدل نمو الاقتصاد خلال العام الجاري سوف يكون أكبر من معدل النمو الذي حققه الاقتصاد الوطني خلال العام الماضي، بينما أشار 40% منها إلى أن معدل النمو مستمر، ولكن بنفس المعدل خلال العام الجاري، فيما توقع 10% بأن معدل النمو قد يتباطأ نسبياً في 2025.
تنويع الاقتصاد
وكان تنوع أنشطة الاقتصاد العامل الأكبر وراء ترجيح توقعات النمو بحوالي 40% من الآراء تلتها الملاءة والفوائض المالية بحوالي 30% من الآراء، بينما رأى حوالي 20% منها أيضاً أهمية قوانين الاستثمار، فيما كانت سهولة ممارسة الأعمال أهم العوامل الداعمة للنمو الاقتصادي في الإمارات وفق حوالي 5% من الآراء، بينما قال 5% آخرون بأن توسع شريحة المستهلكين سيوسع الأعمال وحجم السوق وبالتالي نمو الاقتصاد بشكل مباشر.
ورأت النسبة الأكبر بحوالي 70% من الآراء باستمرارية مساهمة الأنشطة غير النفطية في اقتصاد الدولة بنفس المعدل خلال العام الجاري، فيما رأى حوالي 20% بنمو حصتها في الناتج، ولكن بمعدل طفيف، بينما رأى 10% من الآراء بأن المساهمة قد تكون أقل من حصة 2024.
وتوقع 60% من الآراء بأن يكون تدفق الاستثمار الأجنبي الجديد بأكبر من معدل تدفقه العام الماضي، بينما رأت حوالي 30% باستمرارية تدفق الاستثمار ولكن بمعدل مماثل للعام الماضي، وتوقع الباقون استقراره نسبياً عن 2024.
وأيضاً رجح 60% من الآراء ارتفاع الإنفاق المحلي في السوق سواء من قطاع الأعمال أو الأفراد على السلع والخدمات، بما يعزز فرص توسع الشركات المحلية والإقليمية والدولية ودخول شركات جديدة للاستفادة من ارتفاع الطلب وزخم الإنفاق، بينما رأى حوالي 30% بأن حجم الإنفاق سيكون ثابتاً خلال العام الجاري، وقال 10% بانخفاض الإنفاق السوقي على مدار العام.
أداء الشركات
وتحدث حوالي 50% منهم عن تحقيق شركته لأداء قوي خلال 2024، بينما قال حوالي 30% إن الأداء كان ضمن المخطط وحدد 20% أن أداءهم تباطأ نسبياً، وأكد أكثر من 80% أنهم يخططون لزيادة أعمالهم خلال العام، فيما توقع 10% من الآراء بثبات حجم أعمالهم وفق ظروف السوق، بينما رأى الآخرون أنهم قد يقلصونها نسبياً.
وكان طرح الحلول والخدمات بشكل أكثر هو النمط الأكثر ترجيحاً وفق 40% من توجهات الرغبة في توسيع حجم الأعمال، بينما قال 30% من الآراء بنيتهم لطرح استثمارات إضافية ضمن محافظهم، ورأى 30% بأنه قد يزيد من حركة التوظيف.
إمكانيات ضخمة
وأكد سام إيفرينجتون، الرئيس التنفيذي في «Engine by Starling»، وجود إمكانات نمو اقتصادي كبيرة في الإمارات خلال عام 2025، مدفوعة بسياسات التنمية الحكومية والموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد والمستوى العالي من التبني الرقمي.
وقال: «تعد الإمارات وجهة مثالية لممارسة الأعمال التجارية مع مرونة وديناميكية الاقتصاد والتسارع في تنفيذ المشاريع والخطط الاقتصادية، وهناك انفتاح على تبني حلول الخدمات المصرفية الرقمية المبتكرة وشهية واضحة من البنوك ذات التفكير المستقبلي للشراكة مع مقدمي التكنولوجيا ذوي الخبرة، بما يدعم رؤية الإمارات لتصبح رائدة عالمية في التكنولوجيا المالية».
توقعات إيجابية
أما داميان هيتشن، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي في «ساكسو بنك» فقد رأى بأن التوقعات الخاصة باقتصاد الإمارات إيجابية وقوية للغاية في عام 2025، حيث سيتجاوز معدله خلال العام الماضي، وأشار إلى تحرر نسبي من دور النفط وارتفاع حصة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي خلال العام الجاري.
وحدد ترتيب العوامل التي سيستند إليها نمو اقتصاد الإمارات متصدرها نجاعة القوانين مع تطوير واضح بتشريعاتها وقوانينها خلال السنوات الماضية، والتي عززت بشكل مباشر الاستثمارات في البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا جذب الاستثمارات والمؤسسات العملاقة للعمل في السوق المحلي عبر القطاعات الاستثمارية المتطورة.
توقعات تنافسية
كذلك توقع محمد عبدالملك، رئيس الشرق الأوسط في شركة إدارة الاستثمارات العالمية «PGIM» أن توقعات النمو في اقتصاد الإمارات ستكون تنافسية خلال 2025، مما يعزز من جاذبية السوق الإماراتي، ويضاعف فرص نمو استثمارات الأصول سواء من الصناديق أو المستثمرين والقطاع الخاص.
وكانت القوة والملاءة المالية تليها التشريعات التي عززت من انتقال واستقطاب الثروات في مقدمة العوامل المساندة لتوقعات استمرارية معدلات النمو الاقتصادي بالإمارات، مشيراً إلى مواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين بشأن زيادة الاستثمارات عبر الاستدامة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية.
وجهة جاذبة
قال سكوت ثيل، الرئيس التنفيذي في «توكين فيست»: إن الإمارات تعد الأولى عالمياً في احتضان وجذب الشركات الناشئة». مؤكداً أن رؤيتهم تقديم المزيد من المنتجات الاستثمارية المرغوبة إلى السوق وجعلها متاحة بطريقة أرخص وأسهل. وأكد تركيزهم على إصدار حصص جزئية في الصناديق والعقارات والسلع، حيث تحتوي هذه القطاعات على بعض الأصول الأكثر شهرة، كما أن قيمتها العالية تجعلها مثالية لضخ مزيد من الاستثمارات، مما يفتح الفرص أمام مجموعة أوسع بكثير من المستثمرين.
صدارة دولية
بدوره أشار محمد فيروز، الرئيس الإقليمي بالشرق الأوسط «ستاندرد تشارترد فينتشرز» إلى جاذبية الإمارات بشكل واضح كوجهة إقليمية للاستثمار، وهو ما يعزز الخطط بضخ المزيد من الاستثمارات في السوق الإماراتي.
وأضاف بأن السوق الإماراتي بالفعل يأتي في صدارة الأسواق الدولية التي تعمل بها استثمارات الشركة، ومؤهلة لأن تستحوذ على حصة أكثر من النصف من المحفظة الاستثمارية لها خلال 2025 و2026.