البنوك تتجه نحو «القروض الإسكانية» غير المدعومة في السعودية .. و 4 أسباب وراء النمو القوي لـ «التمويل الرقمي»
(الإقتصادية)-22/03/2024
باتت أبرز فرص النمو الائتماني الحديثة في 2024 متركزة بشكل رئيس بين الجهات التمويلية التقليدية، التي تتجه نحو القروض الإسكانية غير المدعومة، وشركات الفنتك التمويلية التي تدعم مشتريات الأفراد من الكماليات، وذلك وفقا لتقرير لوحدة التحليل المالي في صحيفة “الاقتصادية”.
سببان يقودان البنوك وشركات التمويل العقارية للتركيز على رفع أحجام “القروض الإسكانية” غير المدعومة (حكوميا) بسعر فائدة منخفض. الأول، كون هذه القروض يتم تسعيرها بزيادة 0.50 % ( 50 نقطة أساس) عن نظيرتها المدعومة حكوميا، وتقود جهات التمويل لتحقيق ربحية أعلى، حيث أن النطاق المتوسط للفوائد على “القروض الإسكانية” غير المدعومة يراوح بين 6.70% إلى 6.90% في 2023.
أما السبب الثاني فيرجع إلى تباطؤ نمو القروض العقارية المقدمة للأفراد (التي يغلب عليها كونها مدعومة حكوميا) خلال 2023، لتصبح وتيرة النمو تلك الأدنى منذ 6 سنوات.
وبحسب “بلومبرغ”، فإن القروض الإسكانية للأفراد تشكل 24% من إجمالي محفظة الإقراض للمصارف المحلية مقارنة بـ 44% عن نظيرتها من المصارف الأوروبية في 2023.
تمويل مشتريات الأفراد
يُعدّ قطاع الفنتك المتخصص بتمويل مشتريات الأفراد الاستهلاكية أحد آفاق النمو الائتمانية القوية التي تتركز عليها الأنظار في 2024.
ويرجع سبب ذلك لوجود مساحة نمو ضخمة في أعداد الأفراد من سكان السعودية الذين يتوقع لهم الانضمام لتطبيقات “اشتر الآن وادفع لاحقا”، ولا سيما أن كبرى شركات “الشراء الآن والدفع لاحقا” قد قامت في ديسمبر 2023 بإلغاء رسوم التأخير عن عملائهما في السعودية، الأمر الذي سيقود إلى جذب فئة جديدة من الأفراد التي كانت تتحفظ في السابق عن الاستعانة بتلك التطبيقات بسبب ما كان يعرف برسوم التأخير التي قد لا يراها البعض متوافقة مع أحكام المالية الإسلامية.
تظهر توقعات وحدة التحليل المالي في صحيفة “الاقتصادية” أن أكثر من 50% من سكان السعودية لم يسجلوا في تلك التطبيقات حتى الآن، رغم سماعهم عنها.
يذكر أن 31% من سكان السعودية قد سجلوا في تطبيقات “اشتر الآن وادفع لاحقا” وذلك بنهاية 2022 (يعادل ذلك ما يقارب من 10 مليون عميل تجزئة مسجل لدى تلك التطبيقات عن الفترة نفسها).
في السياق ذاته، هناك 4 أسباب وراء النمو القوي لـ”التمويل الرقمي” في السعودية، أولها: تطور البنية التحتية الرقمية (الخاصة بتأكيد الهوية الشخصية الرقمية وتوفر البيانات التاريخية الائتمانية للعملاء). وثانيها: توجه معظم غير السعوديين نحو قنوات تحويل الأموال الرقمية ذات الرسوم المنخفضة. وثالثها: توسع استخدام أكثر من 90% من السكان للهواتف الذكية. ورابعها: اتساع قبول “التمويل الرقمي” بين الشباب.
أشارت بيانات مذكرة بحثية لـ”جي بي مورجان” إلى أن حجم الائتمان المقدم من شركات “اشتر الآن وادفع لاحقا” إلى عملائها (من تجار التجزئة في السعودية) قد بلغ 4.3 مليار ريال (أي أن تجار التجزئة استفادوا من ميزة الحصول على “المدفوعات” بالكامل مقدما من دون أي مخاطر) وذلك بنهاية 2022.
وشركات “اشتر الآن وادفع لاحقا” لديها ما بين 26 ألفا إلى 30 ألفا من تجار التجزئة والعلامات التجارية الذين ربطوا متاجرهم بتلك المنصات في السعودية. ومع هذه الشركات يستطيع العميل تقسيم مبلغ شراء السلعة على 4 دفعات مالية أو أكثر (خالية من أي دفعات فائدة) خلال فترة زمنية معينة.