الراجحي: إضافة 700 ألف وظيفة للسعوديين بالقطاع الخاص خلال 2024
(العربية)-30/01/2025
انطلقت اليوم الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض أعمال النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لأسواق العمل، بحضور وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودي أحمد الراجحي، إلى جانب مشاركين من أكثر من 100 دولة، من بينهم قادة حكومات، خبراء، مبتكرون، وصناع سياسات.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الراجحي، أن المؤتمر يمثل منصة دولية لمناقشة التحديات التي تواجه أسواق العمل عالميًا، مشيرًا إلى التحولات الكبيرة التي يشهدها سوق العمل في ظل التطورات التقنية المستمرة، والتغيرات الديموغرافية، وتحديات نقص العمالة الماهرة. وأضاف أن هذه التغيرات تتطلب خطوات استباقية لضمان أسواق عمل مستدامة ومواكبة للتحولات المستقبلية.
وأكد الراجحي أن المملكة العربية السعودية تتخذ خطوات ريادية لدعم القوى العاملة وتمكينها وفقًا لرؤية 2030، مشيرا إلى أن القوى العاملة في القطاع الخاص قد بلغت 12 مليون عامل، وارتفع عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص من 1.7 مليون إلى 2.4 مليون بحلول عام 2024، مما أضاف 700 ألف وظيفة جديدة للمواطنين.
كما انخفض معدل البطالة إلى 3.7% في نهاية الربع الاخير من 2024، مقارنة بـ 5.7% في عام 2020، وارتفعت مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 36%، متجاوزة المستهدفات المحددة ضمن الرؤية.
وأشار الوزير إلى أن المملكة تعمل على تمكين الشباب عبر برامج تدريبية متطورة ومبتكرة وزيادة مشاركتهم في المناصب القيادية، حيث تم تدريب أكثر من 83 ألف سعودي في مختلف القطاعات خلال 2024. كما تسعى المملكة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص تعزز النمو الاقتصادي.
إطلاق أكاديمية متخصصة وتقرير عن مستقبل سوق العمل
وأعلن الراجحي عن إطلاق أكاديمية متخصصة في الرياض، تهدف إلى تطوير مهارات القوى العاملة وتعزيز الابتكار في سياسات سوق العمل، مؤكدًا أن هذه الأكاديمية ستوفر أدوات حديثة لتمكين القادة وصناع القرار من مواكبة التطورات في سوق العمل العالمي.
كما تم خلال المؤتمر الكشف عن تقرير “مستقبل سوق العمل”، الذي يتناول تحليلات شاملة حول اتجاهات سوق العمل الحالية والمستقبلية، ويقدم توصيات عملية لسد الفجوات بين المهارات المطلوبة واحتياجات السوق.
وأوضح الوزير أن المؤتمر يأتي في إطار جهود المملكة العربية السعودية للمساهمة في تشكيل مستقبل العمل عالميًا، من خلال التعاون مع مراكز الأبحاث والمؤسسات الفكرية، مشيرًا إلى أن النسخة الأولى من المؤتمر تناولت موضوعات مهمة، مثل أثر التقنيات الرقمية على الإنتاجية والأجور، ودور القوى العاملة في دعم الاقتصادات المختلفة. وأكد أن المؤتمر الحالي يهدف إلى تعميق النقاش حول تحديات سوق العمل الحديثة، واستكشاف حلول مبتكرة لمواجهتها.
تحديات عالمية تواجه سوق العمل
وأشار الراجحي إلى التحديات الكبرى التي تواجه سوق العمل العالمي، حيث يعاني 67 مليون شاب في الفئة العمرية بين 15 و24 عامًا من البطالة، دون الحصول على فرصة عمل أو تدريب. كما تواجه 40% من الشركات صعوبات في العثور على عمالة ماهرة تتناسب مع احتياجاتها. ووفقًا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بلغ متوسط معدل البطالة بين الشباب عالميًا 11.3% في الربع الثالث من عام 2024، فيما وصل إلى 24% في بعض الدول الأعضاء.
وشدد الراجحي على أن هذه التحديات تتطلب حلولًا مبتكرة لتحويلها إلى فرص، مستعرضًا بعض النماذج الدولية الناجحة، مثل: “النموذج الألماني” في التدريب المهني المزدوج، الذي يجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي، مما ساهم في خفض معدلات البطالة بين الشباب. أشار إلى برنامج المهارات المستقبلية في سنغافورة، الذي يوفر فرصًا للتعلم المستمر، مما يساعد الأفراد على الحفاظ على تنافسيتهم في سوق العمل، بالإضافة إلى برنامج آخر في كينيا يركز على تدريب الشباب على الوظائف الرقمية، مما يفتح لهم فرصًا جديدة في الاقتصاد الرقمي.
وفي ختام كلمته، عبر الراجحي عن فخر المملكة باستضافة هذا المؤتمر، موجهًا شكره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على دعمهما المستمر ورؤيتهما الحكيمة التي أسهمت في تحقيق نمو اقتصادي شامل.
وأكد أن المؤتمر يمثل فرصة لتعزيز التعاون الدولي في إعادة تشكيل أسواق العمل العالمية، معربًا عن تطلعه إلى نتائج مثمرة تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة لسوق العمل العالمي.