الشرق الأوسط يتنافس على جذب المغتربين الأثرياء.. وأداة الجذب “التأشيرات الذهبية”
(سي ان بي سي)-02/09/2025
تشتد المنافسة لجذب رأس المال الأجنبي والمواهب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، مع كشف دول الخليج عن برامج الإقامة طويلة الأمد، المعروفة باسم التأشيرات الذهبية.
أصبحت عُمان أحدث دولة خليجية تنضم إلى هذا التوجه يوم الأحد، حيث أطلقت برنامج “الإقامة الذهبية” لمدة عشر سنوات للأجانب الذين يستثمرون 200 ألف ريال عُماني، أي ما يعادل حوالي 520 ألف دولار أميركي، في العقارات أو السندات أو الشركات أو المشاريع التي تُوفر فرص عمل، وفق تقرير نشرته بزنس إنسايدر.
يشمل العرض إقامة تلقائية لأفراد العائلة من الدرجة الأولى، ووصولاً سريعاً إلى المطار، وحق امتلاك العقارات خارج المناطق السياحية المحددة.
تتماشى هذه الخطوة مع رؤية عُمان 2040 – وهي خطة تنويع اقتصادي مشابهة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي نوقشت كثيراً – والمصممة لفصل المالية العامة عن النفط وتحفيز قطاعات الزراعة والتصنيع والسياحة والخدمات اللوجستية.
في جميع أنحاء الخليج، يُثقل انخفاض أسعار النفط العالمية كاهل الميزانيات الحكومية ويُسرّع جهود التنويع.
في يوليو، توقع خبراء اقتصاديون في بنك بي إن بي باريبا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت حوالي 65 دولاراً للبرميل في 2025-2026، بانخفاض عن حوالي 80 دولاراً في 2024، مما يجعل بعض اقتصادات المنطقة المعتمدة على عائدات النفط أكثر عرضة للمخاطر.
كيف تتفوق عُمان على منافسيها الإقليميين والعالميين؟
يندرج مشروع الإقامة الذهبية في عُمان بشكل جيد ضمن هذا السياق الأوسع، بحسب بزنس إنسايدر.
في المقابل، تُتيح التأشيرة الذهبية في الإمارات العربية المتحدة أيضاً إقامةً لمدة عشر سنوات، بحدود دخول تتراوح عادةً بين 545.000 دولار أميركي للاستثمارات العقارية.
يمكن الحصول على الإقامة المميزة في المملكة العربية السعودية من خلال دفعة لمرة واحدة تبلغ حوالي 213.000 دولار أميركي، أو من خلال تصاريح سنوية قابلة للتجديد بتكلفة حوالي 26.700 دولار أميركي سنوياً.
تبدأ مسارات الاستثمار والعقارات الإضافية من 1.07 مليون دولار أميركي و1.86 مليون دولار أميركي على التوالي.
تمنح قطر تصاريح إقامة طويلة الأمد للأجانب الذين يستثمرون ما لا يقل عن 200 ألف دولار أميركي في العقارات، وترتفع إلى حوالي مليون دولار أميركي للحصول على امتيازات الإقامة الدائمة.
البحرين، بدورها، أطلقت برنامج الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات في عام 2022 لمشتري العقارات الذين يستثمرون ما لا يقل عن 530 ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى المهنيين ذوي الدخل المرتفع والمتقاعدين.
في الوقت نفسه، في أوروبا، استبدلت البرتغال مؤخراً خيارها العقاري باستثمار في صندوق استثماري لا يقل عن 585 ألف دولار أميركي.
في المقابل، تشترط التأشيرة الذهبية في اليونان استثماراً عقارياً لا يقل عن 937 ألف دولار أميركي في مواقع محددة ذات طلب مرتفع، مما يضع برنامج الإقامة الذهبية في عُمان، الذي تبلغ قيمته 520 ألف دولار أميركي، في منتصف القائمة العالمية من حيث سعر الدخول.
بدأت التأشيرات الذهبية تُحقق نتائج بالفعل في الشرق الأوسط. وبحسب تقرير هنلي لهجرة الثروات الخاصة لعام 2025، من المتوقع أن تجذب دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 9800 مليونير هذا العام، وهو أكبر تدفق عالمي، وذلك بفضل إطار الإقامة والنظام الضريبي والاستقرار السياسي.
مقابل هذه الاستراتيجيات لجذب المستثمرين ومنحهم الإقامة، اقترح الرئيس دونالد ترامب تأشيرة “البطاقة الذهبية” بقيمة 5 ملايين دولار، والتي تمنح امتيازات البطاقة الخضراء “الغرين كارد” ومساراً للحصول على الجنسية الأميركية.
ويتساءل المحللون عما إذا كان حتى الأثرياء سيدفعون هذه الرسوم الباهظة مباشرةً، خاصةً وأن البرامج المنافسة في الخليج وأوروبا لا تكلف سوى جزء ضئيل من هذا المبلغ، وغالباً ما تسمح باستثمار الأموال بدلًا من تسليمها كرسوم.