تحدي ماستركارد للشمول المالي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة: خطوة ريادية نحو تعزيز الشمول المالي في البحرين وخارجها
(اخبار الخليج)-06/08/2024
في وقت تسابق فيه المنظمات الدولية والحكومات والشركات في شتى أرجاء العالم الزمن من أجل حشد القوى ودفع جهود الاستدامة على كافة الأصعدة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في الموعد المحدد، حيث لا يزال أمامنا ستة أعوام فقط، من الواضح بأن هناك توجهًا قويًا من الشركات لتسخير كامل قوتها من أجل تحقيق هذه المهمة الصعبة، إدراكًا منها لأهمية مضافرة الجهود والعمل الجماعي.
الشمول المالي أداة قوية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة
ومن بين هذه الشركات، تبرز عملاقة التكنولوجيا ماستركارد، التي تكرس نفسها لدعم أهداف التنمية المستدامة بما يتماشى مع مبادئها المتمثلة في تحقيق النجاح من خلال فعل الخير. وتعمل الشركة على توظيف أصولها التجارية لخدمة الإنسان والحفاظ على الكوكب، ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام على مستوى العالم.
ولربما كان الشمول المالي أحد الأدوات القوية التي تدعم تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، إذ يتيح للأفراد والشركات الصغيرة إمكانية الوصول للخدمات والموارد التي تحتاج إليها، والمشاركة في الاقتصاد الرسمي، والمساهمة بشكل إيجابي في التنمية المستدامة. وإدراكًا منها للإمكانات الهائلة للشمول المالي، تعهدت ماستركارد بضم مليار شخص و50 مليون شركة صغيرة ومتوسطة من حول العالم بالاقتصاد الرقمي بحلول العام 2025، وهي تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف.
والشمول المالي هو عملية توفير الوصول إلى مجموعة متنوعة من الخدمات والمنتجات المالية للأفراد والشركات بطريقة ميسرة وفعالة، مع التركيز بشكل خاص على الفئات المحرومة والمهمشة في المجتمع. يتضمن ذلك إتاحة الحسابات المصرفية، والقروض، والتأمين، وخدمات الدفع، وغيرها من الأدوات المالية التي تساعد على تحسين الاستقرار المالي وزيادة الفرص الاقتصادية. ويعد الشمول المالي أمرًا حيويًا للتنمية المستدامة، حيث يسهم في تقليل الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي. علاوة على ذلك، يسهم الشمول المالي في تمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة عن طريق توفير التمويل اللازم لنموها وازدهارها. وتلعب التكنولوجيا الرقمية دورًا مهمًا في التغلب على هذه التحديات من خلال تقديم حلول مالية مبتكرة مثل الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول والمحافظ الإلكترونية. فضلًا عن ذلك، فإن تحقيق الشمول المالي يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومات، والمؤسسات المالية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، لضمان توفير بيئة مواتية وداعمة تعزز من الوصول إلى الخدمات المالية للجميع.
ولغاية اليوم، نجحت الشركة في ربط ما يزيد عن 48 مليون شركة صغيرة بالخدمات المالية والأدوات وغيرها من الموارد اللازمة، لدعم نموها وجعلها أكثر قدرة على التعامل مع التحديات. كما ساهمت الشركة بتزويد 1650 منظمة ذات تأثير اجتماعي بأدوات البيانات الضرورية لتعزيز قدرتها على تحقيق عوائد منصفة باستخدام علوم البيانات.
دفع عجلة التحول الرقمي في البحرين
تعد البحرين واحدة من الأسواق الرئيسية لشركة ماستركارد، فهي أحد أكثر البلدان حيوية وابتكارًا في المنطقة. وتعمل الشركة جنبًا إلى جنب مع شركائها في المنظومة المالية في البلاد، من أجل المساعدة في دفع عجلة التحول الرقمي، بما يتماشى مع رؤيتها الاقتصادية الطموحة للعام 2030. وفي سياق هذه الجهود، عقدت ماستركارد شراكة مع شبكة البحرين الإلكترونية للمعاملات المالية “بنفت” في وقت سابق من العام الحالي، من أجل استكشاف فرص التعاون المشترك لتعزيز الابتكار والشمول المالي في شبكة المدفوعات الوطنية في المملكة. وسيعمل الطرفان على تطوير حلول دفع رقمية مبتكرة ومدعومة بالتقنيات المتقدمة، لتلبية الاحتياجات سريعة التطور للمستهلكين والشركات، وبما يدعم جهود مصرف البحرين المركزي لدفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي في البلاد.
كما عقدت ماستركارد شراكة مع stc pay لإحداث نقلة نوعية في مجال الدفع الرقمي، من خلال توفير خدمات المعاملات المالية وعمليات الدفع الرقمية على نحو سلس وآمن وفعال. فضلًا عن طرح أحدث الخدمات والحلول التي تلبي احتياجات العملاء المتطورة في عالم رقمي آخذ بالتوسع بوتيرة متسارعة.
من جهة ثانية، تعاونت ماستركارد مع معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية BIBF، المؤسسة الوطنية الرائدة للتدريب والتطوير المصرفي والمالي في المنطقة، بهدف تعزيز الشمول المالي في البحرين والمنطقة، حيث سيعمل المعهد مع أكاديمية ماستركارد، المزود الرائد لحلول التدريب ذات المستوى العالمي في مجال المدفوعات، لتصميم دورات تعليمية رقمية وتقليدية مخصصة وقابلة للتطوير، لرفع مستويات مشاركة المجتمع البحريني من خلال توظيف موارد وأصول ماستركارد والاستفادة من شراكاتها، مع التركيز على فئة الطلاب ورواد الأعمال.
تسخير طاقة الابتكار عند الشباب
إن رعاية الكفاءات المحلية وتحفيز الابتكار هي أحد الأهداف الطموحة لشركة ماستركارد في البحرين، وتمتلك البلاد المقومات المواتية لتحقيق هذه الأهداف، إذ يشكل الشباب المتمرسين في مجال التكنولوجيا، ممن يبلغ متوسط أعمارهم 33.4 عامًا، شريحة كبيرة من السكان.
وفي إنجاز جديد يضاف لجهودها المستمرة، كشفت ماستركارد مؤخرًا عن إطلاق تحدي ماستركارد للشمول المالي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة تحت شعار “الحلول من أجل المستقبل”، وذلك بالتعاون وزارة التنمية المستدامة في البحرين. تقام المسابقة بالشراكة مع شركة بنفت، وصندوق العمل (تمكين) وستارت أب البحرين. وتدعو طلاب الجامعات في مملكة البحرين إلى طرح أفكار وحلول مبتكرة لتسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، والتركيز على الشمول المالي كعنصر رئيسي للتمكين. وتهدف المسابقة إلى إذكاء روح الإبداع والاستفادة من مواهب طلاب الجامعات في البحرين وذلك إدراكًا للدور البارز الذي يلعبه الشباب في تحفيز الابتكار للتغلب على تحديات المصاحبة لتنفيذ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17.
وتشمل الجوائز فرصة الانضمام إلى أكاديمية ماستركارد لمدة عام، وزيارة المقر الرئيسي لماستركارد أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا في دبي، والالتحاق ببرنامج تدريبي مدفوع لدى شركة بنفت لتطوير الحلول التي قدموها، فضلاً عن الاستفادة من الخبرات التقنية، وبرامج الإرشاد، والتدريب من ماستركارد وبنفت، والاستفادة من موارد مختارة من “ستارت أب بحرين” والتواصل مع عدد من شركائها. ومن المقرر عرض الحلّ الناجح على هامش فعاليات مؤتمر “مستقبل التكنولوجيا المالية 2024” Bahrain Fintech Forward، المزمع عقده خلال شهر أكتوبر المقبل.
وصرّح آدم جونز، الرئيس الإقليمي لغرب المنطقة العربية لدى ماستركارد: “نحن حريصون على تسخير قوة شبكتنا العالمية لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ونعتقد بأن تعزيز الشمول المالي هو جزء مهم من هذه الجهود. يسعدنا أن نتعاون مع شركائنا المرموقين في البحرين، لإطلاق تحدي ماستركارد، الذي يهدف لتمكين الشباب من توظيف إمكاناتهم الكبيرة في مجال الابتكار من أجل طرح حلول جديدة لبعض من أكثر المشكلات إلحاحًا في عالمنا”.
تعد مسابقة تحدي ماستركارد فرصة للشباب في مملكة البحرين لتطوير الأفكار والحلول المبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتعرف على التحديات الحقيقية التي تواجه تحقيق هذه الأهداف من منظور متعدد التخصصات بما يشمل التعليم، والرعاية الصحية، والمناخ، والبيئة، والسياحة، والأعمال وغيرها من مجالات، وهي خطوة أخرى مهمة في مسيرة الشركة نحو تمكين الشباب في المنطقة والعالم من المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل أكثر مرونة وإشراقًا لنا جميعًا.