تحذير أممي: أزمة الغذاء في سوريا مستمرّة
(سي ان بي سي)-07/04/2025
مع توقعات بإنتاج حبوب دون المتوسط، وتصاعد معدل انعدام الأمن الغذائي، حذّرت “منظمة الأغذية والزراعة العالمية” “فاو” من استمرار أزمة الأمن الغذائي في سوريا، على الرغم من انخفاض نسبي في أسعار المواد الغذائية.
وفي تقرير جديد لها، ذكرت المنظمة أن التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي في سوريا لن تزول قريباً، بل تتفاقم بفعل الأوضاع الاقتصادية الهشّة، واستمرار النزاع، وتغيّر المناخ، ما يتطلب استجابات عاجلة من المؤسسات الإنسانية والجهات الفاعلة في المجتمع الدولي.
وقال برنامج الأغذية العالمي، الأحد، إن “نصف سكان سوريا يواجهون انعدام الأمن الغذائي بسبب النزاع والانهيار الاقتصادي وتصاعد العنف مؤخراً”.
وأضاف البرنامج الأممي عبر منصة “إكس”: “لا يزال أكثر من 7 ملايين شخص نازحين داخلياً، وقد دُمّرت البنية التحتية والمنازل والخدمات”. مشيراً إلى “إنها لحظة حاسمة بالنسبة لسوريا”.
وسلّط التقرير الضوء على القطاع الزراعي وأوضاعه في الموسم الحالي، موضحاً أن زراعة الحبوب الشتوية تأخّرت نتيجة تأخّر هطول الأمطار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وتعرّضت لاضطرابات حادّة بسبب استمرار النزاع، وحالات النزوح، والتحول السياسي الذي شهده النظام السوري أواخر 2024.
وأشار إلى أن سوريا شهدت بين أكتوبر/ تشرين الثاني 2024 ويناير/ كانون الثاني 2025، موجة جفاف مبكرة، حدّت من إمكانية الوصول إلى الحقول الزراعية وخفّضت من كميات الأمطار، ما تسبّب بانخفاض متوقّع في المساحات المزروعة والمحاصيل، وبالتالي تراجع إنتاج الحبوب في عام 2025.
إلى ذلك، دفع ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية مثل الوقود والأسمدة، المزارعين إلى التحول إلى زراعة محاصيل أكثر ربحاً، كاليانسون والكمون والحبة السوداء والكزبرة، ما عمّق بدوره من أزمة إنتاج الحبوب.
وفي ضوء الظروف الحالية، قدّرت المنظمة إنتاج الحبوب في سوريا عام 2024 بنحو 3.4 ملايين طن، أي أقل بـ13% من متوسط السنوات الخمس الماضية، وبنحو 33% من المعدّل الذي سبق عام 2011، الأمر الذي يتطلب تدخلاً حكومياً لاستيراد القمح لسدّ تلك الفجوة، والحيلولة دون حدوث أزمات غذائية، خصوصاً في ظل الاعتماد المُفرط من قبل السوريين على القمح، باعتباره المصدر الأساسي للغذاء.