ترامب يرفع العقوبات على سوريا.. ودمشق ترحب برفع العائق الكبير أمام التعافي الاقتصادي
(سي ان بي سي)-01/07/2025
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يتعلق بتخفيف العقوبات على سوريا سيدخل حيز التنفيذ غداً الثلاثاء، ما ينهي عزلة سوريا عن النظام المالي العالمي، وفق ما ذكر البيت الأبيض، الاثنين 30 يونيو/ حزيران.
وفي أول تعليق رسمي سوري، رحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، قائلاً “نُرحب بإلغاء الجزء الأكبر من برنامج العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، بموجب القرار التنفيذي التاريخي الصادر عن الرئيس ترامب، يمثل هذا القرار نقطة تحول مهمة من شأنها أن تُسهم في دفع سوريا نحو مرحلة جديدة من الازدهار والاستقرار والانفتاح على المجتمع الدولي”.
وكتب الشيباني على منصة إكس “وبرفع هذا العائق الكبير أمام التعافي الاقتصادي، تُفتح أبواب إعادة الإعمار والتنمية التي طال انتظارها، وتأهيل البُنى التحتية الحيوية، بما يوفّر الظروف اللازمة للعودة الكريمة والآمنة للمهجرين السوريين إلى وطنهم”.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس دونالد ترامب يوقع اليوم على أمر تنفيذي ينهي العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، مشيرةً إلى أن واشنطن تريد لسوريا أن تكون مستقرة وفي سلام مع جيرانها.
وكشفت أن الأمر التنفيذي لترامب بشأن سوريا سيُبقي العقوبات على الرئيس السابق المخلوع بشار الأسد ومعاونيه ومنتهكي حقوق الإنسان، وتجار المخدرات، والأشخاص المرتبطين بأنشطة الأسلحة الكيماوية، وتنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات التابعة له.
وقالت ليفيت، مشيرة إلى لقاء ترامب بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، إن الرئيس الأميركي “ملتزم بدعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها ومع جيرانها”.
وأضافت “هذا وعد آخر قطعه هذا الرئيس، وأوفى به، لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة”.
من جانبه، قال مسؤول كبير بوزارة الخزانة إن إجراء اليوم سينهي عزلة سوريا عن النظام المالي العالمي ويمهد الطريق للتجارة والاستثمار من المنطقة وأميركا.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن”أميركا تراجع تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب”.
ماذا جاء في نص القرار؟
وفق ما جاء في الأمر التنفيذي المنشور على موقع البيت الأبيض:
يلتزم الرئيس ترامب بدعم سوريا مستقرة وموحدة وفي سلام مع نفسها ومع جيرانها. يريد الرئيس ترامب لسوريا أن تنجح، ولكن ليس على حساب المصالح الأميركية.
وبينما يسعى لإعادة الانخراط بشكل بنّاء، ستواصل هذه الإدارة الحذر من جميع التهديدات، ومراقبة التقدم في الأولويات الرئيسية: اتخاذ خطوات ملموسة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، التصدي للإرهابيين الأجانب، ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين وحظر الجماعات الفلسطينية المتطرفة، مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة تنظيم داعش، وتحمّل المسؤولية عن مراكز احتجاز مقاتلي داعش في شمال شرق سوريا.
-فُرضت العقوبات الأميركية رداً على الجرائم الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري، ودعمه المباشر للإرهاب في المنطقة.
– التغيرات الإيجابية الأخيرة والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية بعد سقوط نظام الأسد الوحشي تشير إلى أمل في مستقبل مستقر وسلمي.
-رفع العقوبات سيدعم جهود سوريا في إعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب من دون تمكين الفاعلين الضارين.
-سوريا موحدة تحمي شعبها وترفض التطرف تعزز الأمن والازدهار في الشرق الأوسط.
-تتماشى هذه السياسة مع أهداف الولايات المتحدة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، مع محاسبة المسؤولين عن الفظائع أو الإرهاب في الماضي.
وعدٌ تم الوفاء به:
الرئيس ترامب يفي بوعده بإعطاء سوريا فرصة لإعادة البناء والازدهار من خلال رفع العقوبات وضمان محاسبة الفاعلين الضارين.
-في 13 مايو، أعلن الرئيس ترامب أنه سيرفع العقوبات عن سوريا “لمنحهم فرصة للتميّز”.
-الرئيس ترامب يُنفّذ الآن هذا الوعد بالكامل من خلال اتخاذ إجراءات جريئة لإنهاء برنامج العقوبات على سوريا.
-على العالم أن ينتبه، إذا كنتم جادين في اتخاذ خطوات نحو السلام والاستقرار، فإن الولايات المتحدة مستعدة للتحرك بسرعة لدعمكم.
-يأمل الرئيس ترامب أن “تنجح الحكومة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار والحفاظ على السلام في البلاد”.
-ويؤمن ترامب بأن “هناك إمكانيات كبيرة للعمل مع سوريا من أجل وقف التطرف، وتحسين العلاقات، وتأمين السلام في الشرق الأوسط”.
وأعلن ترامب في مايو / أيار أنه سيرفع العقوبات عن سوريا في إطار إجراءات لمساعدة البلاد على إعادة الإعمار بعد حرب أهلية مدمرة.
وفي أعقاب إعلان ترامب في مايو/ أيار، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصاً عاماً يجيز المعاملات التي تشمل الحكومة السورية المؤقتة ومصرف سوريا المركزي والشركات المملوكة للدولة.
ومع ذلك، فرضت الولايات المتحدة طبقات من العقوبات على سوريا، بعضها مصرح به بموجب تشريعات، بما في ذلك قانون “قيصر”.
ومن الضروري إلغاء هذه الإجراءات لكي تتمكن سوريا من جذب استثمارات طويلة الأجل دون أن تخشى الأطراف من خطر انتهاك العقوبات الأميركية.
واستهدفت معظم العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا حكومة الأسد وأفراد رئيسيين في 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.
بالتزامن مع هذا الإعلان، ذكر موقع أكسيوس الإخباري نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري “مباحثات تمهيدية” لإبرام اتفاق أمني محتمل بين إسرائيل وسوريا.
في 20 يونيو/ حزيران، أعلنت سويسرا، إنها سترفع مجموعة من العقوبات الاقتصادية عن سوريا ومنها المفروضة على البنك المركزي.
وقالت الحكومة السويسرية إن العقوبات المفروضة على الأفراد والكيانات المرتبطة بالحكومة السابقة ستظل سارية بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب قرار الاتحاد الأوروبي رفع عقوباته الاقتصادية على سوريا في نهاية مايو/ أيار الماضي، بعد خطوة مماثلة اتخذتها وزارة الخزانة الأميركية في الشهر نفسه.