“جي بي مورغان”: صفقات الاستحواذ والاندماج بالشرق الأوسط ستتجاوز 130 مليار دولار هذا العام
(العربية)-16/09/2025
قال رئيس قسم الاندماج والاستحواذ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “جي بي مورغان” جورج مسعود، إن إجمالي قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المُعلنة في المنطقة خلال عام 2025 حتى منتصف سبتمبر بلغ نحو 100 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز المعدلات السنوية المعتادة خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي تراوحت بين 80 و90 مليار دولار.
وأوضح مسعود، في مقابلة مع “العربية Business”، أن المنطقة قد تكون في طريقها لتسجيل رقم قياسي جديد يتجاوز 130 مليار دولار بنهاية العام، وهو المستوى الذي كانت قد بلغته في أعوام استثنائية مثل 2016 و2021.
وأشار إلى أن الإمارات والسعودية لا تزالان تشكلان الجزء الأكبر من هذه الصفقات، وهو أمر “غير مفاجئ” بالنظر إلى حجم السوق ونشاط المستثمرين فيهما، لكنّ دولاً أخرى بدأت تسجل حضوراً لافتاً، مثل قطر من خلال صندوقها السيادي، وكذلك الكويت والبحرين اللتان شهدتا إعلانات عن صفقات مصرفية يُتوقع الإفصاح عن قيمها خلال الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة.
وحول مكونات هذه الأرقام، بيّن مسعود أن عدد الصفقات السنوي يتراوح بين 500 و600 صفقة، وهو رقم ثابت نسبياً، لكن اللافت هو ارتفاع قيمة العمليات الفردية، حيث أصبح من الشائع رؤية صفقات تتجاوز قيمتها 5 أو حتى 10 مليارات دولار.
وعن العوامل الكلية المؤثرة في نشاط الصفقات، أشار مسعود إلى أن تقلب أسعار النفط لا يزال يُعد من أبرز المؤشرات التي تراقبها الحكومات والمستثمرون في المنطقة، حيث يتم بناء الموازنات العامة والاستثمارات على أساسها.
وأضاف أن “برامج الخصخصة والإصلاحات الاقتصادية التي أطلقتها حكومات عدة في المنطقة تُعد من العوامل المحفزة لنمو هذا النشاط”، مشدداً على أن المستثمرين ينظرون بعناية إلى أين تتجه هذه السياسات لتحديد فرصهم.
وفي ما يتعلق بالقطاعات الأكثر نشاطاً، أوضح مسعود أن التاريخ يُظهر هيمنة قطاعي المصارف والطاقة والعقار، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولات مهمة، حيث بات قطاع التكنولوجيا يبرز بعدد صفقات متزايد، وإن كانت قيمتها لا تزال أقل نسبياً.
ولفت مسعود إلى أن القطاع الكيميائي كان الأبرز من حيث القيمة، مع صفقات بارزة شملت شركات مثل “غولغارد” و”أدنوك” في أستراليا، ومعظمها قادم من الإمارات.
أما على صعيد تمويل هذه الصفقات، فأكد مسعود أن هناك “سيولة كافية لدى البنوك”، إضافة إلى ابتكارات مالية بدأت تظهر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، تسهم في إتمام الصفقات.
وأوضح أن بعض هذه الابتكارات تشمل دفعات مؤجلة وربط جزء من القيمة النهائية للصفقة بالأداء المستقبلي للشركات المستهدفة، مشيراً إلى أن هذا النوع من المرونة لم يكن منتشراً في المنطقة سابقاً، لكنه يشهد نمواً ملحوظاً، خاصةً مع دخول صناديق الأسهم الخاصة (Private Equity) بقوة إلى السوق.