زيارة ولي العهد السعودي إلى أميركا تتصدر المشهد.. وتفتح الطريق لشراكات اقتصادية ضخمة
(العربية)-18/11/2025
أعلن الديوان الملكي السعودي، اليوم الاثنين، مغادرة ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة عمل رسمية، مما قد يفتح لشراكات اقتصادية ضخمة بين البلدين.
وتأتي الزيارة بناء على توجيه من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، واستجابة للدعوة المقدمة لولي العهد السعودي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتشهد العاصمة الأميركية واشنطن انعقاد قمة استثمارية تجمع السعودية وأميركا، بتاريخ 19 نوفمبر الجاري، وذلك على وقع زيارة ولي العهد السعودي التي تعد الثانية منذ عام 2018.
وذكرت “شبكة سي.بي.إس نيوز” أن القمة ستُعقد في مركز جون إف. كنيدي للفنون الأدائية، مبينة أنها ستنظم بالشراكة بين وزارة الاستثمار السعودية، والمجلس التجاري الأميركي السعودي.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين منذ عام 2013 حتى 2024 نحو 500 مليار دولار، وتصل قيمة الصادرات السعودية غير النفطية في العام الماضي وحده إلى نحو 82 مليار دولار.
شراكة اقتصادية بـ600 مليار دولار
في السياق ذاته، تعمل السعودية وأميركا على فرص شراكة اقتصادية بحجم 600 مليار دولار، من بينها اتفاقيات بقيمة تزيد على 300 مليار دولار جرى الإعلان عنها أثناء زيارة الرئيس ترامب إلى الرياض، في حين يعتزم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي إتمام المرحلة الثانية من بقية الاتفاقيات لرفعها إلى تريليون دولار.
وتمثل الشراكة الاقتصادية المتنامية امتداداً للتعاون المتعدد في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والتقنية، بما يعزز المنافع المتبادلة ويدعم فرص العمل في المملكة، ويسهم في توطين الصناعات وتنمية المحتوى المحلي ونمو الناتج المحلي.
وتعد أميركا وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة، إذ تستحوذ على نحو 40% من استثماراته العالمية؛ مما يعكس الثقة في قدرات الاقتصاد الأميركي على الابتكار، خصوصاً في القطاعات الواعدة مثل التقنية والذكاء الاصطناعي، بما ينقل المعرفة وتبادل الخبرات.
وثيقة الشراكة الاقتصادية
وفي زيارة ترامب في مايو الماضي، جرى توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية.
وشهدت الزيارة الرسمية التي يقوم بها ترامب إلى الرياض، توقيع مذكرة تفاهم في مجال الطاقة لتعزيز أمن الإمدادات وتطوير التقنيات المستدامة، إضافة إلى اتفاقية تنفيذية للتعاون في مجال الفضاء، تشمل برامج مشتركة في البحث والتطوير واستكشاف الفضاء.
كما تم توقيع تعديل على اتفاقية النقل الجوي بين البلدين، بهدف تحديث أطر التعاون وزيادة كفاءة الربط الجوي.
ووقعت المملكة وأميركا أيضا عدة مذكرات تفاهم أمنية واقتصادية وتكنولوجية لتعزيز الشراكات الاستراتيجية في مجالات الدفاع، الأمن السيبراني، والابتكار.
وفي قطاع التعدين والموارد المعدنية، تم توقيع مذكرات تفاهم لدعم الاستثمارات ونقل المعرفة، إلى جانب توقيع مذكرة لتطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية، بما يعزز من قدراتها الدفاعية وفق أعلى المعايير العالمية.
كما تم توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الصحة والبحوث الطبية، تهدف إلى دعم الابتكار وتبادل الخبرات في مجالات الصناعات الدوائية والتقنيات الصحية الحديثة.
