سوريا: العقوبات على البنوك تعيق الاستثمار الدولي
(النهار)-11/02/2025
أعلن رئيس هيئة الاستثمار السورية أيمن حموية أن العقوبات الغربية على القطاع المصرفي السوري تعيق ضخ استثمارات مهمّة في الاقتصاد الذي مزّقته الحرب رغم الاهتمام الكبير من مستثمرين سوريين وأجانب منذ سقوط بشار الأسد.
وأضاف حموية (36 عاماً) في مقابلة أجريت معه في مكتبه أن العقوبات أوقفت كل شيء ولا تأثير لها حالياً سوى على الشعب السوري الذي تزداد معاناته.
وعيّنت الإدارة السورية الجديدة حموية في المنصب بعد أن أطاحت فصائل من المعارضة المسلّحة ببشار الأسد في هجوم خاطف نهاية العام الماضي.
وأدار حموية من قبل مشاريع مرتبطة بالاستجابة لتداعيات الأزمة السورية وعمل على السياسة الاقتصادية مع الحكومة التابعة لهيئة تحرير الشام خلال حكمها لمحافظة إدلب.
وتأسّست هيئة الاستثمار السورية في 2007 لجذب الاستثمارات في وقت كان يسعى فيه الأسد لتطبيق إصلاحات لتحرير الاقتصاد، الذي ظل في نهاية المطاف إلى حد كبير في قبضة أسرته ومعها مجموعة صغيرة مختارة من رجال الأعمال.
وقال حموية إنّه يتلقّى عشرات الطلبات يومياً أغلبها من شركات سورية وتركية وخليجية وأيضاً من بعض الشركات الأوروبية المهتمة بمشاريع منها بناء مستشفيات وأخرى لاستغلال طاقة الرياح والتطوير العقاري.
وتابع قائلاً “لكن كلهم يقولون إن من الصعب (الاستثمار) بالنظر لبقاء القطاع المصرفي خاضعاً للعقوبات. لا يمكنك أن تأتي حاملاً الملايين من اليورو في حقيبتك. هذه ليست طريقة تنفيذ الأعمال في عالم اليوم”.
وأصدرت الولايات المتحدة الشهر الماضي إعفاء لمدّة ستة أشهر من عقوبات تفرضها على سوريا وتتركّز على قطاع الطاقة والتحويلات المالية إلى السلطات التي تحكم البلاد، لكنّها أبقت العقوبات على المصرف المركزي ما يعني استمرار عزل سوريا عن النظام المالي العالمي.
ووافق الاتحاد الأوروبي في أواخر الشهر الماضي على خارطة طريق لتخفيف عقوباته واسعة النطاق على سوريا.
ويقول دبلوماسيون في التكتل إن التخفيف قد يشمل إلغاء بعض الإجراءات المفروضة على القطاع المصرفي. ولا يزال العمل يجري على التفاصيل في بروكسل.
ولفت حموية إلى أن “الخطوات التي اتُخذت حتى الآن بشأن العقوبات غير كافية… في رأيي هناك مصلحة للجميع في إتمام تلك التحويلات عبر نظام مصرفي يخضع لإشراف ويتسم بالشفافية بدلا من شبكات التحويل غير الرسمية”.
ورحّبت وزارة الخارجية السورية الشهر الماضي بالإعفاءات والاستثناءات المتعلّقة بالعقوبات الاقتصادية المفروضة، والتي صدرت عن الولايات المتحدة مؤخراً.
وطالبت برفع العقوبات بشكل كامل “بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله” في إشارة إلى سقوط نظام الأسد.