صندوق الاستثمارات العامة السعودي:10 صفقات استثمارية في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
(الإقتصادية)-11/12/2025
نفذ صندوق الاستثمارات العامة، أكثر من 10 صفقات استثمارية في عدد من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العامين الماضيين، بحسب ما كشفه لـ”الاقتصادية” رئيس قسم استثمارات الملكية الخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالصندوق متعب الشثري، الذي وصف العوائد بـ”المجزية”.
بحسب الشثري، تمثلت هذه الأسواق في مصر والبحرين والأردن وعُمان، مشيراً إلى أن البحث لا يزال جارٍ عن فرص من خلال التعاون مع شركاء الصندوق في القطاعين العام والخاص، حال توفر المناخ الاستثماري المناسب في الأسواق الأخرى في المنطقة.
الشثري أشار إلى أن إطلاق الصندوق شركات الاستثمار الإقليمية، جاء نظراً للجاذبية الاستثمارية والفرص الواعدة التي تتمتع بها أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بوصفها أسرع الأسواق نمواً على مستوى العالم، إلى جانب تنمية وتعزيز الشراكات الاستثمارية للصندوق وشركات محفظته والقطاع الخاص السعودي من جهة، ومع القطاع الخاص في الأسواق المستهدفة من جهة ثانية، بما يدعم بناء شراكات اقتصادية إستراتيجية على المدى الطويل لتحقيق عوائد مستدامة تُسهم في تعظيم أصول الصندوق وتنويع مصادر دخل السعودية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية2030.
قال الشثري “إن الأعمال التي قام بها صندوق الاستثمارات العامة في الفترة الماضية على المستوى الإقليمي “تتماشى مع إستراتيجية ورؤية السعودية 2030”.
وتسهم شركات الاستثمار الإقليمية في تمكين القطاع الخاص السعودي من التوسع الاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال استحداث فرص التعاون الاقتصادي الإستراتيجي مع القطاع الخاص في الأسواق المستهدفة، إلى جانب تعزيز نمو وتنويع الاقتصاد السعودي.
مستويات متباينة للشركات بعوائد مجزية
وفيما يتعلق بحجم الصفقات، قال الشثري: إن جزءاً منها أعلن كصفقة شراء خاصة، مضيفاً أن كثيرا من الشركات التي استُثمرت فيها اليوم متداولة في الأسواق المالية، ويمكن مقارنة سعر السهم عند الدخول بسعر السهم اليوم، ما يدل على عوائد مجزية.
بحسب رئيس قسم استثمارات الملكية الخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة، افتتح الصندوق مكاتب لشركات تابعة في 4 أسواق إقليمية وهي: القاهرة، والمنامة، وعمّان، ومسقط، ويجمع كل مكتب خبرات استثمارية من صندوق الاستثمارات العامة، إضافة لكفاءات وطنية من تلك الدول.
وأضاف “أُنشئت هذه المكاتب منذ أكثر من عامين، وكان دورها محوريا في إيجاد الفرص المناسبة ومساعدة شركات صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص السعودي على دخول هذه الأسواق. وخلال العامين الماضيين نفذنا أكثر من 10 صفقات استثمارية في مجموعة من الشركات والمشاريع الجديدة، وسجلت هذه الشركات والمشاريع توسعاً في حجم ونطاق أعمالها، ونمواً في قيمة عائداتها وأرباحها”.
حول مستوى الشركات الإقليمية التي أسسها الصندوق، أوضح الشثري أن الشركات تتباين في مستويات عملها بحكم الظروف في مختلف الأسواق، لكنها قائمة، والعمليات الاستثمارية وإدارة الأصول فيها كذلك مستمرة، وتعد السوق المصرية من أكبر الأسواق الإقليمية، وكثير من الشركات المتواجدة فيها ممتازة بمجملها.
لفت الشثري إلى أن الاستثمار في شركة أديس لحفر الآبار البترولية في 2021 “يُعد من أهم الاستثمارات، حيث كانت تتداول في سوق لندن، وتم تحويلها لملكية خاصة لمدة عامين ثم طرحها للاكتتاب في تداول”.
يذكر أن شركة أديس قد وقعت مؤخرا اتفاقية مع الشركة السورية للبترول، لتطوير حقول البترول والغاز الطبيعية، وتتواجد الشركة في أكثر من 20 دولة في 4 قارات.
استحواذات واستثمارات واعدة ومتنوعة
وبشأن تفاصيل الاستثمارات في كل سوق، تطرق الشثري بداية إلى الشركة السعودية المصرية للاستثمار، التي استثمرت في السوق المصرية بداية، من خلال الاستحواذ على حصص في 3 من شركات القطاع الخاص هي: شركة “بي تك” الموزع الرائد للأجهزة الإلكترونية والمنزلية، ومجموعة “سيرا” للتعليم المزود الأكبر لخدمات التعليم في القطاع الخاص المصري، ومجموعة “كليوباترا” للرعاية الصحية. إضافة إلى 4 من شركات القطاع العام المصري هي شركة “أبوقير للأسمدة والكيماويات”، وشركة “مصر لإنتاج الأسمدة”، وشركة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، وشركة “الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع” والتي تم مؤخراً بيع كامل الحصة فيها.
أما الشركة السعودية الأردنية للاستثمار، فاستثمرت في 3 شركات واعدة في السوق الأردنية هي منصة “السوق المفتوح”، ومجموعة “كابيتال بنك”، وشركة مخابز “اليوم”،كما تم الإعلان عن مشروع ضخم يمثل نموذجا تحوليا في قطاع الرعاية الصحية والتعليم الطبي وهو مشروع “المملكة للرعاية الصحية والتعليم الطبي”.
بالنسبة للشركة السعودية البحرينية، فقد وقعت مؤخرا مع شركة ممتلكات البحرين القابضة (ممتلكات)، صندوق الثروة السيادي للبحرين اتفاقية لتعزيز التعاون والاستثمار في قطاعات إستراتيجية، وهي مذكرة تعد امتداداً لمذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة ممتلكات البحرين القابضة في مارس 2024، لتوسيع فرص التعاون بين الجانبين.
الشثري أضاف، أن الشركة السعودية العمانية للاستثمار، استحوذت على حصة تبلغ 9.8% في شركة “أبراج لخدمات الطاقة”، وحصة 3.75% في شركة “أو كيو للصناعات الأساسية”، وحصة 4.9% في “أو كيو لشبكات الغاز العمانية” حيث بلغ إجمالي الاستثمار 163 مليون دولار. كما وقّعت الشركة مُذكّرة تفاهم مع جهاز الاستثمار العُماني، بهدف توسيع فرص التعاون بين الطرفين وتمكين الفرص الاستثماريةالجديدة والواعدة في سلطنة عُمان.
تأسيس الشركات بناء على أسس استثمارية
ذكر الشثري أن تأسيس الشركات يستند لمعايير استثمارية، وأن كل الاستثمارات في المنطقة تستهدف الحصول على عوائد مستدامة تتناسب مع مستوى المخاطرة بنهج مدروس، مؤكداً أن العوائد يتم استلامها في أوقاتها المتوقعة.
بالنسبة للقطاعات، قال رئيس قسم استثمارات الملكية الخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة: “سياستنا الاستثمارية منفتحة على كل القطاعات في كل سوق، لكن لكل سوق ميزة تنافسية”.
أضاف: “لا شك أنه دائما ما يتم استهداف استثمارات نوعية ذات عوائد مجزية ومستدامة، وفي نفس الوقت تترك أثراً إيجابياً في المستوى الاجتماعي والاقتصادي في كل سوق”.
متابعة الأسواق للبحث عن فرص عبر فريق أبحاث
بشأن الإعلانات المقبلة في المنطقة، قال الشثري: “نحن نتابع الأسواق دائما، ولدينا فريق من الخبراء في الصندوق يعملون في قطاع الأبحاث، وفي حال وجدنا أن هناك فرصاً في أسواق أخرى، فسيتم عرضها، وذلك بحسب المعمول به داخل صندوق الاستثمارات العامة”.
أضاف أن الصندوق دائماً ما يهتم بكفاءات الشركة والملاك الآخرين “ليكونوا على مستوى عال جدّا ليس فقط من حيث القيمة المالية للشركة، لأن القيمة المالية لن يحافظ عليها ولن ينميها إلا إدارة وشركاء أقوياء”.
صناديق وشراكات استثمارية
بخصوص الاقتصاد السعودي، قال الشثري: إن الشأن المحلي يمثل أولوية بالنسبة لصندوق الاستثمارات العامة، خاصة أن اقتصاد السعودية هو الأكبر في المنطقة، مضيفا: “نحن دائما حريصون على تخصيص معظم استثماراتنا داخل السعودية، وجذب الصناديق الاستثمارية إليها”.
أغلق الصندوق خلال الفترة الماضية صفقة بين ائتلاف مستثمرين من بلاك روكو وأرامكو السعودية في حقل الجافورة، مع العلم أن مجموعة الاستثمارات من خلال صندوق بلاك روك للبنية التحتية في السعودية تتجاوز 20 مليار دولار بحسب ما أعلن عنه سابقا.
حول أهم الشركات التي يستهدفها الصندوق قال: إن بعضها سيعلن عنها قريبا، خاصة أن إستراتيجية الصندوق واضحة، بالبحث عن شركات ذات نمو قوي تخدم إستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، وتتماشى مع أهداف رؤية 2030.
لفت الشثري إلى أن الصندوق يتواصل مع عديد من الشركات التي ترى فوائد كبيرة في الشراكة معها، مضيفاً أن جهود الصندوق تتجاوز إطلاق الفرص الاستثمارية وتوفير قدرات التوسّع الإقليمي للشركات ضمن منظومته، لتشمل الإسهام في نموها وتطوير حوكمتها وتعزيز فرص طرحها في السوق المالية.
