“غاز شرق المتوسط”: احتياطات الغاز بالمنطقة تقدر بـ300 تريليون قدم مكعبة
(العربية)-19/02/2025
قدر الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط أسامة مبارز، حجم احتياطيات الغاز التي لم يُكتشف بعد في منطقة شرق المتوسط، بنحو 300 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وفقا للدراسات.
وأكد مبارز في مقابلة مع “العربية Business”، أن اتفاقية نقل الغاز من قبرص إلى مصر تمثل خطوة استراتيجية مهمة ستؤثر ليس فقط على البلدين، ولكن أيضًا على أسواق الغاز في المنطقة والعالم.
وأوضح أن هذه الاتفاقية ستسهم في تسريع تنمية الاكتشافات الغازية الموجودة في قبرص، حيث كان غياب البنية التحتية المناسبة عائقًا أمام استغلال هذه الموارد.
وقال مبارز، إن الاتفاقية تعكس قوة التعاون بين الحكومات والشركات في قطاع الطاقة، حيث سيتم استهلاك جزء من الغاز المنتج محليًا في مصر، بينما سيتم تصدير الباقي بعد تسييله عبر المنشآت المصرية.
وأضاف: “هذا التعاون لا يفتح فقط الباب لتنمية الاكتشافات الحالية، ولكنه يشجع أيضًا على المزيد من الاستثمارات لاكتشاف احتياطيات جديدة من الغاز الطبيعي في المنطقة”.
وأوضح أن نجاح هذه الاتفاقيات سيحفز شركات الطاقة العالمية على ضخ استثمارات إضافية في عمليات البحث والتنقيب، مما قد يفتح الباب لدول أخرى في المنطقة، مثل لبنان، للاستفادة من هذه الفرص.
وعند سؤاله عن مدى تأثير التوترات الجيوسياسية الحالية على خطط استخراج الغاز في المنطقة، أكد مبارز أن التعاون القائم بين مصر وقبرص لم يتأثر حتى الآن سلبًا بهذه التوترات، بل على العكس، شهدت المنطقة تقدمًا ملحوظًا في عمليات الاستكشاف، لا سيما مع الجهود التي بذلتها الحكومة المصرية في هذا الإطار.
وأضاف: “شهدنا بالفعل تحقيق عدد من الاكتشافات خلال الفترة الماضية، كما أن عمليات الحفر في قبرص مستمرة. لكن من الطبيعي أن تؤثر التوترات الجيوسياسية طويلة الأمد على استثمارات الشركات الكبرى، حيث تميل الشركات إلى التريث في ضخ استثمارات جديدة في بيئات غير مستقرة. لذلك، نأمل في تحقيق الاستقرار في المنطقة لتعزيز تنفيذ المزيد من المشاريع الكبرى وتطوير البنية التحتية الداعمة لصناعة الغاز”.
دور المنتدى وانضمام أعضاء جدد
وعن الدور الذي يلعبه منتدى غاز شرق المتوسط في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، أوضح مبارز أن المنتدى يوفر منصة للحوار والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة للغاز، بالإضافة إلى الدول التي تمثل ممرات عبور رئيسية لإمدادات الغاز.
وقال: “نحن في المنتدى نعمل على تسهيل المفاوضات وتوفير بيئة داعمة للتعاون بين الحكومات والشركات، مما يساعد في تسريع الوصول إلى اتفاقيات استراتيجية مثل الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخرًا بين مصر وقبرص”.
وأشاد مبارز بجهود الحكومتين المصرية والقبرصية، موجهًا التحية لوزير البترول المصري المهندس طارق الملا، ونظيره القبرصي جورج بابانستاسيو، على دورهما في إنجاح الاتفاقية الأخيرة.
أكد أن المنتدى يعمل على تعزيز الاستثمارات في قطاع الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن التوسع في البنية التحتية للغاز وتسهيل التعاون الإقليمي سيسهمان في تعزيز مكانة المنطقة كمصدر رئيسي لإمدادات الغاز إلى أوروبا والعالم.
وأضاف: “نتوقع انضمام أعضاء جدد إلى المنتدى قريبًا، وهو ما سيعزز من دوره كمظلة إقليمية فاعلة لدعم التعاون والاستثمار في مجال الغاز الطبيعي”.