لماذا تسارعت وتيرة إصدارات الصكوك لدى البنوك السعودية خاصة المقومة بالدولار ؟
(الإقتصادية)-14/01/2025
زادت البنوك السعودية وتيرة إصدارات الصكوك منذ مطلع العام الجاري، بعد أن كانت قد ضاعفتها العام الماضي.
أعلن اليوم البنك العربي الوطني عزمه إصدار صكوك بقيمة 11.25 مليار ريال، بينما أعلن الفرنسي والراجحي عزمهما إصدار صكوك مقومة بالدولار سيتم تحديد حجم الإصدارات حسب ظروف السوق، بجانب طرح بنك الرياض صكوك بـ 10 مليارات ريال.
وفق وحدة التحليل المالي في صحيفة الاقتصادية، يأتي زخم إصدارات الصكوك استجابة لتزايد الطلب المتوقع على التمويل مع انخفاض أسعار الفائدة، والمشاريع الضخمة في البلاد التى تحتاج لتمويل بمليارات الدولارات، ما يزيد مخاوف الضغط على سيولة البنوك، وسط تجاوز نسبة القروض إلى الودائع حد الـ100%.
تسارع وتيرة الطلب على القروض متوقع أن يأتي من الأفراد الذين تجنبوا الاقتراض خلال الأعوام الثلاث الأخيرة مع ارتفاع أسعار الفائدة، لا سيما وأن فائدة القروض الاستهلاكية ثابتة، فيما الفائدة المنخفضة ستفتح شهية الشركات على الاقتراض لتمويل توسعاتها بتكلفة أقل.
دعم الودائع
لدعم قاعدة الودائع تلجأ البنوك لإصدار أدوات الدين طويلة الأجل، في ظل تجاوز القروض للودائع التقليدية بشكل طفيف مسجلة 2.7 تريليون ريال لدى البنوك المدرجة بنهاية الربع الثالث، بجانب نمو التمويل 12 % وهي وتيرة أسرع من الزيادة في الودائع البالغة 11%.
نسبة القروض للودائع المشار إليها بـ100% لا تشمل الصكوك، لكنها تبلغ 82.2% وفق معيار البنك المركزي السعودي بنهاية نوفمبر الماضي.
حسب معيار “ساما” فالقروض يكون ناقصا منها المخصصات والعمولات، بينما الودائع تضم (تحت الطلب، الأجلة والادخارية، اتفاقيات إعادة الشراء) مضافا إليها الديون طويلة الأجل (السندات والصكوك، الديون المشتركة، والديون الثانوية وغيرها).
إصدار الصكوك يزيد حجم الودائع المتوقع تأثرها بخفض أسعار الفائدة، لا سيما الودائع بفائدة (الزمنية والادخارية)، التي شهدت طفرة كبيرة مع ارتفاع الفائدة لتمثل 38% من إجمالي الودائع في الربع الثاني بتريليون ريال، فيما تجاوزت 50% لدى 3 بنوك.
فيما الصكوك المطروحة من قبل البنوك بعوائد مغرية تتجاوز 5 % وتصل إلى 6.4 % سنويا، ما يجعلها بديل استثماري جاذب مع انخفاض الفوائد.
إصدارات 2024
في هذه الأثناء، أصدرت البنوك المدرجة منذ خلال العام الماضي، صكوك بالريال بنحو 29 مليار ريال.
بجانب الإصدارات بالريال، طرحت البنوك صكوك مقومة بالدولار قيمتها 6 مليارات، لتخفيف الضغط على السيولة المحلية.
فيما أوردت وكالة بلومبرغ، أن مصرف الراجحي قد حصل في سبتمبر الماضي، على قرض إسلامي بقيمة 1.92 مليار دولار، بما يمثل أضخم تمويل بنكي في الشرق الأوسط منذ مطلع العام.
المصرف مرشح لأعلى طلبات تمويل في السوق في ظل محفظته الأكثر تركيزا على الأفراد في السوق المحلية، بـ69% بنهاية الربع الثالث.