محافظ المركزي السعودي: عدم اليقين العالمي يعزز الحاجة لإدارة اقتصادية حصيفة وتعاون استباقي
(سي ان بي سي)-17/10/2025
قال محافظ البنك المركزي السعودي “ساما”، أيمن بن محمد السياري، إن حالة عدم اليقين العالمية تعزز الحاجة إلى إدارة اقتصادية حصيفة، وتعاون دولي وإقليمي استباقي.
جاء ذلك خلال كلمة محافظ البنك المركزي السعودي، في اجتماع محافظي البنوك المركزية لدول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي المنعقدة حالياً في العاصمة الأميركية واشنطن.
وذكر السياري أن الاقتصاد العالمي يواصل التكيف مع التطورات المستمرة في الحركة التجارية، وتقلب معدلات التضخم والنمو، ولا تزال التوترات الجيوسياسية، وارتفاع حالة عدم اليقين بشأن السياسات، وتقلب أسعار السلع الأساسية تشكل تحدياً لدى صانعي السياسات في البنوك المركزية في الحفاظ على الثقة والاستقرار.
وقال محافظ البنك المركزي: “في المملكة العربية السعودية، لا يزال الاستقرار النقدي والاقتصادي والمالي مستمراً، وتواصل الإصلاحات الهيكلية في إطار رؤية السعودية 2030 تنويع الاقتصاد وتعميق الأسواق المالية، مدعومة بسياسة سعر صرف موثوقة”.
وأضاف أن البنك المركزي السعودي يواصل العمل على تعزيز الأطر المؤسسية وتوضيح السياسات، ويعكس ذلك القرارات الاستباقية التي يتخذها البنك في تحديد رأس المال الاحتياطي عند مواجهة التقلبات الدورية.
عوامل تعيد صياغة النظرة إلى الاستقرار المالي
وخلال الاجتماع الرابع لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، قال السياري، في جلسة “الهيكل المالي الدولي”، إن تزايد مواطن الضعف الناشئة من الدين، وتقلبات تدفقات رأس المال، والدور المتنامي للوساطة المالية غير البنكية، تعد جميعها عوامل “تُعيد صياغة نظرتنا إلى الاستقرار المالي والتنمية المستدامة”.
وأشار محافظ البنك المركزي السعودي إلى أن مجموعة الدول العشرين تضطلع بدور رئيسي في تعزيز مرونة تدفقات رأس المال، والذي يشكل أهمية كبرى لاقتصادات الأسواق الناشئة.
وأضاف السياري: “بالرغم من استنادنا إلى أسس متينة تتمثل في تشريعات القطاع البنكي، وإرشادات صندوق النقد الدولي بشأن الاحتياطات، وعمل مجلس الاستقرار المالي بشأن الوساطة المالية غير البنكية، إلا أن هذه الأطر بحاجة إلى التكيف مع حجم القطاع غير البنكي الحالي وتعقيداته العابرة للحدود”.
وأوضح أن الأولويات ينبغي أن تشمل سد الفجوات في البيانات الرئيسية، وإعداد خارطة بيانية متكاملة ترصد البيانات في الميزانية العمومية وخارجها، وبيانات المشتقات المالية. كما ينبغي لمجموعة العشرين المبادرة في تعزيز الشفافية والرقابة، وضمان مرونة النظام المالي العالمي، لمواكبة التطورات التي تشهدها الأسواق اليوم.
وحذر السياري قائلاً: “تؤدي الوساطة المالية غير البنكية دوراً محورياً في التمويل العالمية، إلا أن توسعها قد ينتج عنه مخاطر نظامية تزيد من حدة الصدمات في حال عدم القيام بتدابير مناسبة لمعالجتها”.
ضمان جاهزية الجهات الرقابية لتطورات السوق
في نفس الاجتماع خلال جلسة “قضايا القطاع المالي” قال محافظ البنك المركزي السعودي إنه يجب على وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين التأكيد على أهمية تزامن التشريعات الرقابية مع الابتكار لضمان جاهزية الجهات الرقابية لتطورات السوق.
وأضاف: “نشيد بالتقدم المُحرز عالمياً في تطبيق الإطار التنظيمي للأصول المشفرة والعملات المستقرة العالمية، ولكن لا يزال التنفيذ غير المتسق لتوصيات مجلس الاستقرار المالي يُشكل تحديات تنظيمية ومالية”.
وشدد السياري على ضرورة تركز جهود الجهات الدولية على التعاون الرقابي بين الدول وتبادل المعلومات، إلى جانب مواءمة المعايير الاحترازية والسلوكية حاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية.
وأشاد محافظ البنك المركزي السعودي بجهود بنك التسويات الدولية ومجلس الاستقرار المالي والبنك الدولي المتعلقة بإعداد تقارير الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن التكامل المتسارع للذكاء الاصطناعي في الأنظمة المالية يبرز الحاجة إلى أطر قوية للحوكمة والشفافية والمساءلة.
وقال السياري: “نرى أهمية بناء القدرات والتعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان جاهزية كلٍ من الجهات التنظيمية والمشاركين في السوق للإشراف على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودعم الاستقرار المالي”.