محيي الدين: “الفيدرالي” ينظر خلفه واجتماع “جاكسون هول” قد يطمئن الأسواق
(العربية)-08/08/2024
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، الدكتور محمود محيي الدين، إن المؤشرات تقول إن الاقتصاد الأميركي يمكن أن يتفادى السقوط في الركود إذا ما اتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إجراءات مناسبة ومهمة حتى لو جاءت متأخرة.
وأضاف محيي الدين، في مقابلة مع “العربية Business”: “كان هناك توقع بأن يخفض “الفيدرالي” أسعار الفائدة في الاجتماع الأخير خلال شهر يوليو، وسيكون هناك اجتماع آخر مهم ومرتقب في شهر سبتمبر المقبل”.
وتابع: “من الآن حتى شهر سبتمبر، بعد حالة الهدوء النسبي أمس، سيتكرر الحديث عن الاقتصاد الأميركي وما إذا كان سيحدث له هبوط ناعم أم شديد ولكن الأمر الآن في يد بنك الفيدرالي الأميركي لأن لديه -قبل اجتماعه في شهر سبتمبر المقبل – اجتماع مهم وهو اللقاء السنوي لقيادات البنوك المركزية الذي يعقد في منتجع جاكسون هول في الولايات المتحدة و من الوارد إنه يقوم ببعض التطمينات للأسواق ووضع توجهات محددة للسياسة النقدية في المستقبل”.
وقال محيى الدين: “السوق الآن تتوقع تخفيضا لا يقل عن 0.5 أو 0.75 نقطة مئوية في سبتمبر وربما المزيد قبل نهاية هذا العام ولكن السياسة النقدية وحدها لا تكفي، وهناك أمور متطلبة من الاقتصاد الأميركي في زيادة إمكانياته للنمو”.
وتابع: “نعلم أن معدلات النمو عند رقم 1.7 – 2% وهي تقديرات للعامين الحالي والمقبل، ومعدل نمو ضعيف لا يعني حالة ركود لكنه غير كاف لتوليد فرص العمل وما صدر من التقرير حول أسواق العمل الجمعة الماضية كان متوقعا”.
وأشار إلى أحاديث مهمة حاليا عن زيادة فرص الاقتصاد الأميركي في التنوع و زيادة الفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على ألا تكون على حساب توليد فرص العمل، وهذه الزيادات ممكنة من خلال مراجعات لسياسات البنية العامة والضرائب.
وأوضح أنه ثمة مخاوف من الديون وبالتالي هناك رغبة في مراجعة هذا الملف أيضا.
وبشأن تأثير الانتخابات الأميركية على الاقتصاد وقرارات “الفيدرالي”، قال محيى الدين إن هذه الأمر له بعدين ومن حسن الحظ أن “الفيدرالي” يتمتع باستقلال عن الإدارة السياسية ولكن إذا كانت هناك مراجعة لهذا الاستقلال سوف تحدث تداعيات شديدة جدا، لأن الناس تكون أكثر اطمئنانا على ودائعهم وأموالهم وعلى توجهات الاقتصاد عندما تكون الإدارة للبنوك المركزية مستقلة.
وأضاف: “لكن هناك حدودا لاستقلال البنك المركزي في أي الدولة بما في ذلك الولايات المتحدة لأن جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ليس مطلقا في اتخاذ القرار لأنه حتى لو كان مستقلا تماما ويريد خفض التضخم الآن جاءه الهاجس الكبير الخاص بالنمو، وهذا قبل معرفة الساكن القادم في البيت الأبيض وتوجهاته”.
“هناك أدوات كثيرة غير نقدية في يد الإدارة الأميركية منها سياسات الضرائب وتشجيع الاستثمار وأتوقع إذا كان ترامب هو الرئيس المقبل فإنه صرح بأمرين أحدهما غير تقليدي ذكره قبل عدة أسابيع بأنه يتمني أن تكون هناك صدمة أو سقوط للاقتصاد الأميركي قبل الانتخابات وهذه ستكون في صالحه لأن الخبرة الأميركية مع ترامب إن فترته كانت فترة رواج اقتصادي حتى جاءت الجائحة” وفق محيى الدين.
وتابع: “الأمر الآخر أن ترامب لديه توجهات أكثر اعتمادا على الاستثمارات الخاصة ولكنها أيضا تأتي مع بعض الإجراءات حمائية الجمركية التي يمكن أن تؤثر سلبا على ما يقصده بالنجاح”.
وبالتالي في السائد في الاقتصاد وفي السوق هو حالة الترقب لأن الاقتصاد منخفض النمو والسياسات النقدية متباطئة لأنها تسترشد بأرقام قديمة كأنه من يقود السيارة ينظر لمرآة عاكسة لما يحدث في الخلف وهذه مشكلة لدى “الفيدرالي” الأميركي تكررت مرة عندما كان يجب أن يرفع أسعار الفائدة بعد ارتفاع التضخم لكنه تأخر”. وفق محيى الدين.
وتابع: “الفيدرالي الأميركي يأتي الآن متأخرا أيضا ولكن أفضل من ألا يأتي أبدا، ومن المقدر أن يراجع أسعار الفائدة بالتخفيض في أوقات جيوسياسية عصيبة ومشكلات في أوضاع الاقتصاد العالمي، في حين أنه بالنسبة للاقتصادات المتقدمة الدولة التي إذا زاد معدل النمو فيها عن 0.5% أو 1% يعدونه إنجازا بما في ذلك الاتحاد الأوروبي واليابان وبالتالي هناك مجال كبير جدا من الحكمة”.
وقال “وجدنا على حالة من الهلع يوم الاثنين وقدر من الحكمة أمس الثلاثاء والآن الاقتصاد في حالة ترقب ولحسن الحظ أن الأسواق هي أفضل موجه لصانع القرار ترشده إذا كان هناك نوع من الطموح غير المنضبط أو الرعونة”.