مدير عام اتحاد المصارف الإماراتية: نستهدف تعيين 5 آلاف مواطن بالقطاع المصرفي بنهاية 2026
(البيان)-19/08/2024
أكد جمال صالح، مدير عام اتحاد مصارف الإمارات، أن الاتحاد يستهدف توطين 5 آلاف مواطن بالقطاع المصرفي بنهاية 2026.
وقال، في حوار مع «البيان»، إنه يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز تطوير المهارات بشكل كبير ودعم التوطين في القطاع المصرفي، من خلال تقديم تدريب وتطوير مستمر عن طريق منصات التعلم التكيفي، وهذا يمكّن الموظفين الإماراتيين من تطوير المهارات ذات الصلة بالكفاءة والتقدم في حياتهم المهنية. بالإضافة إلى ذلك يحدد الذكاء الاصطناعي الفجوات في المهارات ويوصي بالتدريب المستهدف، ومساعدة الموظفين الإماراتيين في التقدم الوظيفي.
وشدد على أن التحول الرقمي عزز القدرة التنافسية للبنوك الإماراتية على الصعيدين المحلي والعالمي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أدى إلى تسريع الأتمتة في القطاع المصرفي ومكن البنوك من تحقيق توفير كبير في التكاليف التشغيلية تصل إلى 50% من خلال اعتماد التكنولوجيا غير المكلفة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على القيام بتحولات كبرى في كل الصناعات، بما في ذلك العمليات المصرفية، حيث يمكنه تبسيط وتسريع تنفيذ العمليات المختلفة بدقة وكفاءة، لافتاً إلى أن الإمكانات الكاملة لأدوات الذكاء الاصطناعي لم يتم قياسها بعد، لأنها تقنية آخذة في التطور، إلا أنه من الواضح ملاحظة الدور الكبير الذي يقوم به الذكاء الاصطناعي في مساعدة موظفي البنوك على تحسين أدائهم من خلال أتمتة المهام
وفي ما يلي نص الحوار:
- كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في دعم تنافسية البنوك الإماراتية محلياً وعالمياً؟
يساهم التحول الرقمي في زيادة القدرة التنافسية للبنوك الإماراتية على الصعيدين المحلي والعالمي، ويمكننا أن نرى بوضوح حماساً متزايداً في جميع أنحاء الصناعة المصرفية لإدخال الذكاء الاصطناعي في أعمالها نظراً لقدرته على تغيير الطريقة التي تمارس بها البنوك أعمالها.
وباستخدام الأدوات والأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي يمكنها تحليل مجموعة كبيرة من البيانات بشكل منهجي لمعرفة أنماط سلوك العملاء، يمكن للبنوك أن تقدم لعملائها منتجات وخدمات مخصصة تتناسب بشكل وثيق مع احتياجاتهم.
وأدى الذكاء الاصطناعي إلى تسريع الأتمتة في القطاع المصرفي، حيث يمكن للبنوك تحقيق توفير كبير في التكاليف التشغيلية يصل إلى 50% من خلال اعتماد التكنولوجيا غير المكلفة نسبياً والتي يسهل تطويرها وصيانتها.
ومن الأمثلة البارزة على المبادرات الناجحة التي يدعمها الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي في الإمارات، أدخلت بعض البنوك الوطنية الأعضاء في الاتحاد روبوت محادثة مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء.
وقامت مصارف أخرى بتشييد منصة لإدارة المخاطر مدعومة بالذكاء الاصطناعي تستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتحليل كميات كبيرة من البيانات وتقديم تقييمات المخاطر بشكل فوري لفريق إدارة المخاطر في البنك، مما يمكنهم من تحديد المخاطر المحتملة والحد من آثارها السلبية بشكل أكثر فعالية. كما نفذت مصارفنا الأعضاء العديد من المبادرات الناجحة المدعومة من الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الخدمة المصرفية الصوتية وروبوتات الدردشة.
في الواقع، إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تقدم دعماً متواصلاً للقطاع المصرفي بالإضافة إلى الجهود الحثيثة من قبل المصرف المركزي، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي للدولة والتي تهدف إلى وضع البلاد كمركزٍ رائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2031.
كما أطلق المصرف المركزي العديد من المبادرات الرئيسة كجزء من برنامجه لتحويل البنية التحتية المالية وأصدر مبادئه التوجيهية للمؤسسات المالية التي تتبنى التقنيات التمكينية.
توظيف
- هل أثرت التقنيات الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، على عملية التوظيف في البنوك؟
كما هي الحال بالنسبة لأي تقدم تكنولوجي، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على القيام بتحولات كبرى في كل الصناعات، بما في ذلك العمليات المصرفية والمالية، حيث يمكنه تبسيط وتسريع تنفيذ العمليات المختلفة بدقة وكفاءة عالية.
على سبيل المثال، تتعامل الأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي مع المهام الروتينية، مثل معالجة البيانات والمعاملات المصرفية الأساسية، مما يسمح لموظفي البنوك بالتركيز على أنشطة أكثر تعقيداً وأهمية وذات قيمة مضافة.
ومع الأتمتة عن طريق الذكاء الاصطناعي، فإنه من المرجح أن تشهد المهام الروتينية والمتكررة انخفاضاً وبشكل مستمر.
وفي الوقت نفسه، هناك حاجة متزايدة للمهمات التي تتطلب مهارات وخبرات تقنية متقدمة في مجالات مثل علماء الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني وإدارة المخاطر والامتثال، حيث سيزداد الطلب على هذه الوظائف وسيتطور مشهد العمل نحو نموذج يعمل فيه البشر والذكاء الاصطناعي بشكلٍ وثيق لتقديم إنتاجية أكبر وتحسين عملية صنع القرار وتقديم خدمات أفضل للعملاء.
- كيف يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تساعد موظفي البنوك على تحسين أدائهم وإنتاجيتهم؟
في حين أن الإمكانات الكاملة لأدوات الذكاء الاصطناعي لم يتم قياسها بعد، لأنها تقنية آخذة في التطور بشكل مستمر، إلا أنه من الواضح جداً ملاحظة الدور الكبير الذي يقوم به الذكاء الاصطناعي في مساعدة موظفي البنوك على تحسين أدائهم وإنتاجيتهم من خلال أتمتة المهام الروتينية، ويمكن لبرامج الروبوتات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي وحلول الأتمتة التعامل مع إدخال البيانات والتحقق من الحساب وإنشاء التقارير.
ومن ناحية أخرى يمكن لروبوتات المحادثة إدارة استفسارات العملاء الأساسية، وجدولة المواعيد، والتعامل مع المعاملات البسيطة، وإتاحة الوقت للموظفين لتلبية احتياجات العملاء الأكثر تعقيداً ومساعدتهم على صنع القرار، وتحليل مجموعات واسعة من البيانات، وتحديد المخاطر المحتملة مثل المعاملات الاحتيالية، أو تحديد فرص البيع العابر للمنتجات ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، يتيح الذكاء الاصطناعي تبسيط عمليات طلب القروض المبسطة من خلال أتمتة تقييمات مخاطر الائتمان بناء على البيانات التاريخية والاتجاهات المالية.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين الذين يتعاملون بشكل مباشر مع العملاء على تزويدهم بمعلومات عن المنتجات والسياسات بشكل فوري لمساعدتهم على الإجابة عن أسئلة العملاء بشكل أكثر كفاءة ودقة لتحسين رضا العملاء.
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على خلق فرص لتطوير المهارات ودعم التوطين في القطاع؟
يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز تطوير المهارات بشكل كبير ودعم التوطين في القطاع المصرفي من خلال تقديم تدريب وتطوير مستمر عن طريق منصات التعلم التكيفي.
وهذا يُمكّن الموظفين الإماراتيين من تطوير المهارات ذات الصلة بالكفاءة والتقدم في حياتهم المهنية، بالإضافة إلى ذلك يحدد الذكاء الاصطناعي الفجوات في المهارات ويوصي بالتدريب المستهدف، ومساعدة الموظفين الإماراتيين على التقدم الوظيفي.
كما يعزز الذكاء الاصطناعي الابتكار والإبداع من خلال تسهيل التعاون ومختبرات الابتكار، وتشجيع الموظفين الإماراتيين على تطوير حلول مصرفية جديدة. وبشكل عام يدعم الذكاء الاصطناعي ثقافة التعلم المستمر والتطوير الوظيفي مما يضمن أن الموظفين الإماراتيين مجهزون تجهيزاً جيداً للمساهمة بفعالية والتقدم في القطاع المصرفي.
- ما الوظائف التي ستحتاجها البنوك في المرحلة القادمة؟
نظراً لأن التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي أصبحت بشكل متزايد جزءاً لا يتجزأ من الخدمات المصرفية، ستتطلب الصناعة المصرفية مجموعة من الأدوار المتخصصة للحفاظ على قدرتها التنافسية وكفاءتها.
ستحتاج البنوك إلى علماء البيانات والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وخبراء الأمن السيبراني للحماية من التهديدات السيبرانية المتطورة، بالإضافة إلى مديري تطوير المنتجات المالية المبتكرة، والمحللين التنظيميين الذين يمكنهم ضمان الامتثال. وستكون هذه الأدوار حاسمة للاستفادة من التقنيات المتقدمة لتحسين العمليات المصرفية والأمن ورضا العملاء.
- ما أهم المبادرات الأخرى التي يركز عليها اتحاد مصارف الإمارات العام الحالي في مجال التوطين؟
بصفتنا الممثل والصوت الموحد للمصارف الإماراتية، فقد أطلقنا العديد من المبادرات لتعزيز التوطين وتوفير الظروف المناسبة لجذب وتأهيل المزيد من مواطني الإمارات للعمل في هذا القطاع.
وتشمل استراتيجيتنا زيادة التوطين، بهدف توظيف 5000 مواطن بنهاية 2026 لتعزيز مشاركة المواطنين في القطاع المصرفي والمالي. وتحقيقاً لهذه الغاية قمنا بتصميم برنامج تدريبي شامل وطويل الأجل يعد قادة المستقبل للقطاعين المصرفي والمالي، في إطار رؤية التوطين التي يحددها المصرف المركزي، التي تهدف إلى توطين 45% من جميع القوى العاملة و30% من المناصب القيادية العليا.
فعلى سبيل المثال يهدف برنامج إثراء الذي وضعه المصرف المركزي إلى خلق آلاف الوظائف المصرفية الجديدة للمواطنين الإماراتيين. كما يعمل اتحاد مصارف الإمارات مع معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية بشكلٍ وثيق لتطوير برامج تدريبية هادفة لتزويد الإماراتيين بالمهارات اللازمة للتميز في القطاع المصرفي.
وهناك العديد من المبادرات الأخرى التي قمنا بها لتعزيز بيئة مصرفية ديناميكية وشاملة وحاضنة للكادر الإماراتي، لأننا نعتقد أن القوى العاملة الماهرة ليست ضرورية فحسب لاستدامة القطاع على المدى الطويل، بل إنها ستدفع القطاع المالي في الإمارات إلى مستويات وآفاق أكبر بكثير.