مصارف الخليج تتجه لتعزيز الشراكات مع نظيراتها الأمريكية باستثمارات قيمتها 68 مليار دولار
(الإقتصادية)-10/10/2025
تتجه المصارف العربية، لا سيما الخليجية، إلى تعزيز علاقاتها مع البنوك الأمريكية المراسلة، مستفيدة من تنامي الاستثمارات بين الجانبين، التي بلغت نحو 33 مليار دولار في الولايات المتحدة حتى نهاية العام الماضي، مقابل 35 مليارا في دول الخليج، وفق ما ذكره لـ “الاقتصادية” الدكتور وسام فتوح، أمين عام اتحاد المصارف العربية.
البنوك الأمريكية المراسلة هي بنوك كبرى في الولايات المتحدة تقدم خدمات مالية بالنيابة عن بنوك أجنبية ليس لديها وجود مباشر في أمريكا، لتسهيل المعاملات الدولية، مثل التحويلات البرقية والاعتمادات المستندية.
من أمثلة هذه البنوك “جي بي مورغان تشيس” و”سيتي بنك” و”بنك أوف نيويورك ميلون” و”ويلز فارغو”، وهي تعمل كوسيط لتمكين تحويل الأموال بكفاءة بين البنوك الأجنبية وعملائها.
لقاء مصرفي عربي-أمريكي في نيويورك
يتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة متطلبات العلاقات المصرفية المراسلة، إلى جانب الأطر التنظيمية للأصول المشفرة والمدفوعات العابرة للحدود، في ضوء التحولات التقنية السريعة التي تشهدها الصناعة المصرفية العالمية.
يناقش المؤتمر كذلك التطورات في القوانين الأمريكية الخاصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
حجم التجارة الأمريكية الخليجية يصل لـ 114 مليار دولار
فتوح أشار في حديثه لـ”الاقتصادية” إلى أن حجم التجارة الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي بلغ حتى نهاية 2024 نحو 114 مليار دولار، تشمل السلع والخدمات، مؤكدا أن هذه الأرقام تبرز فرصا أمام المصارف الخليجية لتعزيز وجودها في السوق الأمريكية وتوسيع شبكة تعاملاتها مع البنوك والمؤسسات المالية هناك، وتقليص الفجوة في الفهم التنظيمي وتبادل الخبرات المصرفية.
التعاملات المالية بين المصارف العربية ونظيراتها من البنوك الأمريكية المراسلة تشهد تفاوتا واضحا، إذ تتمتع المصارف الخليجية بعلاقات مصرفية متطورة ومستقرة مع الجانب الأمريكي، في حين تواجه بعض المصارف العربية الأخرى تحديات تعيق نمو تعاملاتها، وفقا لفتوح.
أرجع فتوح تميز المصارف الخليجية في علاقاتها مع البنوك الأمريكية إلى جملة من العوامل، أبرزها “المستوى العالي من الالتزام بالمعايير الرقابية الدولية من قبل البنوك المركزية الخليجية، إضافة إلى الشفافية التي تتعامل بها المصارف الخليجية مع شركائها الأمريكيين، وتطور البنية التحتية الرقمية، وامتلاكها كوادر بشرية مؤهلة وكفاءة تشغيلية عالية”.
صعوبات لبعض الدول العربية في التعامل مع البنوك الأمريكية
بعض الدول العربية، مثل السودان وليبيا واليمن، تواجه صعوبات في تعاملاتها المصرفية مع الولايات المتحدة، نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة.
أدى هذا إلى ضعف في مستوى التواصل المصرفي وتراجع حجم العمليات المالية مقارنة بالدول الخليجية التي تواصل ترسيخ مكانتها كمراكز مالية إقليمية موثوقة، بحسب فتوح
ينظم الاتحاد حفل استقبال في واشنطن يوم 16 أكتوبر البمشاركة قيادات مصرفية عربية وأوروبية وأمريكية، إلى جانب ممثلين من مؤسسات مالية دولية، بالتزامن مع اجتماعات صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، بهدف إبراز قوة ومتانة القطاع المصرفي العربي في المحافل الدولية.