وزير المالية البحريني: 4 تريليونات دولار حجم سوق الأسهم في الخليج
(اخبار الخليج)-21/11/2025
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، افتتح الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني مؤتمر «The Market 2.0»، الذي نظمته بورصة البحرين بالتعاون مع اتحاد أسواق المال العربية، بمشاركة أكثر من 300 متخصص و26 متحدثاً من الخبراء في شؤون الأسواق المالية.
وأكد وزير المالية والاقتصاد الوطني في كلمته أن التكنولوجيا تمثل اليوم عامل تمكين رئيسياً لقطاع أسواق المال، وليست غاية بحد ذاتها، مشيراً إلى أن معيار التقدم يتمثل في مدى قدرة الابتكار على تعزيز الثقة وتوسيع نطاق الوصول وتمكين الفرص. وقال: إن مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وبتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تبنّت هذا النهج من خلال التحول الرقمي الواسع في المعاملات الاقتصادية، وتوفير بيئة تنظيمية وضمانات تمكّن من استدامة النمو.
وأشار إلى أن المنطقة تشهد تحولاً نوعياً في مكانتها داخل المشهد الاقتصادي العالمي، حيث تجاوزت القيمة الإجمالية لأسواق الأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي أربعة تريليونات دولار، ما يعزز حضورها بين أكبر الأسواق المالية العالمية. كما بلغ حجم عمليات الطرح العام الأولي في المنطقة أكثر من 5.5 مليارات دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري فقط، متفوقةً على العديد من المراكز المالية العريقة.
وأوضح الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة أن مملكة البحرين تعد جزءاً أساسياً من هذا التحول، إذ تشهد البورصة المحلية نشاطاً متزايداً في عمليات الطرح العام الأولي عبر قطاعات متعددة، مدفوعة بثقة المستثمرين المؤسسيين الدوليين ووضوح الأطر التنظيمية وانفتاح السوق البحريني. وأكد أن هذه المؤشرات تعكس مرحلة إقليمية تتسم بارتفاع السيولة وزيادة أحجام التداول وتنوع أكبر في قاعدة المستثمرين، ما يجعل أسواق المنطقة أسواقاً متقدمة تنمو بشكل مترابط.
وأضاف أن قوة الأسواق العربية تكمن في وحدتها، مؤكداً أن ترابط الأسواق وتسهيل الإدراجات المشتركة وتوحيد معايير الإفصاح يمثلون اللبنات الأساسية لبناء وجهة مالية إقليمية متكاملة، وخصوصاً في ظل سوق عربي يزيد سكانه على 450 مليون نسمة ويضم واحدة من أكثر الفئات السكانية شباباً في العالم، إلى جانب اقتصاد خليجي يقترب من ثلاثة تريليونات دولار.
وشدد على أن التكنولوجيا ستحدد مستقبل تنافسية المنطقة، موضحاً أن التقنيات الحديثة، من المنصات المعتمدة على البيانات إلى النماذج الجديدة للتداول، أصبحت محركاً رئيسياً لتطوير أسواق المال حول العالم. وأكد أن البحرين تبنت هذا المفهوم عبر رقمنة معظم المعاملات الاقتصادية، وتوفير الأطر التشريعية الداعمة للنمو، إلى جانب تدشين المحكمة التجارية الدولية، التي تمثل خطوة نوعية تعزز ثقة المستثمرين وترسخ سيادة القانون.
وختم بتأكيد أن المرحلة الحالية تُعد مفصلية في تاريخ أسواق المال بالمنطقة، داعياً إلى مواصلة بناء الروابط التي تعزز القوة الاقتصادية المشتركة، وتشكيل منظومة حديثة وتنافسية تواكب تطلعات شعوب المنطقة.
ويهدف مؤتمر «The Market 2.0» وذلك بمشاركة واسعة من قادة أسواق المال وممثلي البورصات العربية والدولية وشركات التكنولوجيا المالية، حيث يشكّل المؤتمر منصة متقدمة لبحث مستقبل التحول الرقمي في أسواق رأس المال ودور الابتكار في تعزيز السيولة وكفاءة التداول واستدامة المنظومة المالية.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على دور التطورات التكنولوجية في تطوير أسواق المال وتعزيز مبادئ الاستدامة وتوسيع نطاق الشمول المالي، عبر منصة تجمع نخبة من صُنّاع القرار والخبراء في هذا المجال.
وصرح يوسف عبدالله اليوسف، رئيس مجلس إدارة بورصة البحرين، قائلاً، إن تنظيم المؤتمر في المنامة يعكس المكانة المتنامية للمملكة كمركز مالي إقليمي قادر على استيعاب التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا المالية، معرباً عن خالص شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على تفضله برعاية المؤتمر، مشيرًا إلى أن هذه الرعاية تجسد حرص الحكومة على دعم قطاع أسواق المال وتعزيز دوره الحيوي في الاقتصاد الوطني، من خلال تبني السياسات والمبادرات التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وأوضح أن استضافة المملكة لهذا المؤتمر تعكس مكانتها الريادية في قطاع أسواق المال، والتزامها بتعزيز الحوار الإقليمي والدولي حول تطوير البنية التشريعية والتنظيمية للأسواق المالية، بما يسهم في تبادل الخبرات وتطبيق أفضل الممارسات، ودعم جهود الحكومة في ترسيخ بيئة استثمارية جاذبة ومستدامة. وقال إن انعقاد «The Market 2.0» يؤكد التزام البحرين بدعم الابتكار وتطوير قطاع أسواق رأس المال بما يتماشى مع الرؤية الاقتصادية للمملكة، مشيرًا إلى أن البورصة تعمل بشكل مستمر على تعزيز جاذبية السوق وتحسين بيئة الاستثمار ودعم الإدراجات الجديدة بما يسهم في تعميق السيولة ورفع تنافسية السوق على المستويين الإقليمي والدولي. من جانبه، أوضح الشيخ خليفة بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبورصة البحرين، أن المؤتمر يشكل فرصة لترجمة الرؤى إلى مبادرات عملية تعزز البنية التحتية لسوق رأس المال، لافتًا إلى أن البورصة شرعت في تنفيذ استراتيجية جديدة تركز على تطوير منظومة التداول، ورفع كفاءة السوق، وتوسيع قاعدة المشاركين فيه.
وأكد أن الاستراتيجية تتضمن خطوات محورية تشمل تعزيز السيولة عبر برامج تحفيزية موجهة لصنّاع السوق، وتشجيع الإدراجات من القطاعين العام والخاص، إلى جانب التوسع في رقمنة العمليات وتأهيل البنية التقنية وفق أعلى المعايير العالمية، مع فتح المجال أمام المستثمرين الأفراد عبر حلول رقمية مبتكرة تدعم سهولة الوصول والشمول المالي. وأضاف أن بورصة البحرين تعمل على بناء شراكات إقليمية ودولية تعزز تكامل السوق البحريني مع أسواق المال العالمية وتدعم نموه المستقبلي.
من جهته، ثمن رامي الدقّاني، الأمين العام لاتحاد أسواق المال العربية، استضافة البحرين لهذا الحدث، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل منصة مهمة لتعزيز التكامل بين البورصات العربية وتبادل الخبرات في مجالات البنية التقنية وإدارة المخاطر وتطوير الأدوات الاستثمارية.
وقال إن التحولات الرقمية المتسارعة تتيح فرصًا كبيرة لتوحيد المعايير وتعزيز كفاءة الأسواق العربية وزيادة تنافسيتها، مشيرًا إلى أن البحرين تعد نموذجًا متقدّمًا في المنطقة في تبني الحلول التقنية الداعمة للتطور المستقبلي لأسواق الأسهم. ويواصل المؤتمر جلساته بمشاركة نخبة من الخبراء والمستثمرين من مختلف الدول، حيث ستتناول النقاشات مستقبل البنى التحتية الرقمية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التداول، وتطوير نموذج أعمال البورصات في ظل الثورة التقنية، بما يعكس حرص البحرين على تعزيز مكانتها كمركز مالي رائد في المنطقة.
ويحظى المؤتمر بدعم مجموعة من أبرز المؤسسات المالية في المنطقة، حيث تشمل قائمة الرعاة من الفئة البلاتينية كلاً من بنك البحرين والكويت وبيت التمويل الكويتي، بينما تأتي شركة «إنفوتك» راعيًا من الفئة الذهبية، والرعاة من الفئة الفضية هم: شركة «إيداع» (قطر)، مجموعة جي إف إتش المالية، مجموعة ITRS، ميمكس (MEMX)، سهم كابيتال، وبنك السلام. كما ينضم كل من «ناسداك» (Nasdaq) وشركة «ثاندر» (Thndr) كرعاة للعارضين.
واستقطب المؤتمر أكثر من 500 مشارك و18 متحدثًا من كبار ممثلي البورصات والهيئات التنظيمية للأسواق المالية وشركات الوساطة والمؤسسات المالية ومزودي الحلول التقنية، ناقشوا فيها قضايا استراتيجية أبرزها تطوير أسواق رأس المال، وتعزيز مستويات السيولة، ورفع القدرة التنافسية العالمية لأسواق المال في مملكة البحرين، إلى جانب استعراض دور الابتكار والبيئات الرقابية التجريبية (Sandboxes) في دعم التحول الرقمي.
وانطلقت فعاليات المؤتمر بكلمة افتتاحية لرئيس مجلس إدارة بورصة البحرين، بمشاركة نخبة من المتحدثين الإقليميين والدوليين، حيث عقدت جلسة ناقشت سبل تعزيز منظومة سوق رأس المال في المملكة، بمشاركة خالد إبراهيم حميدان، محافظ مصرف البحرين المركزي، تلتها جلسة حول التحولات التكنولوجية في المشهد المالي، بمشاركة عدد من الرؤساء التنفيذيين للبورصات الإقليمية.
