الأثر الاقتصادي بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية وأثره عالميا
(العربية)-27/11/2024
*عبدالعزيز المزيد
فوز ترامب في الانتخابات الأميركية له تداعيات ومؤثرات محتملة على العديد من قطاعات الاقتصاد العالمي ويمكن أيضا أن يؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة ومعدلات التضخم. لنستعرض معاً أثر تولي ترامب الحكم مثلاً على أسعار البيتكوين والذهب عالمياً حيث أنها تأثرت كثيراً بعد توليه الحكم.
إن فوز ترامب يشير إلى زيادة التعامل بعملة البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى. على الرغم من أن ترامب كان مُتشكك في عملة البيتكوين من قبل، حيث قال ذات مرة إنها “تعتمد على الهواء”، إلا أنه تبنى التشفير بالكامل في الأشهر الأخيرة، حيث إنه يمتلك الآن حصة مالية في العملات المشفرة. ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 80% هذا العام و قال ترامب إن العملات المشفرة يمكن أن “تحدد المستقبل”، مضيفًا أنه يريد “تعدينها وسكها وصنعها في الولايات المتحدة”. كما اقترح الرئيس المنتخب مخزونًا وطنيًا استراتيجيًا من البيتكوين، وشراء واستثمار العملات المشفرة مباشرة كإجراء للأمن القومي. أدى هذا إلى ارتفاع سعر البيتكوين الذي سجل 88.347 دولار وإلى انتعاش سوقها حيث يُقبل العديد من الأفراد والمستثمرين على شرائها. ويرجع ارتفاع سعر البيتكوين جزئيًا إلى الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الأميركية وخفض أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. أضاف مستثمرو العملات المشفرة المتفائلون إلى هذا الارتفاع مع الرهانات على أن سعر أكبر عملة مشفرة في العالم سيصل إلى 100000 دولار بحلول نهاية العام.
أما بالنسبة للذهب فقد تأثر أيضاً بعد فوز ترامب، حيث وصل سعر الجرام إلى 86.51 دولار في 8 نوفمبر 2024 نظراً لزيادة الطلب عليه كوسيلة آمنة للمحافظة على أموالهم في حالات عدم اليقين الاقتصادي.
يرجع جزء من ارتفاع أسعار الذهب إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة بعد اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة الفيدرالية يومي 17 و18 سبتمبر. في اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التالي يومي 6 و7 نوفمبر، قررت اللجنة خفضها بمقدار 25 نقطة أخرى حيث صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن نتائج الانتخابات لم تؤثر على القرار.
أخيراً، يواجه العالم في هذه الفترة تحديات كبرى بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية وتوليه الحكم واحتمالية حدوث حالة من عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي. يجب على الدول محاولة التكيف مع المرحلة القادمة ومواجهة هذه التحديات لتفادي حدوث أي اضطرابات أو انتكاسات في اقتصادها.