كيفية قيادة العالم نحو مستقبل مستدام
(العربية)-20/02/2024
*إنغر أندرسن
لا يمتلك العالم قائمة مهام بيئية فحسب. بل يمتلك العالم قائمة حتمية من المهام البيئية التي يجب الاطلاع بها في 2024 ولعقود مقبلة من الزمن. يجب علينا أن نبطئ من وتيرة تغير المناخ ونتكيف معه، ونحمي الطبيعة والتنوع البيولوجي ونعمل على إصلاحهما، ونوقف تدهور الأراضي والتصحر، ونقوم بالقضاء على التلوث والنفايات. وإذا ما اطلعنا بذلك على النحو الصحيح، فسنتمكن من بناء مستقبل يفيد أغلبية الناس وليس القلة فحسب، على النحو المنصوص عليه في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
لقد التزمت الدول في جميع مراحل التنمية بالعمل من أجل تحقيق هذا المستقبل المستدام، من خلال التوقيع على عشرات من الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف. ويعد الالتزام بهذا الأمر خلال أوقات الأزمات الجيوسياسية والمشهد السياسي المتغير، بمنزلة أمر يصعب تحقيقه. إن العمل من أجل البيئة هو قوة موحدة هائلة.
وثمة اتفاقيات عالمية تحدد أهدافا وغايات متفقا عليها، مثل اتفاق باريس، وإطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، والإطار العالمي للمواد الكيميائية. ويتعهد عديد من الشركات والمستثمرين بمواءمة نماذجهم الاقتصادية ورؤوس أموالهم مع التطلعات منخفضة الكربون والمراعية للطبيعة. وعلى نحو مماثل، تعمل البنوك والمنظمات الدولية من الأطياف والقطاعات كافة على دمج العمل البيئي كجزء أساسي من أهدافها. ويتحرك المجتمع العلمي بشكل متزايد إلى ما هو أبعد من مجرد قرع ناقوس الخطر إلى الإشارة إلى الحلول.
ومع ذلك، يجب تسريع وتيرة التقدم لتحويل الالتزامات إلى إجراءات تحويلية ملموسة. وكان العام الماضي هو العام الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة على الإطلاق، ما تسبب في موجات حارة وعواصف وموجات جفاف دمرت الكوكب. وأودى تلوث الهواء والأرض والمياه بحياة ملايين من الناس. ولا تزال الغابات المطيرة تتعرض للتدمير، ويستمر انخفاض أعداد الأنواع ذات الأهمية البالغة لصحة النظم البيئية. ففي كل يوم، وكل أسبوع، وكل شهر يستمر فيه هذا الأمر، تغرق البشرية في حفرة سيستغرق الخروج منها وقتا أطول.
وهنا يأتي دور جمعية الأمم المتحدة للبيئة، والمختصرة باللغة الإنجليزية باسم UNEA. والجمعية، وهي أعلى هيئة لاتخاذ القرار البيئي في العالم، تجمع الدول كل عامين للنظر في قضايا معزولة، إن لم يكن كل شيء، في كل مكان، في انسجام تام.
وتنعقد الدورة السادسة للجمعية هذا الشهر في نيروبي في كينيا في المقر الرئيس لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي يضم أمانات أكثر من 20 اتفاقية واتفاقيات إقليمية وفريقا علميا. وفي هذا العام، نوجه الدعوة إلى الاتفاقات البيئية متعددة الأطراف، وإلى الدول، بل وإلى جميع الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة، للعمل معا وإيجاد طرق جديدة للتعاون في تحقيق الأهداف المشتركة.
ومع كل ما يحدث، يبدو أحيانا وكأننا جميعا على متن قارب واحد، متجهين نحو الميناء نفسه، ونقوم بتشغيل عشرات من غرف القيادة المختلفة المتصلة بدفات توجيه مختلفة. نحن لا نسلك الطريق الأسرع والأقصر للوصول إلى الوجهة. لذا يجب علينا جميعا، في الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، أن نسعى جاهدين لإيجاد استراتيجيات جديدة لتنسيق غرف القيادة. دعونا نتعلم من بعضنا بعضا، ونطبق دروس الماضي على المستقبل. ولنبدأ بالوفاء بالالتزامات العديدة التي من شأنها أن تحافظ على سلامة كوكبنا، وتجعل الإنسانية في أتم صحة وعافية.