بلومبرغ: مجموعة الـ7 تؤيد خطة أميركية لإقراض كييف بضمان أصول روسية مجمدة
(العربية)-24/05/2024
تتقارب دول مجموعة السبع حول خطة أميركية للاستفادة من الأصول الروسية المجمدة، وهي خطوة من شأنها تأمين ما يصل إلى 50 مليار دولار من التمويل الحيوي لأوكرانيا والمساعدة في حمايتها من التحولات السياسية في أوروبا والولايات المتحدة.
وكشف مسؤولون مطلعون على المناقشات لوكالة “بلومبرغ”، أن حكومات مجموعة السبع تدعم الآن على نطاق واسع الاقتراح الأميركي للاستفادة من الإيرادات المستقبلية الناتجة عن حوالي 280 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي – ومعظمها مجمدة في أوروبا – لدعم القرض الضخم لكييف.
ويناقش وزراء مالية مجموعة السبع الاقتراح أثناء اجتماعهم هذا الأسبوع في ستريسا بإيطاليا، بهدف الاتفاق على مجموعة من الخيارات أمام زعماء بلدانهم لاتخاذ القرار النهائي عندما يجتمعون في الفترة من 13 إلى 15 يونيو، بحسب ما اطلعت عليه “العربية Business”.
وبينما تقترب مجموعة السبع من الخطوط العريضة للاتفاقية، لا تزال العديد من التفاصيل المهمة قيد التفاوض وسيتعين الاتفاق عليها، وفقاً لما ذكرته مصادر “بلومبرغ”.
وقالوا إن هذه تشمل الآلية الدقيقة للقرض، وحجم المبلغ الذي سيتم جمعه مقدما، والأهم من ذلك، كيف سيتم تقاسم المخاطر بين الأطراف المشاركة.
ومع ذلك فإن الأمر الوحيد الذي يحظى بالإجماع بين مجموعة السبع هو أنه سوف يتطلب المزيد من التمويل لأوكرانيا.
ومع عدم ظهور أية علامات على تراجع الحرب ومع تقدم الهجوم العسكري الروسي على الأرض، تحول التركيز على تأمين المساعدة المتوسطة الأجل لكييف وإرسال إشارة قوية إلى موسكو بأن حلفاء مجموعة السبع ملتزمون بدعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة.
ولا يقتصر الأمر على ضمان قدرة أوكرانيا على الاستمرار في تمويل دفاعها وخدمة ديونها على المحك فحسب، بل أيضاً قدرتها على الحصول على دعم مالي مستدام حتى عام 2025 وما بعده.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الخميس، إن الأموال التي يتم جمعها من مثل هذه الخطة يمكن استخدامها لمساعدة أوكرانيا في إعادة الإعمار والاحتياجات العسكرية. وأضافت أن المبلغ الذي تم جمعه سيساعد أوكرانيا ليس فقط حتى عام 2025 ولكن أيضاً في المستقبل.
وقبل اجتماعاتها مع نظرائها في مجموعة السبع، قالت يلين للصحفيين: “أملنا هو أن نظهر أن تلك الأصول توفر تياراً حيوياً من الدعم في السنوات المقبلة”. وأضافت: “هذا مصدر مضمون للتمويل ومن المهم أن تدرك روسيا أننا لن نتراجع عن دعم أوكرانيا بسبب نقص الموارد”.
وقد وافق الاتحاد الأوروبي بشكل منفصل على تزويد أوكرانيا مرتين في السنة بالأرباح من الأموال المجمدة عند توليدها. وتسعى الولايات المتحدة إلى الاستفادة من تلك الأرباح حتى تتمكن من تزويد كييف بالمزيد من الأموال مقدما، على أن تغطي العائدات المستقبلية تلك النفقات. ومن المتوقع أن تجمع الأصول المجمدة نحو 5 مليارات دولار سنويا.
وإذا توصلت مجموعة السبع إلى اتفاق، فإن هذا الاتفاق سوف يحل محل مبادرة الاتحاد الأوروبي.
وتتلخص ميزة التحميل المبكر للعائدات من الأصول في تأمين المنفعة لأوكرانيا بغض النظر عن حالة عدم اليقين السياسي المحيطة بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وقد جعلت الانقسامات في واشنطن من الصعب بالفعل على الرئيس جو بايدن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، وقد أعرب منافسه، الرئيس السابق دونالد ترامب، عن شكوكه بشأن الدعم للدولة المحاصرة.
العقبات
ومع ذلك، يحذر المسؤولون من أنه لا يزال هناك حاجة للاتفاق على الكثير من التفاصيل الرئيسية، نظراً للشكوك المحيطة باستمرار تجميد الأصول والجوانب الفنية المختلفة لهذه الخطة.
وإذا انتهت الحرب وتم التوصل إلى نوع من التسوية السلمية مع روسيا، مع موافقة موسكو على دفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا، فإن ذلك من شأنه أن يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الأصول ستظل مجمدة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي الضمانات التي سيتم تقديمها لسداد القرض؟.
وقد ينبع عدم اليقين الآخر من حقيقة مفادها أن الاتحاد الأوروبي لابد أن يجدد قراره بشأن إبقاء الأصول مجمدة كل 6 أشهر إذا تم تنظيم المبادرة في هيئة عقوبة، وهو الإجراء الذي يتطلب التصويت بالإجماع. ورغم أن ذلك غير مرجح، إلا أنه يزيد من خطر قيام دولة واحدة في الاتحاد الأوروبي بإثارة الشك حول سداد القروض من خلال منع استمرار التجميد.
ويشعر البنك المركزي الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالقلق أيضاً بشأن حماية شركة يوروكلير ومقرها بلجيكا، والتي تمتلك معظم الأصول، من أي مخاطر مالية، على سبيل المثال من الدعاوى القضائية الروسية أو الانتقام المحتمل من جانب موسكو. وبموجب مبادرة الاتحاد الأوروبي الحالية، تحتفظ غرفة المقاصة بالأرباح المحققة قبل 15 فبراير لتغطية هذه السيناريوهات، وتم وضع آلية لحجز المزيد من الأموال إذا ثبت أن المخاطر أكبر من المتوقع.