«تيثر» تتحول إلى أكبر مالك للذهب خارج البنوك المركزية
(البيان)-28/11/2025
تعد «تيثر» واحدة من أكثر شركات العملات المشفرة ربحية في العالم، لكنها بدت مؤخراً أكثر تفاؤلاً بشأن السبائك عن العملات الرقمية. والعرض الرئيسي الذي تقدمه شركة تيثر هو عملة «USDT» المستقرة، وهي عملة مشفرة مرتبطة بالدولار الأمريكي، وتعد في الواقع أكبر صندوق لسوق النقد الرقمي.
وقد أصدرت الشركة ما يقارب 180 مليار دولار من عملة USDT، واستثمرت معظم هذه الأموال في سندات الخزانة الأمريكية، مع الاحتفاظ بمليارات الدولارات كأرباح من الفوائد.
لكن المجموعة الصغيرة التي تدير «تيثر» تستثمر ودائعها بعيداً عن العملات المشفرة، مما يشير إلى أنها ليست من رواد هذه الصناعة. وقد كتب برايس إلدر في صحيفة فاينانشال تايمز أن هذه الشركة التي يمكن تصنيفها على أنها سرية قد أحدثت ضجة في أسواق الذهب هذا العام، بعدما أصبحت أكبر مالك للمعدن النفيس في العالم خارج البنوك المركزية.
وهي بالفعل تمتلك مخزوناً «يعادل تقريباً مخزون البنوك المركزية الأصغر، مثل كوريا والمجر واليونان»، وفقاً لبنك «جيفريز الاستثماري». وخلال الربع الأخير، شكّلت مشتريات الشركة من الذهب ما يقارب 2% من إجمالي الطلب على الذهب، وتعادل مشترياتها ما يقارب 12% من مشتريات البنوك المركزية، وفقاً لتقديرات جيفريز.
وأفادت مصادر بأن رهانات الذهب تعكس اعتقاد المسؤولين في «تيثر» بأن هذه السلعة هي أفضل مخزن للقيمة في العالم، ووسيلة تحوط أفضل ضد التضخم عن العملات الرقمية. (وفي حين أن «تيثر» لا تزال تحتفظ بمليارات الدولارات في البيتكوين، إلا أنها تحتفظ الآن بأموال أكثر في الذهب).
وتتجاوز طموحات «تيثر» في مجال الذهب خزنتها الخاصة، لتصل إلى عالم إبرام الصفقات. وينصب التركيز على إبرام «تيثر» لصفقات مع شركات حقوق ملكية الذهب، التي تستثمر في المناجم مقابل نسبة من الإيرادات المستقبلية.
وفي يونيو، دفعت «تيثر» للاستثمارات، المسؤولة عن استثمار أرباح الشركة، 105 ملايين دولار أمريكي مقابل حصة أقلية في شرطة «إليمنتال ألتوس» المدرجة في بورصة تورنتو. كما استثمرت 100 مليون دولار أخرى في «إليمنتال» نفسها في سبتمبر، بالتزامن مع إعلانها عن اندماجها مع منافستها «إي إم إكس».
تظهر ملفات الشركة أن «تيثر» باتت تمتلك الآن حصة مسيطرة في إليمنتال. ومن الواضح أن لدى «تيثر» خطط أكبر لشركة إليمنتال: فهي تتطلع إلى استخدام حصتها المسيطرة لدمج شركات أخرى تحصل على حقوق ملكية الذهب.
وقال مصدر مطلع: «هدفهم هو مواصلة تعزيز قطاع حقوق ملكية الذهب للشركات الصغيرة والمتوسطة». وكانت «تيثر» قد أجرت مناقشات مع العديد من شركات حقوق ملكية الذهب، وفقاً لما ذكرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» في سبتمبر.
وبينما يرى البعض أن استراتيجية «تيثر» لدمج حقوق ملكية الذهب ذكية، إلا أن البعض لا يؤيدن هذه الاستراتيجية. وصرح أحد المسؤولين التنفيذيين في قطاع السلع الأساسية لصحيفة «فاينانشيال تايمز» مؤخراً: «تيثر هي أكثر الشركات التي تعاملت معها غرابة على الإطلاق».
وتتميز حقوق ملكية الذهب بميزة على السبائك المكدسة: فهي تمنح «تيثر» تعرضاً ثابتاً للذهب لا يتغير حتى في حال ارتفاع الأسعار. ويأتي رهان «تيثر» على الذهب في الوقت الذي يتساءل فيه الكثيرون في وول ستريت عما إذا كانت مواردها المالية قوية كما تقول الشركة.
ولذلك، قامت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال يوم الأربعاء بتخفيض تصنيف أصول «تيثر» إلى أدنى تصنيف لها، وهو «ضعيف»، محذرة من أن تزايد تعرض «تيثر» لأصول احتياطية عالية المخاطر قد يجعل عملتها المستقرة غير مضمونة في الأزمات.
