كيف تؤثر الديون المتعثرة على عمليات الدمج والاستحواذ؟
(البيان)-31/10/2024
لم تكن مفاوضات الدمج والاستحواذ يوماً سهلة، لكن التعامل مع صناديق التحوط التي تستثمر في الديون المتعثرة يرفع وتيرة الصعوبات إلى مستوى آخر.
ولن تتمكن العديد من الشركات، بشكل متزايد، من إعادة تمويل ديونها التي اقترضتها في ظل انخفاض أسعار الفائدة. لذلك، تقترب القيمة السوقية لأسهم هذه الشركات من الصفر، لكن أعمالها الأساسية تظل جذابة للمنافسين بالسعر المناسب.
وسينتهي المطاف بهؤلاء المشترين المحتملين إلى التفاوض على صفقات مع دائني الشركة المستهدفة وحملة سنداتها، وليس مع مساهميها. وتلعب هذه الديناميكية دوراً في الوضع الحالي في صفقة الاندماج بين شركتي «ديش نتوورك» و«دايركت تي في» الأمريكيتين، اللتين تقدمان خدمات البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية.
وقد يتكرر الأمر قريباً إذا سعت «فرونتير إيرلاينز» مجدداً للاستحواذ على «سبيريت إيرلاينز» المتعثرة.
من الناحية التعاقدية، يستحق حملة الديون هؤلاء 100 سنت لكل دولار من مطالباتهم.
لكن بدلاً من ذلك، سيطلب منهم قبول خصومات كبيرة على القيمة الاسمية لديونهم في ظل شبح الإفلاس المحدق. ويدرك كل من المشتري والبائع أن إتمام الصفقة يصب في مصلحتهما، لكن التفاوض مع الدائنين أكثر صعوبة من التفاوض مع المساهمين، نظراً لحرصهم الشديد على استرداد كل دولار تم التعهد به عند منح القروض.
وأبلغت «دايكرت تي في» حملة سندات «ديش نتوورك» الذين يملكون سندات بنحو 10 مليارات دولار بأنه يتعين عليهم قبول خصم قدره 1.6 مليار دولار على مطالباتهم، تدفع على هيئة ديون جديدة تخضع للمبادلة.
وتعتقد شركة الأسهم الخاصة المالكة لشركة «دايركت تي في» أن خفض القيمة والتقييم الناجم عن الأمر هم الحل لمسألة القيمة العادلة لشركة «ديش» وقدر الديون الذي يمكن للشركة المندمجة تحمله. ويرفض دائنو «ديش» هذا الطرح، وبالنسبة لشركة الأسهم الخاصة، فإن كل دولار مخصوم من الديون يعني قيمة إضافية لهم.
وفي حالة «سبيريت إيرلاينز»، يوجد لدى الشركة مساهمين في القطاع العام وقيمة سوقية حالية تبلغ 300 مليون دولار. وفي المقابل، توجد لدى الشركة إيجارات وديون بأكثر من 7 مليارات دولار.
وتشير تقارير صحافية إلى أن اندماج الشركة مع «فرونتير إيرلاينز» قد يحدث بعد انهيار التفاوض أو حل الأمور خارج المحكمة.
لكن المشكلة في شراء الأسهم بالطريقة العادية في أنه سيتطلب سداد «فرونتير» الديون بالكامل بينما يتم التداول (على سندات سبيريت إيرلاينز) حالياً بخصومات شديدة مقارنة بالمستوى المطلوب.
والقيمة السوقية الإيجابية التي تم تحديدها لشركة «سبيريت» ليست سوى خيار شراء رخيص جاء نتيجة معجزة بالنسبة لحاملي الأسهم. ومن المرجح أن تقوم «فرونتير» حالياً بحساب مقدار الخسارة التي يمكنها أن تفرضها على حاملي سندات «سبيريت»، الذين يخشون إفلاس الشركة مستقبلاً.