التسويق الإبداعي والإبتكاري في البنوك العالمية
دراسة حالة البنوك اليمنية
يُعد الإبداع والإبتكار من المزايا التنافسية الأكثر أهمية التي تـُمكِّن أي بنكٍ أو مصـرف من النجاح والإزدهار في بيئة الأعمال اليوم، ويكمن سـرُّ البنوك المُبدعة والمبتكرة في القدرة على رفع المواهب الإبداعية والإبتكارية لدى العاملين لديها، وإستغلال تلك القدرات.
ويُدرك الخبراء الدوليون بأن البنوك التي تتطلّع إلى التقدم، لا بدّ لها من إعتماد الإبداع والإبتكار كإحدى أساسيات عملها، وتحديداً بعد التحدّيات الكبيرة التي واجهت القطاع المصـرفي في العالم برمته، وأبرزها: التعاظم الكبير لدور البنوك أفقياً ورأسياً، والتنافس الشديد في ما بينها، وإرتفاع درجات المخاطر الناتج عن زيادة التعرُّض للهجمات السيبرانية، وتطور طرق الإحتيال، وتهريب وغسل الأموال وتـمويل الإرهاب؛ مما جعل البنوك في أمسّ الحاجة إلى البحث عن كل جديد، وعن كل إبتكار لما فيه الإسهام في تيسير عملها بالمقام الأول، وتلبية عناصـر الأمان والإلتزام بها في المقام الثاني.
وعليه، ما مدى معرفة متّخذي القرار في البنوك الدولية، واليمنية على وجه الخصوص بأهمية التسويق الإبداعي والابتكاري؟! بل وما هو دوره في تحقيق التميز والتفرد في ظل انفتاح السوق المصـرفية وإحتدام المنافسة ليس على مستوىً محدد فحسب بل على مستوياتٍ أكبر؛ نظراً إلى إتساع الأسواق المصـرفية لتشمل العالم بأسـره في ظلّ تحدّياتٍ عالمية كالعولمة وإتفاقيات الغات التي تسمح للجميع بالنفاذ للأسواق العالمية، وتعدُّد الأصناف والأنواع من الخدمات والمنتجات نفسها وبدائلها، وإمكانية الوصول إلى عملاء جدد بأساليب تكنولوجية حديثة؟! وهل يُعد التسويق الإبداعي والإبتكاري نشاطاً يعتمد عليه في نهوض البنوك اليمنية وتطوُّرها وتقدّمها، وخلق مكانةً مرموقة لها في السوق المصـرفية المحلية والعربية والعالمية؟!
التسويق الإبداعي والإبتكاري.. حتميته ومدى أهميته
يلعب الإبداع والإبتكار دوراً متزايد الأهمية في تحقيق الأداء المتفوق للبنوك، وليس هذا وليد اللحظة المفاجئة، وإنما له باعٌ طويل حيث ظهر مصطلح (التسويق الإبداعي والإبتكاري) للمرة الأولى في حلول الألفية الميلادية الجديدة، وظهرت معالمه بعد ما مرَّ بمراحل عدة، فظهر «تسويق السلع الإستهلاكية» أولاً، ومن ثم تتابعت التطورات إلى أن ظهر «تسويق السلع الصناعية» في عقد الستينيات من القرن الماضـي، وبرز مفهوم «التسويق في المنظمات غير الهادفة للربح»، و«تسويق الخدمات» في السبعينيات والثمانينيات الذي شكَّل نقلةً نوعيةً في مفاهيم التسويق، ليظهر في عقد التسعينيات مفهوم «التسويق الريادي» الذي جوهر نشاطه يعتمد على الإبداع والإبتكار الذي ساعد في ظهور «التسويق الإبداعي والإبتكاري» في مطلع العام 2000، وفي الوقت الحاضـر فقد أدركت معظم البنوك أهمية هذا التسويق، بل وأصبح الإبداع والأفكار المبتكرة ليس حِكراً فقط على إدارة التسويق، وإنما إمتدَّ إلى كل مستويات الإدارة التنفيذية في البنوك والشـركات وغيرها من المؤسسات الرائدة.
محمـــد علــي ثامـــر
كاتب وباحث من اليمن
للمزيد مراجعة المرفق:
https://uabonline.org/wp-content/uploads/2024/04/التسويق-الإبداعي-والإبتكاري-في-البنوك-العالمية.pdf